13

18.1K 837 57
                                    

-"ليخرج الجميع... الآن".

خرجت العاملتان بسرعة يرتعدن خوفاً ولم أكن أنا أحسن حالاً منهن، لا أعرف كيف حصلت الأمور بكل تلك السرعة لكني لم أشعر إلا وأنا أطير من مكاني وأُضرب بعنف على الجدار، وقبل أن يصل جسدي للأرض استعداداً للسقوط عليها كانت يد لينكون -أو لنقل ثيو- يحتجز رقبتي بين أصابعه.

-"ألديكِ حبيب غيري رفيقتي؟، هل هربتِ مني لأجله؟، هل أحببتِه لهذه الدرجة تكلمي".

كنت أنوي التكلم حقاً لكن خنقه لي حال دون ذلك ولم أستطع التنفس حتى، قلت بصعوبة بين تخبطاتي أضغط على يديه بيدي ليرخيهما قليلاً:

-"ثيو... أفلتني أنت تخنقني".

لا أعلم ما حصل معه لكنه بدى وكأنما تم حقنه بمخدّر ما، أفلتني أخيراً لأسقط على الأرض أتنفس بصعوبة وأسعل بشدة بينما ابتعد هو يدور على نفسه يتنفس بصعوبة ويشد شعره للوراء. كسر شيئا ما ثم عاد واقترب مني ثم شدّ على فكي ليرفع وجهي إليه قائلا بغضب:

-"هل قبّلته؟".

لم أجبه فضغط على فكي أكثر لأشعر بألم حاد فهززت رأسي له بالإيجاب ليغضب أكثر، ألصق وجهي بالجدار وقرّب وجهه من وجهي بشكل خطير وسأل مرة أخرى:

-"أتركتِه يفعل أكثر من ذلك، تجيبيني".

-"لا... أقسم".

لم أكمل حديثي فقد استعمل يده التي تشد فكي لرمي رأسي للخلف فاصطدم بالجدار بعنف، وقف مجدداً ثم رمى جسده على كرسي وقال:

-"تعذبت طوال شهرين ألوم نفسي ولينكون، حتى إنني حجبتُ نفسي عنه أكثر من مرة ظناً مني أنكِ هربتِ بسبب الساديّة التي عاملكِ بها وخطته الغبية بإخفائكِ عن الجميع حتى تتحولين، لكنكِ هربتِ بسبب بشريّ لعين".

لماذا يصرّ جميع من هنا أنهم ملائكة وأنا صاحبة القلب الأسود؟، أم هي صفة وراثية في هذه العائلة فحسب. صرخت بين دموعي أدافع عن نفسي حتى وإن كانت النتيجة هي غرز مخالبه في قلبي:

-"حتى رأس السنة كنت ككل البشر لا أراكم سوى مجرد أسطورة تُحكى للأطفال فكيف بحق الجحيم الأحمر أن أعلم أنّ هناك رفيقاً ينتظرني بصبر في عالم آخر، كيف يمكنني أن أعرف أن هناك من يغار عليّ حدّ الجنون. عشتُ الحياة كما أعرفها بين كل البشر وفعلتُ ما يفعلون فلا تلمني على ذلك".

أثناء حديثي وقف ثيو من مقعده يتقدم نحوي ببطء بعلامات وجه لا تُفسر، لا أنكر خوفي لكني أكملت حديثي وأكملت كل ما أردت قوله. جلس القرفصاء أمامي ثم رفع يده نحوي فأخذتُ وضعية الدفاع أستعد لصفعته توجه لي لكنه لم يفعل شيئا، أنزلت يداي ببطء فوجدت يده معلّقةً في الهواء ثم ما إن أرخيت دفاعي حتى وضع يده أسفل رقبتي من الخلف. شعرت بنعاس قويّ أكني لم أنم منذ شهور، لم أستطع مقاومة إغراءات النوم بعدها.

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now