16

14.8K 687 83
                                    

انطلقنا لبيت القطيع وقت غروب الشمس تقريباً وكغير عادة لينكون الهادئة، لم يتوقف عن الحديث طول الطريق، أخذ ينبّهني على أهمية الرُتَب بين المستذئبين وطلب مني التعامل مع أي أحد برسمية تامة، أخبرني عن قانون الوجبات الغريب في بيت القطيع، والذي ينصّ على تجمع كل رتبة في طاولة واحدة ووقت محدد، ستكون ممنوعًا من نفس الوجبة لو تخلّفت عن الوقت، عرفتُ أن هذا سيكون مشكلا بالنسبة لي حين قال أن الإفطار يكون على الساعة السادسة صباحاً.

رغم أنه لم يحبّ إحضاري لقطي ميسن معي -وكان ذلك بادٍ من نظراته له- إلا أنه لم يقل شيئا عنه، كأنني سأترك ميسن وحده في المنزل إن طلب ذلك. قال بنبرة غير قابلة للنقاش أني يجب أن أختار وصيفة لي من بين الخدم حتى وإن لم أحتجها، أوكتيفيا تملك واحدة وحتى ابنتها جين تملك واحدة أيضا.

وصلنا بعد مدة لبيت القطيع وكان الكل متوتراً كما توقعت، تركني لينكون عند الحديقة من أجل أن يجتمع مع ألفا قطعان مملكته وطلب من اوميغا أن تدلّني على غرفة الألفا، وصلت للغرفة التي تقع في الطابق الأعلى من بيت القطيع ثم وضع أحد عمال البيت حقيبتي وحقيبة لينكون عند باب الغرفة فدخلت ورتّبت الملابس في الخزانة ثم أصابني الملل وحرّكني فضولي لأكتشف هذه الجهة من هذه القلعة، لم أرى منها غير الطابق السفلي الذي يحتوي على مكاتبنا.

تجولت لمدة طويلة لا أعلمها أتأمل اللوحات الفنية الفخمة على الجدران، الأثاث الملكي في كل مكان والخدم الذين لا يتوقفون عن تنظيف كل شيء.

-"ها أنتِ ذا هنا".

التفتُّ لمصدر الصوت حيث كان لينكون يقترب مني بخطوات واسعة حتى التصق بجسدي وقال هامساً في أذني:

-"رغم أني طلبتُ منكِ الاستحمام فور وصولنا لكنكِ لن تكوني سارة إذا نفذتي أي شيء أقوله".

ما كل تلك الغيرة، كل ما في الأمر أنني نسيت حين أثار المكان فضولي لاكتشافه. أمسك يدي يمشي بخطوات سريعة لم أستطع مجاراتها إلا بالجري الخفيف ثم أوصلني للغرفة الجديدة عليّ، سألته في طريقنا لهناك عن أيّ جديد قد توصلوا له في الاجتماع، قال أنه لم يكن اجتماع لحل المشكلة بل كان لتنظيم جدول قدوم كل ألفا على حدة على مدار الأسبوع لمدة قصيرة حتى لا يتغيّب أيٌّ منهم على قطيعه وتحدث كارثة.

وصلنا للغرفة ومازال يمسك بيدي بقوة ثم أخذني مباشرة للخزانة وهو يقول أننا سنتناول العشاء في الغرفة لليوم فقط بما أن الوقت كان قد تأخر بالفعل عند وصولنا، رفع ثوباً قصيرا لناظري وهو يقول بخبث:

-"ما رأيكِ بارتداء هذا اليوم بعد استحمامك؟، لم أركِ ترتدين الأحمر يوماً".

-"لا يوجد مجال لأن تصبر يوماً واحداً صحيح؟".

أغمض عينيه وزمّ شفتيه وهو يهز رأسه بالنفي ببطء في حركة مستفزة.

-"أنتَ تجعلني أعيد التفكير في قراري بمنحك كل شيء حقاً".

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now