الفصل الاول

53.5K 1.2K 247
                                    

الفصل الأول

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل الأول

" رسائل لن تصل لـ صاحبها "
(1)

يقول جلال الدين الرومي :
أن كل نفس ذائقة الموت ، إلا أن الحياة لا تتذوقها كُل الأنفس .
ويجيبه قلبي معترفًا ومعترضًا :
-بأن نفسي قد ذاقت الحياة والحُب والأمل .. وآيضًا الموت ، كل هذا تذوقته في هواك !

#نهال_مُصطفى ✨
•••••••••••••••••

"شبكة الأقدار"

جميعنا تعرضنا للرفض ، أنا رفضني حلمي ، وحضن أمي ، وجامعتي ، وأقرب أصدقائي ، ورفضني الحُب ، وقلبگ ، أُجبرت على ترك أماكن تعثر بها قلبي وصرتُ أزحف بقلب دامي حتى أفر من كل هذا الجحود الذي أنصب كالماء المغلي على جسدٍ ظن أنه بالأمل أمتلك مفاتيح بوابات الحياة ، جميعنا تعرضنا للرفض بطرق مختلفة ، ولكني فقدت كل هذا بمهب ريحٍ عاتية .

" في تمام السادسة صباحًا "

على متن سفينة متوسطة الحجم تنتمي لصاحبها ( المعلم قنديل المصري ) نزعت "رسيل" بدلة الغطس خاصتها وأرتدت فستانًا بألوان مبهجة يغطي ركبتيها ، ثم حررت شعرها الطويل الذي يعكس ظُلمة الليل على ظهرها كظُلمة أيامها ، وتلك المرة الوحيدة التي تتحاشى وضع أي مشبك به ، رُبما أرادت ألا تُقيد شيئًا واحدًا بحياتها .. حتى أقدامها كانت حُرة من أي قيود ، تلتمس صقيع سطح السفينة فـ يعانق صقيع قلبها فـ ينشأ بها شخص متجمد المشاعر مثلها .

فارقت غرفة الملابس وصعدت للأعلى فـ رأت أبيها يجمع أصداف اللؤلؤ بعناية ويشاركه في ذلك " رشيد " ابنه و " فريد " ابن عمها ، تسللت بهدوء لتصعد لأعلى جزء بالسفينة وهي تطالعهم بعيون شاردة لا ترى أمامها إلا مشهد وحيد رُسم برأسها ، وهى تصرخ "لقاسم" بجُملتها الأخيرة :
-بسببك سأظل وحيدة عمري كله !

وضعت كفها على قلبها وهي تعتصر عيونها بشلالٍ من الدموع لو تسرب للبحر لأدى إلى إحداث فضيان ، وسُحبت إلى أيام جمعت شملهم وعالم آخر فرقهم للأبد .. عالم حلمت فيه بأدق التفاصيل ولكنها نهضت على كابوس الغياب ، رجل علمها كيف تتحول النيران لسلامٍ في حضرته ، ومنذ رحيله وهي تخوض حروبًا لا تنتهي .. أخرجت تأوهًا ممزوجًا بصوت البحر وأفصحت بحُرقة :
-يا ليت من نبكيه عمرًا ؛ يعود يومًا !

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن