الخاتمـة

16.6K 1.1K 146
                                    

✨ الخـاتمـــة ✨

‏"أُريد أن أهدأ ، كما لو أنني لم أُجرب التخبط في عاصفة القلق و أن أطمئن طويلًا للحد الذي لا يكون هناك أي أحداثٍ أُخرى تسلب مني شعوري بالطمأنينة .."

بالمركبـة الجديدة التي ابتاعها عاصي بمجرد قدومه إلي الغردقـة كي تسهل له الانتقال كيفما يشاء خاصة عندما قرر أن يسلك مسارًا جديدًا للعمـل ..

تجلس حيـاة بحمام المركبة على طرف المرحاض .. أصابع قدميها الحافية تتكور بالأرض إثر القلق الشديد بقلبها وهي تراقب نتيجة اختبـار الحمل بلهفـة غريبـة ويد مرتجفـه  .. ترجوه أن يصبغ بالشريطة الحمراء .. أن يزف لهـا خبرًا سعيدًا تلك المرة نيابـة عن كل المرات الخائبة .. مرت قرابة السـاعة وهي بالحمـام تنتظر ، تتأمل أن يندس جنينها تلك المرة بأحشاءها .. خاب أملها للمرة الثالثـة فرمت الاختبار بنفس القوة التي تفتت بها قلبها المنهزم ..

اعتصرت بطنها باكيـة بنحيب منخفض وهي تتحمـل الوجع الذي لا تعرف مصدره .. ربما بسبب تغير حالتها النفسية أم تأثيـر شريطة منع الحمل التي اختبأت بأحشائها بدون علمها .. وربما بسبب موعد عذرها الشهري الغير منتظم بالمـرة .

توجهت إلى صنبور المياه وغسلت وجهها كثيرًا كي تزول آثار البكاء ، جففت وجهها ثم أخذت عدة أنفاس متتالية حتى خرجت من الباب بفستانها الوردي الذي يصل إلى ركبتيها ذو أكمام واسعـة .. اتجهت لأعلى حيث سطح المركبـة الذي يقف فوقها ..

يقف كالجبل الصخري كأنه يعلن عدم خوفه منه ومن الحياة بعد الآن .. يلفح هواء البحر صدره العارٍ ويطاير قميصـه المفتوح بقوة .. اقتربت منه بخطوات متمهلة وبأقدامها الحافيـة لتطوقـه من الخلف بكلتا يديها .. استندت رأسها فوق ظهره وأخذت تتنفس باسترخاء .

ألقى سيجارته باليم ثم خاطبها مقترحًا  :
-جات في دماغي فكـرة مشروع جديد هينقل الغردقـة في حتـة تانيـة ..

تجاهلت حديثه عن الشغل وقالت بحرقة مكتومـة :
-أنا نفسي أخلف يا عاصي .. تعبت من الانتظار .. عندي شغف وحماس رهيب أبقى أم .. وغصب عني مش عارفة اصبـر ..

طوى جملة مشاعرها التي كانت كالخنجـر بقلبـه وأكمل مفتعلًا اللامبالاة :
-سلسلة مطاعـم متكاملـة .. وبدل ما توردوا السمك للتجار نستغله أحنا في مطعمـنا دي بجانب المصنـع اللي هيكون المصدر الأول لأكبر ثروة سمكيـة .. أنا متحمس جدًا لافتتاحه ...

ارتخت يدها من فوق خصـره وتحركت لتقف أمامـه :
-أنت مش بترد عليـا ليه ؟!

-عشان أنتِ مستعجلة أوي يا حيـاة .. سيبي الموضوع لوقتـه ..

-طيب عايزة أروح لدكتور .. ممكن تيجي معايا .؟!

أمسكها من كتفيـها ليطمئنها:
-حبيبتي .. أنت محتاجة بريك ، وجسمك يرتاح من الظروف اللي مر عليهـا .. سيبي موضوع الحمل ده لوقته .. انتِ قلقانة ليـه ؟!

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now