الفصل الخامس عشر ج ٢
كُنت أخشى الغد ، ولا زلت ! ولا زال يؤكد حقيقة مخاوفي ، بدلًا من أن ينفيها ، كل يوم يأتي بقدر مُغاير عما رحل به البارحة ، باتت فجأة الأقدار تُرعبني ، أتذكر بالأمس نمت وأنا لا أحمل برأسي سوى هم رد الدين ! واليوم بات حمل الأمس بخفة فراشة عما جاءت به بقية أيامي .
على حين غُرة ؛ ألتقيت برجل لم يمر طيفه بأحلامي ، وأصبح مسئوليتي لـرد ديني ، واليوم جاء عارضًا نسبه عليّ ! لم يكن الحُب يومًا من ضمن أهدافي ! ولن أسعى إليه ! ولكن لِمَ لم يتوقف قلبي عن كل هذا الضجيج الآن ! ما شأني بسذاجة الحُب والرجال ؟!
فاقت " شمس " من شرودها على صوت نوران الفوضوي :
-أهي رجعت تسرح تاني أهو !تنهدت شمس باختناق :
-عايزة أيه يا نوران بس !غمزت له بطرف عينها مُداعبة :
-يعني الجدع الأمور أبو ريحة حلوة اللي شوفته نازل من هنا جاي يتجوزك !أومأت رأسها بخفوت وهي تضع وجتنها فوق قبضة يدها بقلة حيلة :
-أيوة .نوران بحماس :
-طيب ينفع يتجوزني أنا كمان !وبختها جدتها بحدة :
-ما تبطلي دوشة أنتِ كمان ، خليني اعرف أختك بتفكر في أيه !ربعت نوران ساقيها وقالت بنفاذ صبرٍ :
-أهو خرست خالص ، ارغوا في أي حاجة إلا أنكم هترفضوا القمر ده .نهرتها شمس بحزم :
-نور روحي ذاكري ، أنتِ قاعدة معانا ليه أصلا .نوران بغرابة وهي تتأهب للذهاب :
-أصلًا ! ماشي ماشي ، دي اخرتها يا ست شمس !انصرفت نوران مرغمة ، فارقت فادية مقعدها وجلست على الأريكة بقُربها وربتت على كتفها بحنو :
-مالك يا حبيبتي ، افتحي لي قلبك .-مش عارفة يا فُوفـا ! بجد دماغي دي حساها عطلت .
صمتت فادية للحظات ثم سألتها :
-قبل أي كلام ! هو في أمل أنه يخف ، ويرجع يقف على رجليه !تجولت عيون شمس بحيرة حتى زفرت بيأس :
-آكيد مش ده اللي شاغلني ! ولا ده سبب رفضي .كررت فادية سؤالها بتوسل :
-ريحي قلبي بس ، في أمل ولا هيقضي عمره كله كده .
أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Mystery / Thrillerولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...