الفصل السادس والأربعـون
(16) ج 2
-خُلق القلب عصيًا :
كُنتُ دائمًا خارج السِرب ، لا أحد يعرف ما يدور في ذهني ، لا أتعمقُ مع أحد ، كأنما لي قضية أُخرى و أرضٌ أُخرى وحربٌ لا تعني الجميع 🖤.••••••••
-مُـراد ؟! أنتَ أيه جابك هنـا ؟!
بمزيج من التوتـر و الدهشـة أردفت " عاليـة " سؤالها التلقائي الهارب من بين شفتيهـا المرتعشـة .. رفع حاجبه مُجيبًا :
-هنتكلم على الباب كده !
بدون إدراك :
-هاه ؟! هنتكلم في أيه !تقدم خطـوة للداخل فتراجعتها للوراء وهي تُراقب ملامحه المُقلقة الذي أكدهـا بجُملتـه المتلونة :
-عن ابني مثلًا ؟!لكت الكلمات في ثغرها من وقع الصدمة على مسامعها وسألته ببراءة :
-ابنك أيه يا مراد !! أيه الهبـل ده ؟!تحكم في إظهار غضبـه وقال :
-هو بالظبط الهبـل ده اللي جاي افهمه منك ..في تلك اللحظـة خرجت سوزان من المطبخ وبيدها المنشفـة الصغيرة وهي تجفف يدها متسائلة بجهل عن هوية الطارق حتى سقطت أعينها على مراد الواقف يشع من بين ملامحه حُمرة الغضب المدفون .. ولت عاليـة إليها وقالت بتردد :
-ده مراد ، جاي وبيقـول كلام غريب كده مش فاهمـاه .. أنا أنا مش عارفـة هو جاب الكلام ده منين ..؟
اقتربت سوزان منهم وهي تفحص مراد بنظراتها الكاشفـة وقالت بحدة :
-عاليـة ، شوفي قهـوة مراد بيه أيه !!زمجرت رياح غضبـه عندما تدخلت سوزان بالأمـر وقال :
-مش جاي اضايف هنـا ..أشارت سوزان لعاليـة بنظرة فهمت مغزاها ، حيث تراجعت متجهـة ناحيـة المطبخ لإعداد قهوته ، تحدثت سوزان إليه بصرامة :
-اتفضـل يا مراد ، وهفهمـك كل حاجة .. بس أكيد مش هنتكلم على الباب .
دخل مراد على مضض وجلس بأقرب مكان للضيافة ، جلست الأخيرة واضعـة ساق فوق الأخرى وسألته :
-مالك بعاليـة ..؟!رد بجديـة :
-كلامي مش معاكي خالص ، لو سمحتِ نادي عليها .تطرقت سوزان إلى الموضوع بجراءة :
-أنتَ متعصب عشان عرفت أنها حامـل ؟!خرج مراد عن صمتـه معترضًا :
-أنا عايز أعرف ده حصل أزاي ؟!تخابثت عليـه قائلة :
-هو ايه اللي حصل أزاي ، عاليـة كانت مراتك ولسـه في شهـور العدة طبيعي في احتماليـة حمل ، أنت مستغرب ليـه ؟!زفر مراد بنفاذ صبر وانفجر :
-حامل أزاي وأنا وهي كنا في حكم المخطوبين !!
أصدرت سوزان إيماءة خبيثـة وقالت بمكر متعمدة إثارة غضبـه :
-أنا مش عارفة أزاي راجل زيك يقدر يقاوم واحدة في رقـة وجمال عاليـة ، كل الرجالة تتمنى ضفرها .. !!
أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Mystery / Thrillerولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...