ولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
الفصل الأول
" رسائل لن تصل لـ صاحبها " (1)
يقول جلال الدين الرومي : أن كل نفس ذائقة الموت ، إلا أن الحياة لا تتذوقها كُل الأنفس . ويجيبه قلبي معترفًا ومعترضًا : -بأن نفسي قد ذاقت الحياة والحُب والأمل .. وآيضًا الموت ، كل هذا تذوقته في هواك !
#نهال_مُصطفى ✨ •••••••••••••••••
"شبكة الأقدار"
جميعنا تعرضنا للرفض ، أنا رفضني حلمي ، وحضن أمي ، وجامعتي ، وأقرب أصدقائي ، ورفضني الحُب ، وقلبگ ، أُجبرت على ترك أماكن تعثر بها قلبي وصرتُ أزحف بقلب دامي حتى أفر من كل هذا الجحود الذي أنصب كالماء المغلي على جسدٍ ظن أنه بالأمل أمتلك مفاتيح بوابات الحياة ، جميعنا تعرضنا للرفض بطرق مختلفة ، ولكني فقدت كل هذا بمهب ريحٍ عاتية .
" في تمام السادسة صباحًا "
على متن سفينة متوسطة الحجم تنتمي لصاحبها ( المعلم قنديل المصري ) نزعت "رسيل" بدلة الغطس خاصتها وأرتدت فستانًا بألوان مبهجة يغطي ركبتيها ، ثم حررت شعرها الطويل الذي يعكس ظُلمة الليل على ظهرها كظُلمة أيامها ، وتلك المرة الوحيدة التي تتحاشى وضع أي مشبك به ، رُبما أرادت ألا تُقيد شيئًا واحدًا بحياتها .. حتى أقدامها كانت حُرة من أي قيود ، تلتمس صقيع سطح السفينة فـ يعانق صقيع قلبها فـ ينشأ بها شخص متجمد المشاعر مثلها .
فارقت غرفة الملابس وصعدت للأعلى فـ رأت أبيها يجمع أصداف اللؤلؤ بعناية ويشاركه في ذلك " رشيد " ابنه و " فريد " ابن عمها ، تسللت بهدوء لتصعد لأعلى جزء بالسفينة وهي تطالعهم بعيون شاردة لا ترى أمامها إلا مشهد وحيد رُسم برأسها ، وهى تصرخ "لقاسم" بجُملتها الأخيرة : -بسببك سأظل وحيدة عمري كله !
وضعت كفها على قلبها وهي تعتصر عيونها بشلالٍ من الدموع لو تسرب للبحر لأدى إلى إحداث فضيان ، وسُحبت إلى أيام جمعت شملهم وعالم آخر فرقهم للأبد .. عالم حلمت فيه بأدق التفاصيل ولكنها نهضت على كابوس الغياب ، رجل علمها كيف تتحول النيران لسلامٍ في حضرته ، ومنذ رحيله وهي تخوض حروبًا لا تنتهي .. أخرجت تأوهًا ممزوجًا بصوت البحر وأفصحت بحُرقة : -يا ليت من نبكيه عمرًا ؛ يعود يومًا !