ولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
الفصل الرابع
" رسائل لن تصل لـ صاحبها " (4)
يقول نزار قباني : -الحب ليس روايةً شرقيةً بختامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينةٍ وشعورنا أن الوصول مُحال !
-ولكني ملكت السفينة ورفعت شراعها وأعلنت عليه حُبي ، وأبحرت إليك على أملٍ بأن عيونك مرساي ، وبدلاً من أن أموت غرقًا في بحر حبك العميق بقلبي ، مت عطشًا لرؤياك وغيابك والأيام التي قضيتها بدونك باحثة عنك ، لِمَ أوهمتني بأن الطريق إليك سهلًا ، وهو فخٌ !
كل منا يركض في اتجاهه لتحقيق أهدافه ، منا من يسلك طريق الخير مستندًا على عكاز الصبر ومنا من يقطع طريق الشر والوساطة ليصل أولًا ، والعبرة هنا ليست بأولوية الوصول ولكنه بمصدقية الرحلة !
وصلت " نوران " بصُحبة " كريم " إلى قسم الشرطة مستقلين عربة أجرة وتقدمت بسرعة أشبه بالركض متجهه نحو أحد الأمناء وطلبت : -لو سمحت عايزه أقدم بلاغ !
وثب الأمين لاستقبالها وإعداد أوراق الطلب وظلت تراقبه بكفها المرتعش على البار وهي تأخذ أنفاسها بصوت مسموع ، وبعد دقيقة عاد إليها قائلًا : -بلاغ في مين يا ست !
بللت حلقها وشرعت في رواية الحدث الدرامي الذي أخذ به " عاصي " أختها من قلب حارتهم ، فختم الأمين قصتها ساخطًا : -هو فاكر البلد مفيهاش قانون ولا أيه ؟!
توترت الكلمات في حلق كريم ، فأجابته نوران بسرعة : -قريبنا من البلد ، المهم أختي هترجع بيتها النهاردة ؟!
الأمين برسمية وهو يستعد لكتابة البيانات : -اسمه أيه الجدع دا !
-عاصي ، عاصي دويدار . كانت إجابة نوران بحماس وأمل شديد ولكن هنا توقف حبر القلم ، ويد الأمين بمجرد سماعه الاسم ، انكمشت ملامح وجهه وهو يكرر سؤاله : -قُلتي مين !