تضحية

31 4 0
                                    

ظهرت فجأة بوابة ورائنا لتقوم بسحبنا إليها، وقعنا ارضا بعنف لينتشر بعض الألم في جسدي ، لم يكن ألما شديدا على كل حال ، فتحت عيناي ببطئ ليظهر امامي ذاك الملك الذي يدعى سادلر ، و معه شخص آخر لم اتعرف عليه لكنه يبدو بهيئة ملكية ، كان ينظر نحوي بينما والدي يحيطني بذراعه محاولا طمئنتي أن كل شيء سيكون بخير ..

أردف سادلر بنبرته الساخرة بينما كان يتقدم نحونا بجمود و بتلك الخطوات الواثقة

- أهلا بسارقة عرشي و منصبي، سررت بلقائك مجددا أيتها البشرية الوضيعة

نظرت له نظرة قرف و اشمئزاز لارد حتى بدون ان أترك لنفسي وقتا للتفكير من العواقب في الاخير

- العرش لصاحبه ، و هو من يختاره و للاسف لم يخترك لتكون صاحبه لانه لا يختار المقرفين امثالك ، هو يدرك من يختار جيدا ، حظ موفق في المرة القادمة

- يا الهي ، يبدو أن تلك البشرية تتخلى عن حياتها بدلا من منصبها

كان ذلك صوت الشخص الذي لم اتعرف عليه يقول بسخرية ،ازدادت هالة سادلر المخيفة حتى جعلتني أشعر ببعض من الاختناق ، لكنني قاومت و ملامحي كانت ثابتة جدا عكس ما أشعر به من ضعف و وهن

- اذا هل لي أن أفهم لمَ العرش الغبي اختار بشرية وضيعة لتكون صاحبته بينما هي مملكة للجنيات؟

- لا فكرة لدينا عما يخبئه القدر ، ايها الابله

ازدادت شدة هالته المخيفة ليظهر مخالبه و تتغير لون عيناه للون الاحمر و يتقدم نحوي محاولا تصويب مخالبه مستهدفا صدري ، لكن ابي اصد ضربته تلك بينما كان يقوم بحمايتي

- مهلا يا هذا ، لم نتفق على أن تجري الأمور على هذا النحو ، اتفقنا فقط ان أحضر ابنتي و نرجعها مجددا إلى بعدها و حياتها و تستلم عرش تلك المملكة اللعينة ..

كانت تلك الكلمات تخرج من حنجرة ابي كالسكاكين تنغرز في قلبي ، هل كان سيسلمه عرش مملكتي حقيقة ؟ تلك المملكة اللطيفة و الجنيات الجميلات الرقيقات هل كان ليجعلهم في خطر و تحت ايادي سادلر ؟ هل هذا والدي الذي أعرفه حقا ؟

انا متأكدة من أن سادلر قام بايذاء احداهن حتما ، لقد شعرت بنغزة في قلبي انذاك لكني تجاهلتها، و ذلك كان اكبر خطأ ارتكتبه..

- لن اسلمك مملكتي ولو على جثتي ايها الوغد اللعين..

قلت ذلك بثقة صادرة مني لم اعهدها من قبل، حتى اني لوهلة شككت في نفسي

ارتفع صوت ضحك سخرية كل من سادلر و ذاك الملك ليعم صوتهما أرجاء المكان الغريب الذي نحن فيه ، بينما كان والدي ممسكا بيداي محاولا طمأنتي و ينظر لي بعض النظرات المشتاقة التي تجعلني انسى اننا على حافة الموت

- هل تظنين اني كنت ساتفق معك بشأن ذلك او اني سآخذ باذنك او ما شابه ؟

استمر يضحك بسخرية بينما كنت أشعر ببعض الغضب بدأ يتصاعد في داخلي ، لا أحب أن يسخر أحد مني ، وقفت على قدماي بثقة رهيبة لاتقدم نحوه محاولة مظاهاته ، أخرج مخالبه مستعدا لينقض علي لكن لم اشأ أن أهرب رغم انه الحل الوحيد ، في كلتا الحالتين سأموت نحن وحيدين بهذا المكان المظلم ، لذا أردت أن اموت شجاعة بدلا من الموت بجبن

تلك الألحان تجعلني أغرق ~Donde viven las historias. Descúbrelo ahora