احد ما هنا نصف ليكان ..

21 3 0
                                    


لكن ذلك لم يدم طويلا عندما لاحظت شيئا غريبا يلوح في الأفق من بعيد .. شيئا مثل بوابة ضخمة للغاية او ان السماء قد شقّت او شيء من هذا القبيل .. زادت صدمتها اكثر فأكثر عندما ظهر شيء ما من خلف ذلك الشق الاسود الذي يتوسط السماء ليجعل الجميع يفغر فاهه باستغراب و خوف مجتمعين ...

زاد انشقاق السماء اكثر فأكثر ليصدع منها صوت عالي بشكل رهيب ، همّ الجميع باغلاق آذانه حفاظا على سمعه إلى أن توقف الصوت فجأة و عم بدله هدوء غريب

رفع الجميع انظارهم ليجدوا أنهم ليسوا على ساحة المعركة على الارجح

او انها ساحة المعركة نفسها لكن يحيطها ضباب كثيف لدرجة انك لا ترى ما امامك و قد لا تميز المكان حتى .. في ذلك الحين كان اوستن يحيط بتجوي كذرع حماية بينما يشعر بمشاعر متضاربة كما لم يسبق له من قبل .. هل ابتلعهم ذلك الشق او ما شابه! لم يكن خائفا سوى على رفيقته التي ندم بشدة عندما تركها تنضم إلى هذه الحرب القذرة

- إذا فهذه أحد الاعيبك السخيفة ! ألم تكن شجاعا بما يكفي لخوض حرب و الموت فيها بشهامة بدلا من حيلك الرخيصة هذه ايها الجبان !

- إهدأ اوستن

كان اوستن في أعلى مراحل غضبه .. فقط يشعر انه في حال ظهر سادلر امامه فسيقوم بتقطيعه اشلاءا الآن .. لكن صوت رفيقته الجميل اشعره بسكون و هدوء في قلبه و اطفئ تلك النار المشتعلة في داخله بنبرتها الانوثية

لا وقت لهذه الافكار الرومانسية الآن !

غادر الضباب فجأة ليدركوا من خلال ذلك أن جيش خصمهم اختفى كانه لم يكن هنا منذ لحظات! حتى آثارهم اختفت لكن الشق في السماء لم يختفي انما كبر و توسع اكثر بكثير

- هل تسمعون ذلك

قالت آشلي بنبرة صوت مرتعشة نوعا ما لتجيبها تجوي

- ماذا؟

لم يكتفي اوستن سوى بالنظر ناحية آشلي لتدرك انه يسمع ذلك أيضا.. أصوات وقع أقدام قادمة من بعيد .. لكن هذه الاقدام ليست لشخص او اثنين ، أو حتى أشخاص عاديين .. انما تبدو لكائنات عملاقة !

شغل الجميع كل حواسهم و صبوا كامل تركيزهم من جميع الجهات .. مهما حدث لن يخسروا هذه الحرب و لن يعودوا خائبين

الحرب لم تُخلق للخسارة .. انما خُلقت للفوز

فإما ان تكسبها .. او ان تموت بشجاعة .. كلاهما يعد فوزا مهما اختلف المصير

- انهم قادمون من الجهة الشرقية

قالت تجوي لينظر الجميع نحوها و تؤكد لهم

- استطيع الشعور بأشخاص ذو قوى قادمين من الجهة الشرقية

- و لما تستطيعين الشعور بهم ؟!

- من يدري! لكنهم بالفعل يقتربون فليعد الجميع الى مكانه و تأهبوا، شغلوا جميع حواسكم انهم ليسوا بمصاصي دماء

كانت عبارة " انهم ليسوا بمصاصي دماء " أشبه بسكب ماء بارد على ظهورهم

لم يكن جيش سادلر يحتوي سوى على مصاصي الدماء و بعض المجنحين فمن أين قد يأتي بكائنات أخرى فجأة

- تجوي عزيزتي.. هل تستطيعين معرفة من هم ؟

قال اوستن بهدوء لتومئ له تجوي

- ليس تماما ، داخلي يخبرني انهم ليكان و بعض الاحياء الاموات اما الباقي فلا اعرف

فتح اوستن عينيه بصدمة عندما ذكرت كلمة 'ليكان ' التي توقع انه لن يسمعها مجددا لكن يبدو أن للقدر رأي آخر

- تجوي هل انتِ متأكدة! لا يمكنهم أن يكونوا كذلك فعلا فالليكان لم يظهروا منذ زمن بعيد اما الأحياء الأموات فلا وجود لهم على الأرجح انها مجرد أساطير

كانت آشلي تحاول بشدة إنكار ما قالته تجوي خاصة أن سحرها لم يساعدها في معرفة فصائلهم، ففي حال تدخل الليكان حقا ، سيخسرون هذه الحرب بلا شك و لن يبقى كائن هنا يتنفس !

- انا متأكدة من كلامي آشلي ، داخلي يخبرني بذلك

- ماذا في داخلك ؟

تدخل اوستن عندما أثارت تلك العبارة اهتمامه ، نظرت تجوي نحوه مطولا ثم هزت كتفيها بعدم معرفة

- اعتقد اننا نحتاج إلى خطة

- اعلم ذلك دانيال .. و لدي واحدة

استغرب دانيال قليلا قبل أن يقول

- اذا لما لم تخبرنا بتفاصيلها ألفا !

صمت اوستن قليلا ليكمل

- لأنني سأقوم بتنفيذها وحدي ، ساكلفك بمهمة واحدة فقط و هي حماية اللونا خاصتك

لم يشعر دانيال بالارتياح اطلاقا لما قاله آلفاه ، و ذئبه في داخله كان يشعر بالمثل ، دائما ما كان اوستن حريصا على حماية الجميع عكس ذاته التي لم تكن تهمه اطلاقا

- اوستن ، أطلب منك ان تشاركني بها ، انا لا اكلمك الآن كعلاقة بين الألفا و البيتا ، إنما اكلمك كصديق و أخ و أحد أفراد عائلتك الأقرب اليك

ابتسم اوستن على كلام صديقه المشجع لكن رغم ذلك لم يشأ أن يقحم اي أحد في تفكيره لذا اكتفى بالصمت و ارتدى قناع الجدية خاصته كعادته و أخفى مشاعره خلف صوته البارد

- أنصحك بأن تترك هذه العلاقة كألفا و بيتا فحسب خاصة اليوم دانيال ، عد إلى مكانك الآن

تركه اوستن و غادر بينما رأس دانيال يعج بالأفكار..

و ما إن التف ليعود ادراجه.. تسللت شهقة من حنجرته لهول ما رآه ، لم يكن الباقي اقل صدمة منه عندما لمحوا عدد رهيب من العمالقة و الكائنات المنقرضة منذ ملايين السنين و على مقدمته سادلر .. و كذلك ما توقعته تجوي .. هناك بالفعل ليكان!


____________
19082023









تلك الألحان تجعلني أغرق ~Where stories live. Discover now