" أبي "

24 4 0
                                    

مش بارت بس جزء صغير مكمل قبل ما ندخل ببارت الحرب

_____

إن لم تعطِ فرصة لذاتك ، ذاتك لن تكتشف ما يحوم حولها..
________

JINA POV

كنت احاول استجماع شجاعتي لاخبرها تلك الحقيقة ، على الرغم انه من اللطيف امتلاك اخت ، لكن ما جعل ذهني مشوشا انني لم اعرف كيف ستكون ردة فعلها .. هل سترحب بي و تعتبرني كأختها حقا ؟ ام انها ستنبذني كما فعل الجميع ..

وضعت كل تلك الأفكار جانبا و ركزت في امر واحد ، أن أخبرها من أجل انقاذ والدي فحسب .. بغض النظر عن كيف ستكون ردة فعلها انا لا أهتم بذلك .. على الاقل في الوقت الحالي، اريد فقط ان أنقذ والدي ..

استجمعت شجاعتي و توجهت نحو مملكتها بعدما القيت نظرة سريعة على والدي .. كان شاحب الوجه و جسده يبدو ضعيفا للغاية ، اتمنى ان تكون تجوي ذات فائدة على الاقل لمرة واحدة و تقوم بانقاذه ..

____________________________

TJUWI POV

جلست انتظر استيقاظه من غيبوبته بينما احدق في ملامحه بتركيز شديد ، لاحظت انني اشبهه في شكل انفي ، لون بشرتي و شكل حاجباي .. اتساءل عن لون عينيه أن كانت تشبه خاصتي أيضا

بعد مضي فترة من الوقت بدأت اصابع يديه اليمنى تتحرك ببطء شديد .. انتابني الحماس الشديد لاجثو امامه بسرعة و أهمس في اذنيه لمناداته

- أبي! هيا يمكنك الاستيقاظ

كانت كلمة " أبي " أصعب شيء قلته طوال حياتي .. لم أتخيل أن اقول هذه الكلمة سوى لوالدي الذي رباني ستيفانوس .. لذا شعرت انها تخرج من حنجرتي بصعوبة شديدة حقا ..

عادت اصابعه تتحرك اسرع قليلا هذه المرة .. لذا واصلت مناداته إلى ان بدأت رموشه تتحرك

احضرت جرة الماء الموجودة قربه لاقوم بسكب القليل فوق يداي و امسح بها على وجهه ، ازدادت سرعة تحرك رموشه إلى أن قابلت بؤبؤتاه خاصتي .. لقد كانت بالفعل مثل لون عيناي

نظر نحوي مطولا إلى أن عدل جلسته و هو لا يزال يصب كامل نظره إلي ، لم استطع شرح ما تحمله تلك النظرات إلى أن نطق اخيرا باسمي

- تجوي !

- أبي !

توسعت عيناه بصدمة حالما نطقت كلمة " أبي " ، تقدمت نحوه لاعانقه بكل ما لدي من قوة .. و يبادلني أيضا ذلك العناق الأبوي اخيرا ..

______________

جلست قليلا رفقة والدي ابادله الحديث و أخبره عن نفسي ، و كذا يخبرني عن نفسه و والدتي التي توفيت أثناء ولادتي

قدمته إلى افراد القطيع الذي لم يرحبوا به كثيرا بسبب إتلاف رابطتنا ذاك اليوم و التي تعتبر مقدسة بشدة عندهم ، لكن لم يعترض أحد امامي عن وجوده كوني اللونا هنا ..

- لونا ، هل يمكن لأي اب تدمير حياة ابنته بهذه السهولة ؟
- كيف يمكنه فعل ذلك وهو والدك لونا ، انتبهي
- لقد قام بخطيئة كبيرة لونا ، كيف تقبلين به كوالدك ؟

الكثير و الكثير من الانتقادات الموجهة نحوه و التي كانت باحترام شديد لكنها ازعجتني للغاية .. أدرك انهم يودون اقرب فرصة لقتله و تعذيبه و شنقه عكس ما يبديه هذا القناع اللطيف المحترم الذي يرتدونه امامي ..

لاحظت جينا آتية ناحيتنا و أفراد القطيع يوجهون نحوها نظرات قاتلة ، أقسم أنه لو كانت النظرات تقتل لوقعت جثة هامدة الآن !

نظرت ناحيتهم بعتاب ليغيروا تلك النظرة و يبتسموا بلطف ، يعتبر هذا قناع آخر لكن لا بأس بارتدائه دائما ..

حضنتها بعدما تأكدت الآن من انها اختي ، كم تمنيت أن احظى باخت خاصة أن والداي لم ينجبا ابدا .. و ها هي أمنيتي تحققت

شعرت بجسدها المرتجف الذي بدأ يهدأ شيئا فشيئا قبل أن تبادلني العناق اللطيف ، فصلته ثم نظرت نحوها لاختبر درجة تشابهنا و التي لم تكن كثيرة مثل والدي .. اعتقد انها تشبه امها التي لم ارها لكن تخميني صحيح على ما يبدو ..

- علي العودة إلى المملكة الآن للتدريب ، سازوركما كل يوم ، اهتمي بوالدي جينا !

- انتِ من يجب عليه الاهتمام بنفسه صغيرتي .. ساشتاق اليك

- ساشتاق اليك أيضا ابي .. و انت أيضا جينا

ابتسم الاثنين بخفة قبل أن يودعاني بعناق ، من كان يدرك انه قد يكون العناق الاخير ..





تلك الألحان تجعلني أغرق ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن