كان يجلس علىَ الأرض في مكتبه ليدق الباب و تدخل قائلة:
" مستر صقر دلوقتي عندن... ايه ده معلش؟! "
لينظر لها صقر بحاجب مرفوع:
" هو ايه اللي ايه ده معلش شوفتي كائن غريب النوع ولا ايه؟! "
لتومئ رأسها بنعم ليقول هو بحنق:
" ايوا في عينك يا بعيدة... بجد يا ياسمين هو انتِ حد مسلطك عليا؟! يعني مثلاً حد قالك روحي اشتغلي مع صقر و اقرفيه في عيشته "
و ما إن أردف حديثه حتىَ ابتسمت بوسع:
" ايوا حصل بس انتَ عرفت منين؟! "
ليقف و يتحرك حيث مكتبه و يسحب مقعده و يجلس عليه:
" اه هنبدأ خفة الدم كنتِ عايزة ايه؟ "
لتُشير ياسمين علىَ ذاتها بإصبعها السبابة و تنظر خلفها:
" انتَ بتكلمني انا يا مستر صقر؟ ... انا اللي خفيفة الدم؟ يعني مش حضرتك اللي ظريف و بتستهبل؟! "
ليفتح عينه بوسع بينما يعتدل في جلسته و يضع كفيه علىَ المكتب أمامه:
" انا ظريف؟! "
لتقول ياسمين بسخرية و حاجبين معقودين:
" و بالنسبة لـ بتستهبل عادي؟! "
ليقول صقر بحدة و تهديد:
" ياسمين شكلك كده عايزة تتعلقي من قفاكِ تاني "
لتتنهد بهدوء و تقول:
" يعني حضرتك في مدير شركة كبيرة عريضة كده ادخله مكتبه القيه قاعد مربع علىَ الأرض "
فتح حاسوبه و ظل يعمل عليه بدون الرد عليها لتقول:
" شوف جر الشكل اللي على الصبح بكلمه مش بيرد إزاي "
لينظر لها بطرف عينه:
" قولي جيتي ليه انجزي مش عايز صداع هنا "
لتنظر له بحنق و تقول بهمس:
" جتك نيله... احم احم المفروض عندنا اجتماع دلوقتي مع مندوب من شركة الت... "
ليقاطعها صقر قائلاً :
" ابعتيله ياسين عشان مش فاضي "
لتقول ياسمين بسخرية:
" مش فاضي ليه ياخويا هتاخد نوبل ولا ايه ده ايش حال انك معندكش غير الاجتماع ده طول اليوم "
لينظر لها بسرعة و يقول:
" يخربيت عينك اللي هتجبني الأرض و بعدين انتِ بتتكلمي كده ليه ماتيجي تخديلك قلمين أحسن "
لتلوي فمها بحسرة و تقول:
" ما العيب عليا بردو إني مدخلتش طب "
ليتعجب حازم و يقول:
" طب؟ ليه مش فاهم ده انا مستحملك بالعافية يابنتي والله فما بالك بقا مريض قلب ولا سكر ولا جلطة هتنيميهم في المستشفي للأبد "
لتلقي بيدها للخلف بينما تتحرك بحنق قائلة:
" تبا لك يا مستر صقر اشوف فيك يوم علىَ حرقة الدم دي "
