الـفـصـل الـواحد و الـثـلاثـون

31 15 0
                                    

بعد شهر 

في أحد أروقة المطعم الراقي، يجلسان على طاولة لشخصين تحتضن قصةً مميزةً. يتربع على هذه الطاولة رجلاً وسيم و فتاة رقيقة المظهر ينبضان بالحياة والحماس. يتبادلان الابتسامات والنظرات المشفّرة، معبّرين عن تواصلٍ عميقٍ ومقاربةٍ متفاهمة. يتناغم صوت ضحكاتهما مع أجواء المكان، معزوفةً تعزفها السعادة والمرح. يتبادلان الأحاديث الشيقة والمثيرة، متباينين بين الجدية والفكاهة، مخلقين أجواءً من الحميمية والانسجام. يتناغمان في اختيار الأطباق وتذوق النكهات، يتبادلان النصائح والتوصيات، يتشاركان اللحظات اللذيذة والذكريات الجميلة. إنهما رمزٌ للصداقة الحقيقية والروابط القوية، يجسدان الروح الإنسانية والتواصل العميق في عالمٍ مليءٍ بالتنوع والتجاوب.

نظرت إليه بعيون ضيقة، تلفظ هذه الجملة الساخرة بابتسامةٍ مرحة:
"قول الحقيقة، أتنوي أن تسمنني؟!"
تعبر عن استغرابها وتحاول استخلاص الدلالة الحقيقية وراء كلماته. قد تكون هذه الجملة مزحةً بينهما أو تعبيرًا عن توقعها لتناول وجبةٍ لذيذة ومشبعة. تعكس هذه الكلمات الروح اللعوبة والتفاهم العميق بينهما، حيث تتبادلان النكات والمزاح بصداقةٍ وثقة.

لينظر إليها بعيون جدية، يرد عليها قائلاً:
"يا بنت اللعيبة، عرفتي منين إني ناوي أسممك في مطعم في أشخاص كتيشر أوي كده؟!"
يعبّر عن استغرابه واستغرابه من تفسيرها الساخر لكلامه. يوضح أنه لا يوجد أي نية لديه لتسميمها، وأن كلامه كان مجرد مزحة أو تعبيرًا عن توقعه لتناول وجبة لذيذة.

نظرت له ثوانٍ و حملت الشوكة والسكينة إستعدادً لتناول الطعام، ترد على كلامه بابتسامةٍ ساخرة وتقول: "عادي يعني، ممكن تكون مأجرهم عشان تنفذ مخططك!"

ض

حك حازم بقوة لدرجة أن قهقهته ملأت المكان، وجميع المتواجدون في المكان أصبح تركيزهم حيث طاولتهم ليقول بينما ينظر لها و البسمة الواسعة على محياه:
" ليه يعني هكسب منك كام لما اقتلك؟!  "

تبتسم كارما بخفة وتتأمل قطعة اللحم الفاخرة أمامها كأنها لوحة فنية تستحق الإعجاب. تمسك الشوكة بأناقة وتقطع قطعة صغيرة من اللحم ببراعة فائقة. ترفع القطعة بأناملها الرشيقة وتضعها بلطف في فمها، وهي تشعر بالنعومة واللذة تملأ حواسها. تغمض عينيها برفق وتستمتع بتجربة الطعم الرائع والنكهات المتناغمة التي تنبعث من اللحم. تحرك فكيها ببطء وهي تمضغ اللحم برفق، معبرة عن الانسجام الذي ينشأ بين الطعام وحواسها. تتأمل كارما في لحظة اللذة الحقيقية والتواصل العميق مع الطعام، بينما حازم ينظر لها ببسمة واسعة و هو يتأمل ملامحها التي جعلتها تظهر بمظهر لطيف و رقيق،  ولكن هذه اللحظة لم تدوم طويلاً حيث كان هناك من يحمل كوب الماء الموضوع على الطاولة و يسكبه بقوة في وجه حازم لتنظر كارما للفعال لتجد ولاء الفتاة التي كان يتلاعب حازم بمشاعرها لتقف و تجذب الكوب الاخر و في ثوانٍ كانت تسكبه في وجه ولاء بهدوء بينما تقول:
" اوبس مكنتش اقصد ايدي بتترعش بقالها فترة بقي "

أحببت فيمنستWhere stories live. Discover now