بعد خمسة أشهر
كانت تجلس في الكفتريا الخاصة بالمستشفي بينما هاتفها علىَ أذنها قائلة:
" بقولك ايه مش هاجي "
لتقول فايزة بغيظ شديد:
" يعني ايه مش هتيجي؟! "
لتقول كارما بلا مبالاة:
" يعني مش هاجي و امور العصبية و النرفزة دي مش هتدخل عليا يا فايزة "
لترفع فايزة حاجبها بينما تنظر لـ دينا التي تجلس امامها و تعطي كل تركيزها للتلفاز و تتناول من صحب الفشار:
" بت انا قُلت اللي عندي هتيجي تقابلي الناس و رجلك فوق رقبتك... و انتِ ياختي قومي اجهزي كده بدل اللي انتِ عاملة في نفسك ده "
لتقول دينا بينما كل تركيزها هلىَ المعروض في التلفاز:
" استني بس عايزة اشوف شمشون هيعمل ايه "
لتقول كارما بهدوء شديد و بسمة واسعة:
" بقولك ايه انا مش هاجي تدري ليش؟! مش عشان انا عاق و مش عايزة اقابل العريس اللي متقدم لا ابسلوتلي بل عشان انا وعدت البت ياسمين هنزل معاها نشوف فستان للفرح عشان فرحها كمان اسبوع اهو و منزلتش تجيب فستان و ميرضكيش اسيب البت لوحدها "
لتقول فايزة ببرود شديد:
" لا هتيجي و انتِ يا ساخطة قومي روحي شوفي هتعملي ايه يا هايفة يا بتاعت الكرتون "
لتنظر لها دينا بحنق بينما تنفخ خديها قائلة بعصبية
" انا مالي هو كان جاي يتقدملي انا؟! ولا جاي يتقدم لبنتك و لا هو مقدرتيش علىَ الحمار و عايزة تقدري علىَ البردعة؟! "
لتقول كارما بينما تحاول عدم الصراخ في المكان
" بت يا بوتجاز اتهدي و بعدين بقولك ايه يا فايزة مش انتِ اللي خططتي من دماغك روحي اتجوزيه انتِ بقا لان انا مش هتجوز انا هعنس و هفضل بايرة زي ما بتقولي "
أردفت حديثها و اعلقت المكةلمة بسرعة قبل سماع رد والدتها تزامنًا مع جلوس حازم امامها قائلاً ببسمة واسعة:
" مالك متعصبية كده ليه؟! "
لتهز رأسها بلا مبالاة بينما تقول:
" مفيش ياخويا بس كنو بتناقش انا و فايزة ناقش حةد حبتين "
ليقول بينما ينظر علىَ الطاولة التي تفصل بينهما:
" انتِ مكلتيش؟! "
لتهز رأسها بلا قائلة بغيظ:
" هاكل ايه في المستشفى اللي أكلها بيمرض دي "
ليبتسم حازم بهدوء و ينظر اها ثوانٍ معدودة قائلاً :
"تحبي اطلبلك اكل؟! "
لتقول بهدوء شديد و حكمة:
" لا ياعم اكل ايخ احنا مقاطعين ماك و كي اف سي وبابا جونز و كل ما يخطر علىَ بالك و بتدين انا اصلا مش جعانة "
و ما إن أردفت حديثها حتىَ صدح صوت من معدتها دليل علىَ جوعها
