الـفـصـل الـثـالـث والـثـلاثـون

50 15 13
                                    


بعد مضي أسبوع كامل من الجهد والتعب، كان يجلس بإرهاق شديد في منزل فاتن وخالد، الذي يعتبره مكانه الثاني. وفجأة، قاطع جلوسه الهادئ دخول فاتن وهي تتحدث بكلمات حادة ومثيرة للغضب:
" قاعد شايل طاجن ستك كده ليه يارقاص يابتاع البنات يافاسد؟ "

نظر حازم إليها بغضب شديد ورد بكلمات مليئة بالغضب: "مين ده اللي رقاص؟ خدي بالك إني توبت،وبعدين ماتيجي تقعدي معايا كده واديني حل بدل المرمطة اللي أنا فيها دي"

نظرت فاتن إلى حازم لبضع ثوانٍ، ثم تحركت نحو المقعد المجاور له وجلست قائلة:

" قول لي انتَ عملت ايه الأول وانا اقولك حل "

نظر حازم إليها  بغضب قليلاً وقال بغضب شديد :
" بنت الـجزمة سابت مكتبي وراحت قعدت في مكتب المتدربين اللي مليان رجالة و...."
ثم تذكر ما حدث منذ عدة أيام

كان حازم يتحرك بغضب، حيث كان المكتب الخاص بالمتدربين  وهو يفكر كيف سيحاول إقناعها بتركه والعودة للجلوس في مكتبه. وفي ذلك الوقت، كان يفكر في ما سيقول لها وكيف سيعبر عن ما يدور في ذهنه. وبعد ثوانٍ كان يفتح باب المكتب ليجد كارما تجلس على مقعد في زاوية من زوايا الغرفة وبجانبها شاب لا يعرفه يقول:
" ايوا والله زي ما بقولك كده ده اللي حصل "

ضحكت كارما بخفة وهي تضع يدها امام فمها:
" طب بس لحسن ييجي ويسمعك ويطين عشتك اكتر "

وضع الشاب قدم فوق الأخري وهو يقول بثقة:
" عيب عليكِ مش انا اللي يتحط عليا "

ابتسمت كارما وكانت على وشك الحديث لكن قاطعها حازم بقوله بصوتٍ ساخر :
" والله؟! بقي حضرتك سايبة الشغل اللي وراكِ وقاعدة هنا تضحكي معاه؟! "

انتبهت كارما أخيرًا لحازم الواقف عند الباب، وكانت عيناه تتطاير منها شرارًا من الغضب. نظرت إليه بتعجب وحاجب مرفوع، قالت: 

" شغل ايه اللي ورايا معلش؟!  "

نظر لها حازم بحدة ورد بثقة :
" والله بقي لو كنتِ مهتمة بشغلك كان زمانك عارفة شغل ايه اللي وراكِ "

أنهي جملته ونقل نظره للشاب بجانبها بغيظ لتلاحظ كارما نظراته له لتقول بسخرية:
" لا ده انتَ بتتلكك بقي "
أردفت جملتها وهي تقف بغيظ شديد من على مقعدها،
واصل حازم بابتسامة هادئة وبرودة، وهو يتقدم نحوها:
" واتلكك ليكِ ليه معلش كنتِ تقربيلي ايه يا دكتورة عشان اتلكك... حضرتك فيه ورق كتير موجود على المكتب جوا لتحاليل واشاعات لمرضي المفروض هيدخلوا العمليات بعد فترة وانتِ بدل ما تيجي وتشوفيها وتقعدي تعرفي ايه اللي هيحصل قاعدة هنا تضحكي "
أردف حازم الكلمة الأخيرة بحدة وهو ينظر للشاب المجهول بالنسبة له.

أحببت فيمنستحيث تعيش القصص. اكتشف الآن