الفصل العاشر

16.5K 1.1K 221
                                    

الفصل العاشر

" رسائل لن تصل لـ صاحبها "

(10)

-أردت أن أخبرك بأنك أول وآخر شخص أحببته ، و أنك أجمل ما جاءت به الصُدف ، و لكنك صِرت منبع أعمق جرح بقلبي .. كُنت أخشى أن افقدك ، و بالفعل فقدتك !
كنت أخاف أن تكون لـ غيري ، و لقد كنت !
كُنت أهاب الليل بدون صوتك ، والآن أنا وقلبي فريسة له !
لقد حدث كُل ما خشيته معك !
ليتني خشيت قُربك آيضًا لعلك كُنت لي  ، وكانت كلماتي تُبعث لك وحدك !

نهال مصطفى .

••••••••••••

لا يوجد شخص حزين بل يوجد شخص نهض فـ لقي نفسه بمكان لا ينتمي إليه ، مكان لا يشبهه ولا يتطابق مع أحلامه الوردية التي أراد أن ينتشلها من بساتين الواقع ! ولكنه تفاجأ أن الواقع ما هو إلا صحراء قاحلة لا ينبت فيها سوى صبار شائك ، صبار مرر مذاق الرحيق بفم حشرة ، فما سيفعل بقلوبنا الهشة ؟!

جففت عالية دموعها وقبلت كف " تمـيم " بحنان ثم ردت بوهنٍ :
-أنا موافقة ، متشغلش بالك بيا ، لا أنا ولا أنت هنقدر نقف قصاد ماما وعاصي !

بنبرة قاسية كمن يسير ضد التيار أخبرها :
-أنا معنديش اللي أخسره يا عالية عشان نستسلم لـ لوي الدراع ده !

ربتت على ركبته بكفٍ مرتعش وجفون ذابلة :
-ولا عندنا اللي نكسبه عشان نحارب عشانه !

رد مُتصديًا لخضوعها :
-بس أنتِ عمرك ما كُنتِ بالضعـف دا ! جرى لك أيه ؟!

بلعت غِصة أحزانها و أردفت بنبرة مُبطنة بالبكاء :
-زي ما قلت لا عندنا اللي نخسره ولا اللي نحارب عشان نكسبه ، نجرب نمشي مع القدر المرة دي ، ونشوف هيوصلنا لفين !

جن جنون تميم من إذعانها و تثبيطها وقال :
-أنت مُدركة أن دا جواز وبالليل هتروحي مع راجل عمرك ما شوفتيه .. دا من نسل المحلاوي ، هيطلع أيه غير تِعبان زيهم !

أومأت برضاء :
-يبقي مبعدش كتير ، طلعت من حجر الأفاعي وروحت حجر التعابين ، ريح نفسك يا حبيبي ، أنا خلاص رضيت بنصيبي ، مهما كان الجاي صعب ، فـ أنا شوفت الأصعب منه .

ثم جففت دموعها المُنخرطة وأجهشت بنفضة البكاء :
-ماما وعاصي قـٰتلوني النهاردة ، و مفيش مٰيت بيتوجع !

تجلس شمس في الزاوية تسح بدموع العجز والضعف على حالة تلك المسكينة التي سقطت في بئر الظلام الذي لا نجاة منه ، تشعر بنفسها مُكبلة الأيدي ، مغلولة الأقدام ، لم تمتلك سوى قلبًا يمكنها أن تغير به منكرًا وهي تناجي ربها أن يشق لها طريق نجاة من محيط الغرق الذي لا رجوع منه .

•••••••••

فرت العصفور من سباق النسور محتميًا بأجنحة الفراشات ، وهذا ما فعلته " حياة " تركت ساحة القتال بأكملها وعزمت أن تقضي يومها مع داليا وتاليا ، الثنائي الجميل الذي هون عليها مصائب والدهم ، بعد ما تناولن طعامهم سويًا مع مداعبات وملاطفات " حياة " الجميلة والركض واللعب معًا حتى تناست داليا وجعها وباتت تركض معهن بالحجرة ويمرحن كأن الكون لم يحمل إلا ضحكاتهن .

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن