الفصل الأول | دمعة هاربة

2.8K 154 11
                                    

رغم كل شيء حدث ويحدث لي،الا اني دائما ما كنت شاكرة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رغم كل شيء حدث ويحدث لي،
الا اني دائما ما كنت شاكرة.
اتذكر في إحدى الأيام، احضر زوج والدتي زميلاً له في العمل إلى المنزل. وأمرني ان أُعِدَ لهم الطعام،
لا اتذكر بماذا اخطأت وقتها،
لكن بعد تسليمي الطعام بدقائق تم ضربي من قبل كليهما.
كان ضربهما عنيفًا لدرجة اني قد فقدت وعيي وصحيت اليوم التالي وانا متأكدة ان لدي ضلع مكسور.
مضى على هذه الحادثة سنتين وما زلت لم انساها كما لم انسَ مثيلاتها الأخرى.

لكن الأمر هنا، ان رغم كل هذه الحوادث،
لم اشتكِ قط.
ليس وكأن لدي الخيار للشكوى بالفعل.
لكنّي فعلا كنت شاكرة.
كنت افكر ان الامور كان من الممكن دائما ان تسوء،
وعلى الأقل امي لم تكن تضربني.
لم اشعر بوجودها، لكنها كانت هناك،
كانت موجودة.

الآن، اجلس على الكرسي أمام الطاولة القابعة امامي،
في هذه الغرفة الصغيرة في مركز الشرطة،
احدق في كأس الماء الذي في يدي بدون تعبير.
ارفع نظري من الكأس للرجل المقابل لي.
ما كان اسمه.. سيد.. اندرو؟
أرى فمه يتحرك لكن اذناي ترفضان سماع اي صوت.
مالذي يقوله؟

"ستيلا؟ ستيلا، هل انتِ بخير؟"
اها.. الآن أستطيع سماعه.
هل انا بخير؟ قد عرفت قبل ساعتين ان امي،
آخر فرد لي في هذه الدنيا،
قد توفت في حادث سير.
هل انا بخير؟ لا أعلم.

"ستيلا؟" اركز انتباهي مرة أخرى على السيد اندرو.
يبدو في أواخر ثلاثينياته، ملامح وجهه والقلق في عينيه البنيتين يظهر لي اني كنت صامتة لوقت طويل.

"انا بخير، اعذرني " قلتُ،
راقبت ملامحه وهي تظهر بعض الراحة ورأيت جسده يرتخي اكثر في الكرسي الذي هو جالس عليه.
ابتسم لي ابتسامة حزينة وقال:
"انا اسف بشأن ما حدث لوالدتك،
للأسف حوادث المرور التي تحدث بسبب السُكر كثيرة ووالدتك كانت إحدى ضحاياها.
سينتهي زوج والدتك من إجراءات الدفن وما يتعلق بها بعد قليل وستتمكنون من الذهاب إلى المنزل بعدها.
لكن.."

اوه، لا. ارجوك، لا تقل ماافكر به.
"هل تريدين العيش مع__"
"اريد العيش معه!!"
قاطعته بشكل مفاجئ وبصوت عالي.
اتسعت عيناه بتفاجئ ثم سرعان ما عاد لملامح وجهه الطبيعية.

"انتِ واثقة؟ ستيلا، ان اردتِ يمكن لخدمة حماية الطفل ان__"
"لا، انا واثقة. زوج والدتي يُحسن معاملتي، لا اريد ان اعيش بعيدا عنه".
كذب،
انا كاذبة كبيرة.

جلس السيد اندرو يحدق في عيني لمدة من الزمن،
كأنه يراهن على خبرته كل هذه السنوات في تحديد مدى صحة كلامي.
بعد ما بدى لي كأنه للأبد،
اطلق السيد اندرو زفيرا عميقا واردف:
"ان كنتِ تقولين ذلك،
سأذهب لإعلامه بأخذ إجراءات الوصاية".

نهض من مكانه وقد اخذت كل ذرة تحكم فيّ من أجل أن لا انهض واصرخ 'خذني معك، زوج والدتي يُعنفني!'
لأنه ببساطة، لن يصدق.
وسيعلم زوج والدتي بمحاولة كسري للقواعد،
وستكون العواقب وخيمة.. مثل آخر مرة وحتى اسوء.

خرج السيد اندرو من الغرفة تزامنا مع اطلاقي لنَفَسٍ لم أعلم اني كنت قد كَبَّتُّه.
حدقت في كأس الماء الذي في يدي مرة اخرى،
وعقلي تجول فيه الافكار.
مالذي سيحدث لي بعد الآن؟

_____________________

دخلت إلى المنزل مع زوج والدتي،
قام بأخذ الوصاية علي وكنت على وشك ان اتقيأ عندما رأيت تمثيله ودموعه الكاذبة في مركز الشرطة قبل قليل.
كيف لشخص ان يملك هكذا قدرة تمثيل؟ كان عليه ان يصبح ممثل.

تزامنا مع سماعي صوت غلق الباب، رفسة على بطني اخذت مكانها واسقطتني ارضا،
تلقائيا احطتُ نفسي بيدي وحاولت جعل نفسي صغيرة قدر الإمكان لتقليل الآتي.
دقيقة.. دقيقتان.. لا شيء.
رفعت نظري لأجده يحدق فيّ بنظرة متقززة.

"امك العاهرة لا تمتلك شيء!
لما تزوجتها وتحملت رؤيتك ورؤيتها ان لم يكن المنزل باسمها؟! ها؟ وكيف تتجرأين وتنظرين في عيني؟
كيف تكسرين القواعد يا عاهرة!!"
رفسة اخرى تجد مكانها على اضلعي.
استمر الوضع هكذا للا أعلم متى، ولكنه في الأخير انتهى. مثل كل مرة.

تحاملت على نفسي ونهضت بصعوبة،
اخذت طريقي للطابق العلوي وقبل حتى ان اتمكن من تسلق السلم للعلية خذلتني قدماي وسقطت قرب السلم.
نظرت للسقف وانا افكر.
هكذا كيف ستكون حياتي من الآن فصاعدا،
تماما كيف كانت قبل وفاة امي.
لم يتغير شيء ولن يتغير شيء.

"احزمي اغراضي ،
سنسافر غدا إلى امريكا، وجدت عملا هناك".
قال زوج والدتي وهو يشق طريقه للأسفل،
سمعت صوت باب المنزل يُفتح ويغلق دلالة على خروجه من المنزل.

امريكا؟ منشأ امي؟ لما فجأة؟
ما هذا العمل؟
كيف سأحزم أغراضه بعد الضرب الذي اخذته؟
تنهيدة عميقة وجدت مكانها خارج جوفي،
ما زلت احدق في السقف فوقي.

امي.. سأذهب إلى بلدك غدا.
امي، كيف الاحوال عندك؟ هل تتمنين ان تعودي للحياة وتبقين بقربي؟
هل كنت ضمن أفكارك قبل وفاتك؟
دمعة هاربة فرت من عيني قبل ان امسحها بسرعة،
ليس الآن وقت البكاء، عندي أغراض علي حزمها،
سترحب وسادتي بي وبدموعي الليلة مثل كل ليلة.

___________________

الفصل الأول | دمعة هاربة
انتهى.

بطلتنا راح تسافر امريكا! رأيكم؟

ايش قصدت ستيلا من قالت إن محد راح يصدقها مثل آخر مرة؟

ليش زوج والدتها اخذ الوصاية عليها؟ ما كان اسهل عليه يخليها بمنازل المشردين او دور الايتام؟

شكرا لقراءتك الفصل يا كرزة ♡

نجمة في السماء | a star in the skyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن