[ مكتملة الجزء الأول ]
ستيلا أمضت حياتها تعتقد أن امها هي عائلتها الوحيدة. رغم شعور الوحدة الذي يجتاحها دائما ومع تعنيف زوج امها لها، الا انها دائما ترى الشيء الجيد في الامور السيئة وتحاول ان تتفاءل رغم حياتها الصعبة.
ايليو طالب ثانوية عادي، حياته ج...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
نزيف انفي لا يتوقف، رجاءً لا تقل انه قد كُسِر. رفعت نظري للمرآة امامي وانا ما زلت ممسكة بقطعة القماش على انفي، احاول بشكل مثير للشفقة ان أوقف النزيف.
يلاقي مرآي انفي النازف وعيني السوداء. الأمر اسوء مما توقعت.
قبل ساعة ونصف، ٧:٤٥ دقيقة مساءًا
عندما حولت نظري للفتى الجالس امام ذو العيون الخضراء، قول اني صُدمت سيكون وصفا غير كافٍ لما شعرت به. انا وهو لدينا نفس الوجه. أعني هو انا لكن كفتى، أو كما قال صديقه آنفًا، انا هو لكن كفتاة. ما احتمالية لقائك لشخص لديه وجهك؟ عفوا، دعوني اصيغها بشكل مختلف، ما احتمالية لقائك لشخص لديه نفس الوحمة التي لديك في نفس المكان؟ نادر؟ مستحيل؟ لا أعلم.
الفتى الذي يشبهني تبدو عليه ملامح الصدمة مثلي تماما. غريب كيف احدق في وجهه لهكذا فترة طويلة بدون خوف. ربما الصدمة والاستغراب استحوذا على الجزء الأكبر من مشاعري حاليا.
افقت من شرودي على صوت زاك وهو يقول: "ستيل؟ لم تخبريني ان لديكِ اخ؟" اخ؟ ليس لدي اخ لكن لما يبدو مألوفا؟ كما لو اني اعرفه منذ مدة طويلة "انا__" قاطع ردي على زاك صوت زبون في الطاولة المجاورة، حائزا انتباهي وانتباه زاك "متى ستأخذون طلبي؟ انا هنا منذ ثلث ساعة تقريبا!!"
"آسفة سيدي، قادمة حالا" قلت له وأنا امشي بخطواتي تجاه طاولته، مع إخراجي للقلم ودفتر الملاحظات الصغير من جيب بنطالي الخلفي. اثناء اخذي لطلب الزبون آلاف الافكار كانت تجول داخل رأسي. من ذاك الفتى؟ لما هو يشبهني لهذه الدرجة؟ لما يبدو مألوفا مع اني هنا _ في أمريكا _ منذ شهر ولم اره ابدا؟ لما لا اشعر بالخوف عندما انظر لوجهه لفترة طويلة؟
انتهيت من اخذي طلب الزبون وأدرت جسدي في اتجاه الطاولة رقم ٦، طاولة الفتى وصديقه. لكن هذه المرة لم يكونا بمفردهما وإنما معهم شخص آخر يبدو اكبر من اعمارنا. التقت عيناي بعينيّ الفتى الذي يشبهني. ومرة أخرى، لم ازح نظري.
رغم وعيي ان قوانين زوج والدتي تنتهي عند عتبة المنزل، ما زال النظر في عيني الآخرين مباشرة لوقت طويل موترًا ومخيفًا لي. والتلامُس الجسدي مع الآخرين رعب آخر لا أستطيع فعله.
