*PART EIGHT *

34 5 0
                                    

" الماضي قبل مئه وخمسين سنه *

تجلس بهدوء كما أخبروها تماما دون أن تصدر أي حركة أو صوت ، حتى أنها حبست أنفاسها لكي لا تعاقب على ذالك

لمحت فراء بنيا أسفل الطاولة بجانبها ، عقدت حاجبيها بخفة ثم استقامت من كرسيها بهدوء حتى لا تصدر صوتا ، انحنت للاسفل ووجدته جروا صغيرا ، حملته بين يديها تداعب فروه الناعم باصابعها الصغيرة

لعق الجرو وجهها وأصبح يصدر أصواتا لطيفة ، ضحكت هي كأي طفلة عادية تنجذب نحو هذا الجرو اللطيف ولكن ما لا تعلمه أنه ليس مسموح  لها حتى بالابتسامة فما بالك بالضحك

فتح الباب بقوة مظهرا عن رجل يبدو في الأربعين ، توجه نحوها بسرعة ووجهه لا يدل على خير ، أختبئ الجرو خلفها بخوف وهي اوصالها بدأت بالارتجاف

صدى صوت الصفعة التي تلقتها منه أرجاء المكان ، وضعت يدها الصغيرة على خدها وشعرها الطويل تمردت خصلاته على وجهها تمنحها الخصوصية للبكاء وهذا أيضا غير مسموح لها به

_ألم أخبرك ألا تصدري صوتا أيتها الغبية ، انظري إلي قلت لك انظري إلي

رفعت عيناها عن الأرض بخوف تقابل سوداويتيه الغاضبة ، أصدرت تأوها متألم عندما امسك فكها السفلي بيده الكبيرة والخشنة ، رمى زجاجة الكحول التي كان يمسكها بيده الأخرى متكسرة لأجزاء

_إذا أصدرتِ صوتا آخر صدقيني لن أرحمكِ وسأقتلك ويرتاح الجميع من وحش مثلكِ ، لم يكن يجب عليكِ أن تأتي لهذه الحياة من الأصل ، لا يجب عليكِ أن تعيشي كل هذه المدة أيتها الصغيرة ، كان يجب أن تموتي منذ أول يوم خلقتِ فيه ، افهمتِ ، أنتي كائن وحشي منبوذ ، لا أحد يراكِ ولا يريدكِ ، لذا كوني عاقلة وأجلسِ بصمت وإياكِ أن تصدري صوتا ، فهمتي

صاح بتحذير فاومئت برأسها تهزه بقوة كابحة رغبتها في البكاء ، صدر صوت من خلفها وعقد الآخر حاجبيه بغضب فقد كان صوت جرو صغير

تقدم بخطواته إليها يمد ذراعه ذات الوشوم المخيفة خلفها حاملا الجرو الصغير الذي بدأ يكشر مظهرا عن أنيابه ، ضحك الرجل بقوه قائلا

_ إذا لديك رفقة ، ولكن عزيزتي تعلمين أن هذا ليس مسموحا لك ، أنتي وحش وحيد وهذا هو طبيعتك ، لا يجب أن يكون لديك رفقة في حياتك ابدا ، لأنه سيكلف حياتهم بالتأكيد مثل ماسيكلف حياة الجرو الصغير اللطيف هذا

وما أن أنهى كلامه حتى طق عنق الجرو الذي كان يمسكه بين يديه يرميه بإهمال أرضا ، ثم أشر نحوه باصبعه

_أرأيت هذا ما سيحدث إذا أصبح لديك أصدقاء  ، سيموتون لا محالة ، ادخلي هذا الكلام عقلك الصغير هذا

 ~MARIANA ~Where stories live. Discover now