الواحد والعشرون

17.9K 1.1K 119
                                    

الواحد و العشرون

(21)

" رسائل لن تصل لـ صاحبها "

-وحدك الذي زرعت الحُب بداخلي ورد ، ولكن ذبل بُستان الحُلم الذي غرسته بقلبي وطوقت به روحي ، فـمن ذا الذي يمكن أن يُسقيه بعدك !

#نهال_مصطفى .

••••••••

خرجت " حياة " من المرحاض وهي تلملم في فُستانها الطويل الذي كاد أن يهوى بطولها حتى سقطت بين يدي رجل أحست بأنها تعرفه جيدًا ، ذو ملامح مألوفة لها ولكن كان قلبها يحمل النفور منه ، حتى تفوه مصدومًا :
-سيــلا !

#اقتباس

تتنهدت كثيراً كأن شيءٌ ما داخِل صدرهِا يحاولُ الهُروب ولكنها تجهل حقيقة هذا الشيء تمامًا ، طالعت تلك العيون السوداء التي تحمل ظُلمة أعوامها والتي كانت سببًا لبُكائها ليالٍ طويلة ، تدلت جفونها أخيرًا إلى كفها الرقيق المستند على ذراعه الشائك بأسلاك الأنانية ، ثم تفوهت بنبرة خافتة وسألته :
-أنت تعرفني !

تبسم بفرحة ممزوجة بالذهول من رؤيتها وقال بكلماته المتقطعة التي تُغلفها السعادة :
-كُنت متأكد أنه هيجي اليوم اللي نتقابل فيه !

ثم تاه ناشدًا بسحرها :
-كل حاجة فيكي بقيت أحلى ، كُنت فاكر أن الحُزن هيهزمك ، بس الواضح أنك هزمتيه كعادتك ، وهزمتي قلبي للمرة المليون !

مسح على رأسه مُتنهدًا بعدم تصديق لرؤيتها :
-أحنا لازم نتكلم ، ونصفي بحور القسوة اللي ما بينا ! لازم تفهمي أنا عملت كده ليه ؟! أنا كنت عايزك ليـا وبس مهما كانت الوسيلة .

تراجعت مبتعدة عنه مُستمعة إلى صوت دقات قلبها التي تحسها على الهرب ، على الفرار من ذلك الصعلوك البشري الذي أيقظ شهية الحزن بروحها ، عبثت في شعرها بخجل يُحاوطه الجموح وسألته :
-أنت مين !

-بلاش طريقتك دي يا رسيل ، أحنا خلاص القدر جمعنا وجيه الوقت اللي أصلح فيه غلطي !

هل للعودَة معنى بعدَ أن ملّ الفؤاد من الانتظار ؟! بعد أن تجرع عاقبة حُبه وثقته دماء القهر والكسرة !
حاول " قاسم " أن يقترب منها ليلمس ذراعيها ويُذكرها بقصتهم المُولمة التي خدمها البحر كي تنساها للأبد ولكن كان صوت "عاصي" الحاد مانعًا له كالسيف القوي وهو يطوق خصرها بذراعه بغضب دفين وعيناه الثابتة على ذلك الشخص الذي حرك مشاعر تملكه إليها وقال بفظاظة :
-في حاجة معاكِ !

أجابته بـ تيهٍ وهي تبعد عيونها عن ذلك الرجل الغريب وقالت برجفة تعتريها :
-يلا نمشي !

وقف " قاسم " مشدوهًا من تلك الصدمة التي رأها بعد ما غادرها عاد ووجدها بين ذرعي رجل غيره ، اشتعلت نيران الغيرة بجوفه ، وتشعب دُخان الحيرة وهو يتسأل " كيف أصلح الزمان قلبها الذي افسدته عمدًا ! " ، دخل المرحاض وهو يطالع ملامحه الخميرية بالمرآة ويمسح على ذقنه متوسط الطول وهو ينتويها حربًا كي يُعيدها إليه مهما كان السبيل وعرًا ! طاحت يده بكل ما يقابلها عندما تذكر إنكارها له ، وتعمدها بنسيانه ، هتف صارخًا :
-مش أنا الرجل اللي يتنسي يا بنت قنديل المصري !

غوى بـ عصيانه قلبي ❤️‍🔥Where stories live. Discover now