عكَـا | رسالة الحُزن الأول

51 7 2
                                    




ألف وثمانمائة
أنها ليلة الثامن من آذار 

كما إعتاد كلينا فيها
أصنع لك كيكة ليمون وشراب اليانسون
نجلس تحت أشجار العم صالح
يُعانق الظلام أجسادنا
و شمعتك تبدد البرد عنا
يُسايرنا الليل
وألحان عُودك
تَبث الحُب أضعافًا بِين فؤادي
وتَغلغل الشَوق لك بقلبي
رغم انك بجانبي يا أيها الأديب
تَعزف وتُبادلني لعبة التحديق
وفي لحظة فجائية
تفضح لي أحد أحلامك الطفولية
وابادلك أيضًا بلعبة الفضح
وافضح أحلامي الصغيرة ذات هيئتك
الرجوليه ، يَتسرب حُبي لك بين ترددات أحاديثي
ونظراتك المُحبة تُرسل الخجل كعلامة زهرية
تكتسح خداي وتُحرقهما
وحين تنبثق كلمات الغَرام والهوى
منك ، فإنك غير عالم بما تفعل
فكأنما قطيع من الغزلان تُهاجم
معدتي ، وتعبث بها وتُدغدغني
أليس مضحكا ان قطيع الغزلان خاصتك
يُدغدغ احشائي ويحيط قلبي بالدفء

وبعد ساعات التحديق وألحان الغَزل
تُخبرني بأوجاعك ، وتنتظر مني تهويدة
وتربيته على شَعرك العربي
و " لابأس يا حسان كله سيهون ، ان الصبر جميل "
وأبث المساندة لك ، ونبقى ربع ساعة
ندعي الله أن يحفظ والدك ويديمه لنا ويُشفيه من مرضه
وبالنهاية تُختمها بـ
" أن اليانسون والكعك لذيذين ، سلمتي يا أمل "

وتُشرق شمس عَكا علينا ، ونحمل البساط
والاكواب والصُحون ، ونُقبِل هذه الليلة
بِـ " استودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه يا حسان "
" وأنا استودعتك الله يا أملـي "

والآن أنا أجلس على نفس البساط وبقربي مكانك الخالي
واحتسي شراب اليانسون ، واكل كعك الليمون
لا ألحان عُودك لتدفئة جسدي ، ولا شمعتك تُبدد ظلمتي
وادعوا الله أن يديم الصحة على والدك ويحفظه لي
وادعوا أن يرحمك الله يا حسان

وقد تغيرت ليلة الثامن من آذار
ولم تعد ليلة الثامن من آذار

من ذات الجدائل مُحبة اليانسون وكعك الليمون
إلي الأديب الشُجاع حسان
































.
.
.

رَسـائل عَكا ✔️Where stories live. Discover now