عكَـا | رسالة الحُزن الخامس

21 4 4
                                    





ألف وثمانمائة وستة
الخامس عشر من آب
مساء الخير يا حسان

بالبارحة سَألت الشوارع عنك ، هل لا زالت تَتذكر صوتك وألحانك
وإذا ماهَزها الشُوق لابتسامتك وصُراخك على حازم وعمار ونهرهم عن الرسم على جُدرانها الهرمة

أتعلم أن أمواج بحر المتوسط صاغت لي حَنينها لك
لوهلة ظننت أنها تعاتبني على مجيء كُل هذه السنين لوحدي
وبدونك يا أديب
وليس الموج من يَشتكي فحتى تاريخ يومنا هذا يُعاتبك على هِجرانه
رأيت دراجتك القديمة بجانب ورشة العم حسن ، ولم أعلم لما دائما يَصلني نحيبها لطول انتظارك
كُل اشيائك تنوح كُلما زرتها ، عن صحنك الأزرق ، وفراش نومك الفارغ ، وحَبات البُرتقال
صحيفتك من عام
ألف وسبعمائة وتسعة وتسعون
لاتزال كما هي ، رغم الغُبار المُساقط عليها
و ذلك الحذاء الوفي عند عتبة بابك ، فطائر خالتي ريحان بردت كيف ستاكلها الآن
أعلم أنك لا تأكلها إلا من الفرن مباشرة يا شُجاعي
اما سماء عَكا يا حسان 
وأرضها لاتيأس من ذكرك بحضوري
لقد أتعبتني يا حسان لم أعد ذو سعة قلبية كبيرة ، هي تضيق وتضيق من يوم رحيلك يا أيها الأديب.

أمًا قلبي توقف عند الواحد والعشرون من أذار من عام ألف وسبعمائة وتسعة وتسعون .
وامك قد أثقل الانتظار أكتافها ، فأرادت زيارتك يا حسان والرُجوع
لكن زيارتها من ألف وثمانمائة وأربعة والآن نحن في ألف وثمانمائة وستة
يبدوا انها لا تشتاق لعكَـا 
اذا متى تحين زيارتي لك يا أيها الأديب
هل بقي الكثير

من ذات الجدائل ، ومُحبة اليانسون وكعك الليمون
إلي حسان شُجاعي























.
.
.

رَسـائل عَكا ✔️Where stories live. Discover now