ألف وثمانمائة وسبعة
العشرون من شُباط
مساءً الاثنينصورتك وأنت مُكفن يا شُجاعي أحتلت صومعة أفكاري بحركة فجائية وأنا أقف بِدكان العم صالح
لم أعلم كيف أستطعت التحامل على أقدامي ولم اسقط مُحملة بالجُروح الغابرةالجميع كان يحمل جُثمانك ، ووالدك يصرخ عالياً
حتى إن أمك لم تتوقف عن الزغردة وشاركتها امي وعماتك وخالاتكالشارع امتلاء بالناس ، أصوات الدعوات لك بالرحمة والمغفرة
علم فلسطين زين كفنك يا أيها الأديب ، والأهالي ينادونك بشهيد عَكالقد قلت لي قبلًا انك تتمنى أن يرفق أسمك بعكا يوما ما
من كان يعلم غير الله أنه قريب لهذه الدرجة ، قريب لانتشال روحك منيكنت بزاوية الشارع أنظر لك ، كل ما فكرت به أنه إحدى مقالبك الغبية ، وانك لم ترحل بعيداً عني يا حبيبي
ياليتك يا حسان لم تذهب ذلك المساء ، وليتني ودعتك بذلك الوقت
واستمعت لقلبي ، لقد ظننتها إحدى وساوس الشيطانلقد مر وقتً طويلًا ، ياليتك تعود يا شُجاعي وتعزف لي وتُمطرني بقصائدك
عُد يا حسان ..لقد ذهبت أمك قبل سنة وقبل شهراً ذهب والدكمنذ رحيلك وأنا لست أنا ، لست أمل القديمة
عندما يفقد الانسان شخصًا عزيزًا عليه ، يتغير ولا يرجع مثلما كان
قبلاً ، وكأن شيئا به دُفن مع فقيده .من ذات الجدائل ومُحبة اليانسون وكعك الليمون
إلي حبيبي حسان.
.
.
YOU ARE READING
رَسـائل عَكا ✔️
Romanceبعد مضي واحد وثمانين عامًا على حِصار عَكـا كُشفت عدة رسائل ورقية في إحدى منازل عكَــا المُتعبة من تهاطل السنين الحزينة. مكتوبًا عليها من ذات الجدائل ، مُحبة اليانسون وكعك الليمون . إلي شُجاعي الأديب حسان **************************** وجَدتك ، بِدا...