عكَـا | رسالة الحُزن الثامن

19 4 0
                                    




ألف وثمانمائة وعشرة
الثالث من أيلول
مساء الخير حسان

أنها الرسالة ما قبل النهاية
لم أعد أستطيع إبتلاع المزيد من الأحزان
أن عكَـــا تحمل الكثير من الذكريات
طفولتنا ، أيام المراهقة ، وشبابنا
حُبنا و أحلامنا
وذلك المنزل ، منزل أحلامنا
لم يُكتب له البناء مطلقًا
هُدم قبل وقت طويلًا جدًا
وأنا أجيد عد السنين مهما كانت طويلة

لقد حزمت والدتي الأمتعة ليلة البارحة ، يقول والدي أنه حصل على عمل في نابلس
لكني أعلم جيدًا يا أيها الأديب إنه لايستطيع مشاهدتي أذبل اكثر من ذلك
وليس لأجل العمل
لم أود الرحيل أبدًا ، حتى عندما إبتلعت أحزان عكَـــا كلها
وامتلأت رئتاي بها لم أفكر بالرحيل
ولو مجرد فكرة صغيرة
لكن رجاءً أبي و أمي
قبل أربعة أشهر أضعف إرادتي
أنا أنتمي لعَكـــا ولك يا حسان
لكنِ لم أكن ندًا لبكاء والدتي على حالتي
ولا على نظرات الندم بعيون ابي
وخلال أسبوعين من الآن سأفارقك انت وعكَـــا
وسأعود لزيارتك يا حسان
وعندما يأخذ الله روحي
فإني طلبت من أبي دفني بقربك

من ذات الجدائل ومُحبة اليانسون وكعك الليمون
إلي الأديب الشُجاع





























.
.
.

رَسـائل عَكا ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن