إقتبااااس

32.1K 805 45
                                    

إقتبااااس ❤️‍🔥
❈-❈-❈
تحجرت الدموع تحرق عينيها اللتان تنظر له بهن، نظرة تفيض بمشاعر مُتعددة من قسوة ما تشعر، تمثلت بقوة واهيه وإعترفت بمكانتها الباقيه فى حياته ليست سوا أم طفلته التى وصلت بينهم بالخطأ وإعترفت بإنهزام قلبها:
وأنا هيبقى محلي أيه من الإعراب هطلقني إمتى يا عماد.

شعر بندم ليته ما قال هذا كانت مجرد ذلة لسان لكن سُرعان ما إصتطدم وبرقت عينيه بذهول، ونفض ذاك الدثار من عليه ونهض من فوق الفراش توجه نحوها بغضب قائلًا:
أكيد إتجننتي ومش عارفه بتقولى أيه.

تهكمت بحسره ومرارة قائله بإستقواء واهي:
بالعكس يمكن  ده أول طريق العقل بالنسبة ليا.

جذبها من عضدي يديها  يضغط عليهما بقوة وغيظ وهو ينظر الى عينيها  يشعر بندم، لأول مره يرا تلك النظرة المُتحديه الجافه بعينيها،لكن قال بإستهوان:
وأيه اللى هيتغير فى علاقتنا، من وقت ما إتجوزنا وهى نفس النظام.

نظرت الى تلك النظره الحاميه بعينيه وقالت بقوه:
إتغير حاجات كتير، كانت جوازة غلط من البدايه... كنت غبيه وفكرت إنك لسه بتحبني، بس ده كان عقاب ربنا ليا، نسيم كان ممكن يتعالج بس أنا إستهونت وشاركت فى موتهُ...

قاطعها متهكمًا يقول بقصد إستفزاز:
أيه دلوقتى بتحني له،
ولما أطلقك هتفكري تتجوزي تانى... قصدى تالت.

كان ردها صادمً بل هازمً لغروره:
وارد جدًا.. ليه لاء، وجايز ألاقى معاه سعادتي اللى محستش بيها فى أول جوازتين .
❈-❈-❈
دلفت الى غرفة النوم نظرت الى هانى الجالس عاري بجذعه العلوي، ربما عاري تمامً لكن دثار الفراش يستر نصف جسده، إستغفرت هامسه بصوت مُنخفض:
مش عارفه ده مش بيحس بالساقعه زى بقية البنى آدمين ده ولا أيه، آه عايش معظم الوقت فى فرنسا وهناك معظم الوقت عندهم ساقعه... ساقعه أو حر هما معندهمش حيا وهو أكيد بقى زيهم.

تبسم عماد الجالس فوق الفراش يضع حاسوب خاص  على ساقيه المُمدوده يعمل عليه... هو شبه سمع حديثها الهامس، وإدعى عدم الإنتباة الى وجودها بالغرفه وإنشغل بالرد على إحد رسائل الحاسوب.

بينما هي زفرت نفسها وقامت بمضغ تلك العلكه التى بفمها وبحركتها المُعتادة، صنعت منها بالونً صغير أمام شفتاها سُرعان ما أصدر صوت فرقعه طفيف... رفع وجهه عن الحاسوب، ونظر نحوها وجدها تسحب تلك العلكه لفمها مره أخرى تحاول فعل بالون، تبسم قائلًا:
إنت اللبانه عالدوام كده بين سنانك بتمضغي بها، وتفرقعي بالونات.

اجابته بظرافه لا تقصدها:
اللبانه جزء من شخصيتي.

ضحك بإستمتاع لدرجة أن عيناه قد لمعت بدمعة سعادة، لو قال له أحدًا، ستعود لك إبتسامة ذاك الطفل ذو العشر أعوام قبل أن تقسو عليه الحياة، الإبتسامه التى كانت من القلب، ستعود مره أخرى لما صدقه، لكن مع تلك عاد القلب يشعر بإنتعاش مره أخرى... إقتربت منه وهى تمضغ تلك العلكه وتصنع بالونات تُطرقع قائله:
أنا جهزت الغدا فى المطبخ.

ضحك ونظر لها بمكر قائلًا:
مش المفروض إننا عِرسان وناكل وإحنا نايمين عالسرير.

نظرت له بسخط ولوت شفتاها بحركه كوميديه قائله:
آه المفروض إننا عِرسان بس هناكل وإحنا نايمين إزاي، كمان ده مُحن فاضي مش بيحصل غير فى المسلسلات والأفلام والروايات، ضحك عالعقول الفاضيه.

ضحك وهو يجنب ذاك الحاسوب جانبًا، وبمباغته منه جذبها لتُصبح مُمدده فوق الفراش وهو يعتليها، شهقت بخضه، وبحركه تلقائية إبتلعت تلك العلكه التى كانت بفمها حتى شعرت أنها رغم ليونتها وصِغر حجمها لكن كالحجر تسد حلقها، سُعلت بشده، ضحك وهو يتجنب عنها قليلًا وجذب كوب الماء الموضوع على تلك الطاوله المجاوره للفراش، ومد يده به لها، رفعت جسدها قليلًا وأخذت كوب المياه إحتست القليل، ثم تنهدت براحه قائله:
أشهد أن لا إله الا الله.

ضحك وهو يأخد كوب المياه وأعاد وضعه على الطاوله، بنفس الوقت كانت تستعتد للنهوض لكن إعتلاها مره أخرى ولم ينتظر، خلل إحد يديه بين خُصلات شعرها المُجعدة المتناثره حول رأسها فوق الفراش، بسبب خشونتها لم تنساب يدهُ بين خصلات شعرها، تبسم، لاحظت ذلك وقالت بلا مبالاة، ماما ومرات عمي قالوا لى  أستشور شعري عشان يبقى سايح ونايح، بس انا مرتضتش قولت انا بحب  أبقى على طبيعتي، وبعدين دى جوازة العُمر، يعني هكدب النهارده ولا بعدين.

-"جوازة العُمر".
طنت الجمله برأس هاني، شعر بغصه فى قلبه لتلك التى تظن أن زواجهما سيدوم، لا تعلم أنه  مُحدد بوقت، لكن غفلهُ قلبه بإشتهاء، حتى إن كان لوقت لا مانع من الإستمتاع بلحظات عشق محكوم بالإحتراق.

وإحترق العشق "لعنة عشق" Where stories live. Discover now