إقتبااااس أسفل تلك المياة المُنهمرة على رأسهُ تنساب علي جسدهُ كانت ذكريات تمُر بخاطرهُ حرب ضرووس مُقاتلات تحصد الارواح بألسنتها الضاريه تبيد كل ما يُقابلها، حرب عربيه عربيه، أخوة الدم والدين واللسان يتنازعون لتنتهي حرب كل أطرافها كانت خاسرة، مكسبها الوحيد كان الندم على ما إقترفته عقول وأيادي شائت السُلطة فقط "عاصفة الصحراء" والعالم يتحدث العرب يتقاتلون فى "حرب مدفوعة الثمن" هكذا أطلقوا على تلك الحرب، لاحت ذكري صديق بل كان أخ يحتضر بين يديه برصاصات أجنبية الصنع تنطلق بأيدي عربية.
فتح عينيه قبل أن تتوغل تلك الذكريات إنسابت المياة من بين أهدابهُ كآنها تُصارع قطرات الدموع المُتحجرة بعينيه، أوصد المياة وخرج، لف خصرهُ بمنشفة، ثم خرج من الحمام، نظر نحو الفراش الى تلك الجالسة التى كانت تضع رأسها فوق ساقيها اللتان تضمهما لصدرها، لكن حين سمعت صوت فتح باب المرحاض سريعًا ما رفعت رأسها بشموخ وجففت دموعها بمسحهما بدثار الفراش، لكن بقايا الكُحل مازال أثرها واضح أسفل عينيها وفوق وجنتيها، لكن رمقت بنظرة بإستحقار ذاك الذى لا يستحي، بمجرد أن نظر لها تبسم محياه وإقترب من الفراش ومد يدهُ وكاد يلمس ذقنها لكنها عادت برأسها للخلف بعيد عن يده، ضحك بإستخفاف قائلًا: أيه ملبستيش هدومك ليه، عاوزه نعيدهُ تانى لو عليا معنديش مانع لكن إنتِ مش هتتحملي.
نظرت له بسُحق وغضب جم قائله بكُره: حقير... متفكرش مهما تعمل، إنك هتقدر تخليني أغير شهادتي فى المحكمه أنا مش هرتاح غير لما حبل المشنجة يتلف حوالين رقبة واد عمك وتبجى سيرة عيلة "ضرغام" فى لسان كُل أهل مش بس "نجع الرُحمانيه" لاه هتبجي سيرة محافظة قنا لاه هتبجي سيرة الصعيد كلياته... إن واحد منيهم مُغتصب وجاتل.
لكل شخص له خِصال من صفات إسمه حقًا هو "كاظم" يستطيع التحكم فى زمام رد أفعاله دائمًا لا ينساق خلف إستفزاز من أمامه بل قادر على جعله يستشيط من برود رد فعلهُ مثل الآن كان رد فعله إبتسامة طفيفة ثم بقوة جذب ذاك الدثار التى كانت تستر به جسدها الشبه عاري، وألقاه أرضًا إرتبكت بشده وإستحت وكادت تجذب شرشف الفراش لكن كان الأسرع وجذب ساقيها بقوته لتصبح مُمدة فوق الفراش وقبل أن تسترد نفسها كان يعتليها ينظر الى ملامح وجهها المشدوهه والخجله بنفس الوقت، سحب تلك المنشفة من حول خصره، إستهزأ بمحاولاتها الواهيه، دفعها له بيديها كى ينهض عنها حتى بلسانها حين قالت: إبعد عني يا حقير...
قاطع حديثها قبل أن تستكمل إستهجانها، حين إقتنص شِفاها بقُبلات للغرابة بلا أي مشاعر غير أن هذه هى الطريقة الوحيدة لجعلها تصمُت فهو لا يُحب الأحاديث الكثيرة ولا الثرثرة الفارغة فى وجهة نظرهُ، بينما هى قاومت تلك القُبلات وحاولت دفعه بإستماته، حتى أنها بحثت بيديها أسفل الوسادة عن تلك السكين، الى أن وصلت له، أطبقت يدها عليها بتلقائيه أو بسبب تحكُم الغضب بها، رفعتها وكادت أن تطعنه لكن هو إنتبه لذلك وتلقى الطعنة بكف يدهُ، بل تمسك بالسكين، جعلها غصبًا تتركها، نهض بغضب ينظر الى ذاك السكين الذى شق جرح لا بأس به وتلك الدماء التى تسيل من يده فوق الفراش، قائلًا بإستهزاء مُبطن بغضب: جايبه سكينة الفاكهه وعاوزة تجتليني بها، طب ليه معملتيش إكده من الأول قبل ما ألمسك و...
قال لفظ خارج، تعصبت منه ونظرت له بإحتداد، بينما هو نظر الى الفراش تهكم بسخريه حين رأي تلك البُقعه الحمراء على الفراش، دم عُذريتها الذى تجانس مع دماؤهُ، بغضب منه سحب تلك الملآة التى فوق الفراش من أسفلها، ذهب بها نحو تلك الصنيه الموضوعه فوق طاوله بالغرفه وقام بإزاحة الاطباق من عليها سقطت أرضًا بمحتواياتها، ثم جذب تلك القداحة وأضرم بها النيران فى الملآة وتركها تحترق فوق الصنية فى البداية تهكمت بحقد من حديثه الفج ثم تعجبت حين سحب الملآة، ثم إستهزأت حين حرق الملآة وقالت بإستبياع: حرقت الملايه عشان تثبت إنى مكنتش بِت بنوت، غرضك إن أهلي يصدقوك ويجتلونى، ياريت حتى الموت أرحم، وهبجي شهيدة لآن. ربنا محدش يقدر يكذب ولا يفتري عليه.
-شهيدة. تلك الكلمة التى هزت كيانه كم يمقت تلك الكلمة التى بسببها فقد جزءً كبيرًا من إنسانيتهُ،لكن إنحنى وجذب تلك المنشفه من فوق الأرض ثم إستقام بوجهه ونظر لها قائلًا بثبات إنفعالي: كلمتِ دليل وبرهان،أنا قدرك الباغي يا..... "حنين". #كاظم #حنين بين أنقاض القسوة. #تخاريف تخاريف #سعادمحمدسلامه
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
