طبيبٌ نفسي

46 9 3
                                    

أريدك
لكنني تأذّيت قبلك...تأذّيت طويلاً
وصرتُ الشخص الذي يقول وداعاً
ويترك قلبه على الطّاولة
ويمضي

استمـعت فاسيليا لأخيـها هذه المرة وقررتِ الذهاب إلى الطبيب النفسي الذي حدثها عنه

وتكلّف هو بتوصيلها إليه
ثم اعتذر عن عدم مقدرته على مرافقتها كونه يملك مباراة كرة قدمٍ عليه حضورها

أخذت خطواتها نحو تلك العمارة ..لم يكن الطبيب النفسي يعمل بعيادة فهو يقيم جلساته بالبيت

وحسب ما قال هوسوك هو يُدخل أولا من يدفع أكثر
استغربت فاسيليا هذا كما وانتابها القلق وبدأت تؤلمها معدتها من الارتباك

دخلت العمارة وصعِدت الطابق الثالث الذي على بابه لافتةُ مكتوب بها
_لا نقود لا دخول_

توغلت فاسيليا للبيت وقد كـانت جدرانه باللون الأحمر وسجادة بلون الزهري

والأرضية كانت بالأبيض وكان مليئا بصورٍ لنفس الشخص

أهذا هو الطبيب؟ أهو مهووس بنفسه لدرجة نشر وجهه على جميع جدرانِ بيته

"مرحباً"
همست بصوت مسموعٍ قليلا علّ أحداً يخرج ويستقبلها

لكنّها لم تسمع سوى رنّ جرس في إحدي الغرف ..
وقد سارت بخطواتها المترددة لتلك الغرفة

وطئت قدمها عتبة الباب وفتحته بهدوء فاصدر صوتا مزعجا

لمحته يجلس على كرسي المكتب بينمـا يضع قدما فوق الأخرى وكلا قدميه على المكتب

يحتوي هذا المكتب على رف كتبٍ وسرير طويل
ونافذة كبيرة تُظهر الشارع بأكمله

بينما مكتبه الذي يحتوي قدميها بالطبع به قلم واحد ودفترٌ واحد وكوب عصير

لم يناديها ولم تتقدم
"هل أفرِشُ لك سجادةً حمراء لتأتي؟"

سأل بتعجرف ووقاحة بنظر فاسيليا التي أرادت التراجع والمغادرة

لكن الجميـع مدح هذا الرّجل وهي الآن بأمس الحاطة لشخص يستمع لها دون مقاطعتها

وعلى الرٌغم من كون هذا الشخص غريب ومظهره يبدو كمظهر ساحرٍ هندي لا طبيب

إلا أنّها اضطرت للاقتراب من المكتب والجلوس مقابلا له

كان يرتدي بيجامة نوم باللون زهري ويلف حول عنقه شالً من الفرو باللون الوردي كذلك
ويُمسك بيده ذاك المسدس الذي يطلِق أوراقاً نقدية

التُّـفاحـة المسـمومة ||J.J.KWhere stories live. Discover now