لا تتركني

51 10 7
                                    


مرّ شهر بالفِعل وعملية أخي هوسوك اليوم
قلبي يرتعش خوفاً عليه لا أملك الجرأة حتى للذهاب معه للمستشفى

جالسةٌ في غرفتي بينما أهز قدمي بتوتر واضِح وأقضم أظافري تارة أخرى حتى وصل الأمر لخدش يدي

الكثير من الأفكار السوداوية تزورني وقلبي يؤلمني بشدة وعيناي تحترقان راغبتين بالبكـاء
معدتي تزداد انعقاداً وتزيدني ألماً

قررت البقاء في البيت لستُ قوية أنا هشة وضعيفة ولا أستطيع تحمل سماع خبر شنيع عن هوسوك ورؤيته يموت أمام عينيّ

دقّ الباب ثلاث مرات وفُتح من قِبل أخي ..كان ذابلا بجسد هزيل خسِر وزناً كثيرا
حول عينيه هالات سوداء اثر عدم نومه لشعوره بالخوف

هل نام أحد أصلا؟

"فاسو ألن ترافقيني؟"
سأل بنبرة مليئة بالأسى بينما أنا أحبس شهقاتي من الخروج بصعوبة
أخبرنا أبي ان لا ننهار علينا أن نكون أقوياء لأجله كي لا يخاف

الجميـع في البيت وسيذهب معه للمستشفى جدتي والدتي ووالدي واختي بابنها
لكن أنا ..لا أستطيـع

حتى أخي المغترب سيبقى على تواصل معهم طول فترة بقائهم في المستشفى

"أنتِ قلت لا تتركني لكنّي ارى أنكِ أنت من تتركيني"
هززتُ رأسي بقوة نافية بينما لا أنظر إليه حتى ، أخاف أن ألاقي عيناه وتهزمني دموعي

سمِعتُ وقع خطواته يقترب منّي ، كلّا أرجوك ابتعد لا تأتي

جلس بجانبي بينما يضع كفّه الدافئة فوق كفي المتجمدة
جليدٌ أنا من الداخل والخارج

"أنا لا أريد لذاك الحشد أن يأتي كل ما أريده أن تأتي أنت ..صدقيني شعوري بأنك تنتظرينني يجعلني أكافح للبقاء"

هربت مني شهقة تليها شهقات عديدة فضمني إليه لأنهار أكثر
هو أكثر شخص يحتاج للمواساة فماله يواسيني

"هوسوك أخي أر.."
"أرجوك فاسو إن لم تأتِ أنا لن أقوم بالعملية"

نبرته تؤكد أنّه لن يلين أو يغير رأيه لذا أومئت له برأسي موافقة

"اذهبي اذن للاستحمام وتجهيز نفسك على الاقل تحضرين جنازة اخيك وانتِ نظيفة "

"هوسوك سأصفعك أنا أحذرك إياك قول كلامٍ كهذا على مسمعي"

"حسنا كابتن فاسو لا تغضبي "
رفع يدي مستسلماً ثم همّ بالمغادرة

.
.
.
.
.
.
____

التُّـفاحـة المسـمومة ||J.J.KWhere stories live. Discover now