الصمت

53 13 22
                                    

استيـقظت شمسٌ أخرى من غفوتـها تتخلل أشعتها عبر نافذتي

إختفي،

إيتّها الشمس إنكِ تجعلين هذا الصباح حزينًا
تجعلين الورود تذبلوالقلوب تضمحِّل و تصنعين سرابًا نظنُّ أن مطرًا كان هنا، لكنه ليس إلا زيفًا

إنطمسي،

فلتبتلعكِ الكواكب. لكن هذا يبدو بعيدًا،
لطالما كنتِ هنا منذ ملايين السنين، وستبقين هنا لدهورٍ أخرى لا يسعني حتى تخيلُّها،

سأذهب أنا،

ستبتلعني الأرض،سيميتُّني الحزن،
لكنكِ ستبقين هنا، تشرقين كل يوم من يأبّه لموتٍ صغيرٍ مثلي؟ ستبقين أنتِ، أنا بالنسبة لعمركِ لست سوى سراب يذوي حينما يتعداه الناس

تراودني الرغبة كل يوم بأن أتقيأ كل الأيام التي عشتها سابقًا، والذكريات التي أحملها في داخل هذا الرأس، وكل أولئك الذين صادفتهم يومًا، أن أتقيأ كل شيء وأبدأ كشخصٍ جديد غير الذي أنا عليه اليوم

ورُغم وجود هذه الرغبـة إلا أن الارادة منعدمة
والشغف كذلك!!

لم يخبرونا أن الكبر متعب
أهدرنا طفولتنا بالتزين بأشياء الكبار
واليوم يبكي الطفل بداخلنا، يريد العودة، يطرق الباب بشدة، عالق بظلام أرواحنا المغموسة بكم كثير من التعب ..

لم يخبرونا أن الكبر بئر عميق بلا قرار، والهرب منه محال محال...
كبرت و عيني كلما أخفيت أساها بمساحيق التجميل .. أرى طفلتي تلوح لي من بعيد، سامحيني يا أنا

سامحيـني فقد أهملتك كطفل وعذبتك كإمرأة
لا تجدين الراحة في كل حال

تفضليـن يا روحي لو فارقتِني ؟ وأنا أيضا أفضل وأتمنى هذا أتمنى لو فارقتني

_____

نفضت فاسيلـيا عنها غبار الأيام وبقايا الأفكـار واستقامت بجذعها عن السرير

تأخذ رُبع ساعة تأمل لمعرفة أين هي الآن بعد ذاك التوهان ..لم تنم لكنّها كانت داخل غيبوبة بعينين مفتوحتين

رنينُ إشعار رسالة من الواتساب ....فتحتِ الهاتف لتجدها رسالة من رقم مجهول

لكن لم يدم جهلها طويلاً لفحوى الرسالة

(من ذا القمر الذي يظهر صباحاً ...صباحُ الخير لقمري لم أستطع كبح رغبتي في إخبارك بشعوري منذ قُبلتك لقد كانت البارحـة أول مرة تبادرين بها بالقبلة ... عندما قبلتني للمرة الأولى أخذت شهيقًا دون زفير، لقد حبست أنفاسي وركضت إلى نهاية الممر وأغمضت عيناي، كدت أموت حُبًا ماذا فعلتِ بي يا قمري ؟"

التُّـفاحـة المسـمومة ||J.J.KWhere stories live. Discover now