لا تفكر

37 8 9
                                    

Thv

وحيد في معركة لا يراها أحد، لطالما سرتُ على هامش الحياة، كطائرٍ يرفرفُ بعيداً عن السرب، أفكاري تدورُ في عالمٍ خاصٍ بي، عالمٌ لا يفهمهُ أحدٌ، ولا يشاركني فيه سوى صمتي

أحملُ في داخلي حرباً لا يراها أحدٌ، حرباً مع نفسي، مع أفكاري، مع مخاوفي. حربٌ لا تنتهي، ولا تهدأ. أشعرُ بالغربةِ في كل مكانٍ أتواجدُ فيه، كأنّني لا أنتمي إلى أيّ مكانٍ، ولا إلى أيّ زمنٍ. يظنّون أنّني غريبُ الأطوار، أو أنّني مجنونٌ. أحياناً أتمنى لو أنّ بإمكاني أن أُشاركَ أحدهم ما يدورُ في خلدي، لكنّني أعلمُ أنّ ذلك لن يُجدِي نفعاً. سأظلُ وحيداً في معركتي، حاملاً همّي في داخلي، حتى يأتي اليومُ الذي أفهمُ فيهُ نفسي بنفسي، أو أجدُ من يفهمُني دون كلماتٍ.

أفكر كثيرا في فاسيليا

هل سيتحطم قلبـها الآن؟ بسببِ أخطائي أنا؟ أم جونغوك يفعل هذا لإخافتي ولن يؤذي قلبها المرهف بهذه الطريقة القاسية

أليس من النذالة أن تستخدم فتاة في إنتقامك؟ ماذنب فاسيليا من كل هذا ؟
هل لأنّـها أعطت للحُب فرصة واحدة في حياتها يجب أن تتعرض للخذلان

صحتُ عاليًا، لأقيس مدى العزلة، صوتي ضاع في تجاويف التلّ، تردد ضعيفًا، ولم يُثِر أدنى صدى، فالصّدى كان في قلبي

عُدت لمقعدي مجدداً أصارع ذكرياتي وأفكر في حل إن الذكريات، سواء أكانت ممتعة أم مؤلمة، لتتسبّب للمرء دائماً في المعاناة، هذا على الأقل هو الإنطباع الذي أشعر به، لكن ثمة كذلك بعض العذوبة التي يشعر بها المرء في تلك المعاناة،

وحين ينوء القلب تحت ثقل التعاسة، أو المرض، أو الحزن، فإن تلك الذكريات سرعان ما تنعشه، وتحييه من جديد، مثلها كمثل الزهرة الصغيرة المسكينة، التي تنتعش، وتحيا مرة أخرى بفضل قطرات النّدى التي تسقط فوقها ذات مساء رطِب، بعد نهار حارق يبّستها فيه أشعة الشمس

حملتُ حقيبتي وأخرجتُ قلما ودفتراً لأخرج مكبوتاتي في كتاباتي فقد كانت ولازالت مؤنستي الوحيدة

"حقيقتك بيديك، إختر قوتك أو ضعفك.. في رحلة حياتك، ستُواجهك خيارات تحدد بها مسارك وتصبح هذه الخيارات سادة مصيرك. ففي كل موقف، تملك سلطة اختيار أن تكون قوي أو أن تكون ضعيف "

قبل أن يحُط قلمي على الدفتر سمعته ..رفعتُ ناظريّ لتقع عيناي بعيني شخصٍ طويل القامة عريض الأكتاف يرتدي معطفاً طويلا بنيا وقبعة بذاتِ اللون ، ويضعُ نظاراتٍ شمسية في هذا الجو؟!!

"‏"إما أن تعوي كوحش مفترس، أو أن تبكي كطفل صغير، اختر من تكون"

التُّـفاحـة المسـمومة ||J.J.KWhere stories live. Discover now