Part 7

6 1 0
                                    

رائحة المعقمات من حولي تعيد لي ذكريات تجعل قلبي ينتفض فزعاً، ذكريات عن يومٍ كان من ارعب أيام حياتي.

كنت ألعب في الحديقة وحدي بينما امي وابي قد اخذو آرتميس للمشفى بعد انتكاسة مفاجئة وقوية

كنت في الثامنة وقتها، دخلت علي والدتي وهي تحمل صندوقاً مليءً بالألعاب لتلعب معي... شعرت بالفرح بشده، فلقد تركت آرت واتت لتلعب معي انا، ثم اخذتني للحديقة وتناولنا الآيسكريم واستمتعنا بوقتنا.. بوقت يخصني أنا وهي ،في نهاية اليوم ذهبنا للمشفى لنطمئن على آرت وكنت راضية

ولكن مالم افهمه وقتها أن آرت هي المريضة.. لما إذاً يقومون بفحصي انا؟!

شعرت بالغرابة ولكن لم اهتم فلقد كنت سعيدة باليوم الذي كان خاصاً بي، وكلما نظرت إلى والدي كان يشيح بعينيه عني

لم أفهم لماذا ولم أهتم فلقد صببت تركيزي على الدمية التي اشترتها لي أمي بينما سعادتي كانت تطرق السماء.

سمعت أشياء كثيرة ومصطلحات غريبة لم افهمها، كالمتبرع والمستقبل، وتطابق لم أفهم كلمة واحدة ولكني لاحظت كم كانت والدتي سعيدة بهذه الكلمات المعقدة وكأن حملاً ثقيلاً قد انزاح عن صدرها

ولكن الطبيب صرح بأشياء أخرى كخطر، وجسد ضعيف، وأنه يخلي مسؤوليته عن الأمر، وقدم أوراق لأمي قامت بتوقيعها قبل أن يذهب من الغرفة ويتركنا وحدنا.

نظرت امي نحوي بحنان لتركع لمستوى طولي وتمسد شعري قبل أن تردف بجملة لم افهمها أيضاً فلقد كنت أصغر من كل هذا

" انتي هنا لتنقذي أختك"

نظرت لأبي بعدم فهم لعله يشرح لي، ولكنه اشاح بوجه بعيداً وخرج عن الغرفة ليتركني وحدي مع امي، وتردف مجدداً

" اسمعيني جيداً.. أختكي الآن تحتضر، وانتي وحدك من تستطيعين إنقاذها سنأخذ منكي شيءً صغيراً جداً لن يشكل معكي فرقاً، ولكنه سيعيد الحياة لاختك "

هنا شعرت بالفزع.. مالذي ستأخذه مني قد ينقذ أختي

" اسمعيني.. سنقوم لكي بعملية جراحية صغيرة ونأخذ عضو صغير جداً ونعطيه لاختك "

" لا سيكون هذا مؤلماً لا أريد "

قلت بخوف وقبل أن ترد علي فتح الباب بقوة من قبل الطبيب

" لا وقت لدينا حالتها في تدهور وعلينا إجراء العملية حالاً"

امسكتني امي بقوة من اكتافي وبدأت تصرخ مما زاد فزعي ومقاومتي

 إكانايديWhere stories live. Discover now