Part 18

2 0 0
                                    

سلسلة من الأحداث بعضها جيد والآخر جحيمي كلها تترابط طول حياتك منذ ولادتك ليحقق شيء محتوماً، لقاءً مصيرياً ماكان ليحدث لولا ذاك الترابط القدري الذي كان يُحبَك منذ آلاف السنين، هذا هو القدر.. تلك الترانيم التي تصنع لحن حياتك ستكتشف أنها أجمل من أي موسيقى يمكن أن تصنعها لوحدك

°
°

ركض بأقصى سرعته نحوها، شعر أن الوقت توقف عند هذه اللحظة، وفي اللحظة الأخيرة وفور أن هوى جسدها نحو مصيره المحتوم كان قد أمسكها بقوة ليسحبها من الحافة وتسقط من فوقه، دقائق مرت حاول كلاهما إستيعابها فتلك ليست والدته بل حمقاء غبية أرادت إنهاء حياتها، ومن الجهة الأخرى كانت هي تحاول إستيعاب أنها كادت تقتل نفسها بالفعل.

نهض هو أولاً لتركز هي أنها فوق الرجل حرفياً وتبتعد منه بسرعة ولكنه في لحظة أمسك يدها يجرها نحوه بينما عيناه تطلق شرراً خارجاً من الجحيم وصرخ في وجهها فجأة

" ماذا تظنين نفسك ها؟! تلقين بنفسك للموت بكل بساطة وتتركين من يهتم لأمرك يذوق الجحيم من خلفك كيف تكونين بتلك الأنانية ها؟"

لم تصدق في تلك اللحظة أنه يصرخ في وجهها لذا نسيت أي شيء وبدأت تصرخ فيه بدورها

" من انت لتحكم علي؟ من أنت من الأساس؟ هل تعلم حياتي؟ هل تعلم ما مررت به؟ كيـ"

" لا يهم كل هذا، ليس هناك سبب لتقتلي نفسك من أجله مهما كان هل فهمتي ألم تفكري في عائلتك؟ ألم تفكري في أصدقائك؟ نعم أنتي أنانية لعينة"

جف حلقه من الصراخ ليصمت قليلاً يحاول ترطيب حلقه بينما هي بقيت متجمدة تنظر للفراغ وعندما شعر أن الوضع بدأ يصبح غريباً قرر النهوض وإنهاء المحاضرة التي تدرب عليها لكي يلقيها لوالدته في الجحيم

نفض ملابسه من الأتربة التي علقت بها ومد يده نحوها

" هيا إنهضي "

نظرت جيني ليده لمدة ثواني قبل أن تمسكها وتنهض عن الأرضية متحاشية النظر لوجهه

" لننزل من هنا فالجو بارد"

أومأت له ليتحركا نحو المصعد ويهبطا به للأسفل، بقي كليهما صامتين حتى توقف المصعد لتهرول آنجيل نحو شقتها ويتبعها هو بإستغراب فهذا طابقه الخاص

تبعها بصمت لتشعر هي بالغرابة والخطر من أن رجلاً غريباً أصبح يتبعها لشقتها الآن لتتسلل يدها ببطء نحو جيبها حيث وضعت بخاخ الفلل، وهو من خلفها يزداد حيرة لذا قرر أن يوقفها ظناً منه أنها مشوشة وحسب لذا أمسكها من كتفها وأردف

 إكانايديWhere stories live. Discover now