الجزءُ الخامِسُ | مُذكِراته

2.3K 200 25
                                    


"أنا اقول.. أنا أقول و هو فقط ينظر ببرود
و مازِلنا لا نتفِق علي شيء."

الصورة : كاميرون

الساعة الآن قد تعديت منتصف الليل و كانت الشوارِع شبه فارِغة و الظلام حالِك عدا علي الارصِفة فهناك انوار الشارِع.

الصوت الوحيدُ المَسموعُ بينهم هو صوت حذاءِ آمبر و هي تمشي بخطوات بطيئة.

عضت آمبر شفتها السفلي و قررت اخيرا أن تقطعَ الصمت بينهم. "لِما فعلت ذلِك؟"

تسائلت آمبر و هي تنظر ناحيته بينما عيناه مازلتانِ تنظرانِ في الأرضِ و لم ينظر لها للحظة.

"صحيح، انت لا تتحدث."

قالت آمبر و تنهدت.

حلَ الصمت بينهم مجددا حتي تحدثت آمبر بِما أنها الوحيدة التي تتحدث هنا.

"اذا تحدثت، لن اخبِر احد، اقسِم علي روحِ جدتي الميتة." حاولت آمبر أن تجعله يتحدث مجددا لكنه لم يتحدث، لكنه شعر بشفتاهِ تتبتسمانِ لا طلقائيا.

لم يخفي الأمر لتراه آمبر و تبتسِم هي بدورِها.

كانت هذهِ أول مرة يبتسِم فيها زين منذ شهور.

"اهي حبيبتك؟"

سألت آمبر في هدوءِ و حيرة ليعطيها زين نظرات تساؤلية.

اشارِت باصبعِها إلي احدِ الوشومِ التي كانت علي ذراعِه الذي كشِف منه معصمِه من اسفلِ السترةِ الذي لا يخلعها ابدا.

لم تتوقع آمبر إجابة منه حقا لكنه فاجأها عِندما هز رأسه ب لا.

"اختك؟"

مجددا، هز رأسه لا.

"امك؟"

اخذ زين فترة حتي تمكن من الإجابةِ و أومأ ب نعم.

ابتسمت آمبر ابتسامة صغيرة. "انها جميلة، ربما يمكنني مقابلتها احيانا؟"

هز زين رأسه لا بِبطأ.

"لِما لا؟"

رفعَ زين رأسه ببطأ و نظر إلي السماءَ لتِرق ملامحُ آمبر.

"انا آسِفة."

قالت آمبر بهدوء و تغيرت فكرتها تماما عن ما يسموه ب "الفتي الصامتِ." فالحقيقة أن جميعنا نواجهِ صعوبات بداخلِنا و لا احد يفهم.

نظرت آمبر في عيناهِ و هو كذلِك حتي شعرت أن الارضي اختفت من تحتِ قدميها و لم يوجد غيرهم حتي رجِعت الي صوابِها و أدركت أن عليها الرحيل.

"يجب أن أذهب للبيتِ، لقد تأخر الوقت."

قالت آمبر قبل أن تعطيه ابتسامة أخيرة و تبدأ في المشيِ في الناحيةِ الآخري. "و شكرا لما فعلته هناك."

الناطِقة .Where stories live. Discover now