الجزءُ الحَادي عشر | رِمال مُتحرِكة

2.2K 207 219
                                    


الصورة: الاستاذ ماهون

جلست آمبر علي أحدِ الكراسي الخشبية الموجودة في الشرفةِ و وضعت رأسها في يدِها و هي تستند علي السورِ و تشاهِد السماءِ في هدوء.

لم تكن شرفتها مرتفعة عن الارضِ ايضا فكانت تشاهد المناطق المزروعة جنائن في الفندق تحتها و هي ترتوي بالماءِ و تلمع قطراتِ الماءِ علي العشبِ الاخضرِ و الزهور الملونة التي يمكنك رؤية الوانها الباهية افضل في ضوءِ الصباحِ.

كانت تتآمل الطبيعة و كان اجمل شيء رأته في حياتِها و كانت تنظر للقمرِ و النجومِ و تغوص في عالم من احلامِ اليقظةِ المضيئة.

لم يخفي عنها شخص كان يلمع اكثر من القمرِ و النجومِ في عيناها بالطبعِ عندما لمحته يقِف في الشرفة المجاورة لها لكن في النهاية الاخري و هو يركز في سيجارِته التي كان يشربها.

لم يعير زين اي انتباه لما حوله فقط كان مركزا جدا في إنهاءِ سيجارته ، اتخذت هذه الفرصة آمبر لتحدق به و بجمالهِ تحت ضوءِ القمرِ الذي انعكس عليه كأنه مرآة.

انهي زين سيجارته و رماها ثم دخل و كان يبدو متضايقا لسبب ما.

عبست آمبر لأنه دخل و كادت أن تدخل هي الآخري لكِن أوقفها سماع صوتِ بابِ الشرفة يفتح ، ظنت انه زين عاد مجددا لكنه لم يكون هو بل كان شريكه في الغرفةِ و ابن عمِها.

وقفَ جيسي مكانه للحظة و لم يلحظ آمبر ايضا و هي تحدق به و اقتربت قليلا من الناحيةِ اليسري من سورِ الشرفة لتلقي نظرة اقرب.

رأته يمسح وجهه بكمِ قميصه مما جعله تتضيق عيناها ناحيته في حيرة و هي تحاول أن تري اذا كان ظنها صحيح و أنه يبكي أم أنها يهيأ لها.

لاحظت أنه يتنفس بصعوبة و يمسح وجهه مجددا كأنه مبلل فقررت آمبر أن تسأله بدلا من أن تظن خطأ.

"جيس ، هل انتَ بخير؟" همست آمبر بصوت يسمعه جيسي فقط مما جعله يتجمد في مكانِه لثانية حتي تعرف علي صوتِ آمبر و نظر بجانبِه ليراها ترمقه بنظرات قلِقة.

رغم أن ضوءَ القمر لم يكن بتلك القوة لكن آمبر رآت الدموع تلمع في عيناهِ.

هز جيسي رأسه بمعني 'لا' و هو يمسح وجهه مجددا.

أرادت آمبر أن تضمَ ابن عمِها بشدة لكن المسافة الصغيرة بين الشرفتينِ لم تسمح لهم فأخبرته آمبر أن يقابِلها في الخارجِ امامَ الغرفِ و أسرعت لتخرج و تقابله و في الطريق رآت كاميلا تغير ملابِس النومِ كأنها ستخرج لكنها لم تهتم لتسألها الآن و كانت كاميرون تبحث عن ملابس نوم لترتديها عندما تخرج من الحمامِ.

لم تهتم آمبر لآمرِهم و اخذت المفتاح و خرجت من الغرفةِ دون أن تغلِقها لتري جيسي يقِف امامَ بابِ غرفتهِ بانتظارهِ و هو يحاوط جسده الصغير بيديه.

الناطِقة .Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu