تلك الشجرة

1.7K 110 6
                                    

أنا نجوت !

فتحت عيني ببطء فرأيتها تواصل طريقها إلى تلك الصحراء التي تحيط بنا ، لتتجه إلى تلك الشجرة الضخمة وسط الرمال .. وكانت تشير بإصبعها تجاه الشجرة ..

فتاة خرجت من الجدار وتتجه إلى الشجرة .. أنا لا أفهم شيئاً !

هكذا اعتدلت وأخذت أنظر لها في حيرة ، لتلتفت هي لي ولتقول شيئاً ما لم أسمعه ، قبل أن تدخل الشجرة لتغيب في جذعها ..

ما رأيته أخافني بشدة ، لكني لم اتمكن من الهرب حينها .. غير مسموح لي بترك مكاني خلال ساعات العمل الرسمية !

لكني لم أضغط على الزر في الجدار كذلك .. لم أجرؤ على الحركة لشدة خوفي ..

ثم إن الفتاة لم تخرج من البوابة الخلفية ، بل من الجدار والآن اختفت في الشجرة كأنها لم تكن موجودة أصلاً ..

أنا أذكر أن هذا كان آخر شئ رأيته ..

بعد هذا شعرت بظلام يحيط بي فجأة .. بأنني عاجز عن الوقوف .. بأنني أسقط على الأرض و .. و ..

ولم أعد أذكر شيئاً بعدها ..

•••

ثم استيقظت لأجدني داخل المبنى الذي كان من الممنوع عليّ دخوله ..

كنت ممدداً على فراش في غرفة خاوية ، فقمت منه وأنا أشعر بالدوار .. ما الذي حدث لي ؟

حاولت الخروج من الغرفة فلم أستطع .. الباب مغلق من الخارج وأنا أريد الخروج لكن .. لكن ..

لكن فتح الباب فجأة ليدخل ذلك الرجل الأصلع القصير .. لم أكن قد رأيته من قبل منذ أن تسلمت عملي الذي أتقنه هنا ، لذا نظرت له في حيرة ، ليشير هو لي قائلاً :
-- اجلس ..

فأطعته على الفور ، وجلست على طرف الفراش وأنا أنظر له في ترقّب .. أمّا هو فوقف أمامي ليقول :
-- أودّ أن أعرف منك ما حدث بالضبط ..

فأجبته :
-- تلك الفتاة .. لقد خرجت من الجدار واتجهت نحوي .. الدماء .. كانت مغطاة بالدماء و ..

-- مهلاً .. تقول إنها خرجت من الجدار ؟؟

-- نعم .. لقد كانت شبحاً .. خرجت من الجدار واتجهت إلى تلك الشجرة لتختفي فيها و ..

فأشار لي مرة أخرى ، ليقاطعني :
-- انتظر هنا ..

ثم خرج من الغرفة فلم أتحرك من مكاني ، حتى عاد مرة أخرى ومعه رجل آخر ذو ذقن بيضاء ، ليشير إليّ محدثاً ذا الذقن :
-- يقول إنه رأى شبحاً ... هل صدقتني الآن ؟ .. إنه لا يصلح للعمل معنا ..

فقال ذو الذقن :
-- ربما لم تفهم ما يعنيه جيداً .. لا بدّ أن هناك خطأ ما ..

ثم التفت ذو الذقن لي ، ليقول :
-- تقول إنك رأيت فتاة صغيرة ؟

-- نعم ..

-- صفها لي ..

هنا حاولت أنا أن أتذكر ملامح تلك الفتاة ، لأحد أنني عاجز تماماً عن هذا ..

أنا أتقن عملي لكني لا أتذكر ملامح الفتاة أبداً .. فقط أذكر أنها .. لقد كانت .. كانت تبتسم !

مجموعة قصصية | حكايات الموتىTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon