تلك الشجرة

1.6K 119 12
                                    

في النهاية سمحوا لي بالخروج من الغرفة وبالعودة إلى منزلي ، على أن أعود لعملي في اليوم التالي ..

لم يطردوني ولم يشرحوا لي ما رأيته ، فقررت أن أنساه وألا أتحدث فيه مرة أخرى .. الأصلع أخبرني أنني لو تحدثت مع أي شخص عمّا حدث ، فلن أعود إلى هناك أبداً .. أخبرني أنه لا يطيق من هم مثلي ولن يغفر لي لو كررتها !

هكذا عدت إلى منزلي فلم أجد طعاماً .. جارتي نسيت مرة أخرى وأنا لم أعد أهتم بهذا ..

سأنام جائعاً وغداً ربما أجد بعض الطعام ، أو سأطلب من قريبي أن يبتاع لي بعض المربى ..

كانت الليلة باردة فجلست على فراشي أسفل الأغطية ، لكني كنت عاجزاً عن النوم .. كنت أرى الفتاة الصغيرة التي تغطيها الدماء تبتسم لي ما إن أغلق عيني ، فقررت أن أظلّ مستيقظاً ..

لو كانت أمي موجودة ، لكانت قد أعدت لي بعض الحليب الدافئ ولسمحت لي أن أنام في غرفتها الليلة ، لكن أمي لم تعد معي ..

أمي تركتني وأناقة الآن جائع أشعر بالبرد وأعجز عن النوم ..

لأول مرة أتمنى لو أتت جارتي حاملة بعض الطعام الساخن ، لتخبرني أنها نسيت فحسب ، وأنها لديها من الوقت ما يكفي لتمضيه معي .. لو حدث هذا الآن فسوف أ ..

فجأة ارتفعت طرقات على باب شقتي !

لم أعتد أن أتمنى شيئاً ويحدث ، لذا قمت ذاهلاً من فراشي واتجهت لأفتح الباب بسرعة لدرجة أنني نسيت أن أسأل عن الطارق قبل أن أفتح ، لكنها لم تكن جارتي ..

كان النحيف الذي يدخّن وكان يحمل صورة للفتاة الشبح أمام وجهي مباشرة ، وهو يقول :
-- لو كانت هذه هي الفتاة التي رأيتها ، فهذا يعني أن حياتك في خطر ..

-- !!!

•••

( ٣ )

حين عرف النحيف أنني جائع ، أخذني إلى مطعم قريب مؤكداً لي أنه من سيدفع فهو يحتاجني وبشدة .. نعم .. أنا أعرف أنه قال إن حياتي في خطر ، لكني جائع !

هكذا جلست في ذلك المطعم أتناول ذلك الحساء الساخن بنَهَم ، بينما جلس النحيف أمامي يرمقني باهتمام وهو يدخّن ..

لكني لم أكن أبالي بسجائره هذه المرة .. إننا لسنا في العمل ومسموح لي بأن أتحدث معه مادمنا خارج ساعات العمل الرسمية .. لكني كنت منشغلاً بطعامي ، فتحدث هو ليقول :
-- أنت رأيت هذه الفتاة إذن ؟.. تلك التي كانت في الصورة ؟

-- مممممم ..

-- سأنتظر حتى تنهي طعامك إذن ، فما سأخبرك به قد يفسد شهيتك تماماً ..

وأنا أريد أن أعرف حقًّا من هي هذه الفتاة ولماذا ظهرت لي .. لذا التهمت كل ما في طبقي بسرعة ، ثم اعتدلت محاولاً مقاومة النعاس الذي يتلو الشبع ..

مجموعة قصصية | حكايات الموتىWhere stories live. Discover now