تلك الشجرة

1.5K 106 12
                                    

-- غير مسموح ..

-- أرجوك .. نحن يجب أن ..

-- غير مسموح !

صحت به هذه المرة ، فلم يمتلك إلا أن يترك ذراعي ، ليتركني أبتعد عن وقد بدا عليه الإحباط ..

إنه يظنني أحمق لأسمح له بمخالفة القواعد ، لكني لست كذلك .. أيًّا ما كانت حالتي التي يتحدث عنها الجميع ، فإنها لن تجبرني على مخالفة القواعد أبداً ..

أبداً ..

•••

في اليوم التالي كنت أشعر بالنعاس ، لكني أخذت أقاومه وأنا أقف في مكاني عند البوابة الخلفية للمبنى ، وقد قررت أنني لو رأيت النحيف يحاول الاقتراب مني ، فسأبلغ عنه على الفور ..

سأخبرهم بكل شئ لو فعلها .. سأخبرهم أنه أتى إلى منزلي .. أنه أراني صورة الفتاة والملف .. أنه طلب مني مساعدته على التسلل إلى المبنى ..

نعم .. سأفعلها وليكن ما يكون ..

المهم الآن أنا أقاوم النعاس ، فغير مسموح لي بالنوم خلال ساعات العمل الرسمية .. وأنا لم أنم جيداً ليلة أمس ..

لكن الساعات تمر ببطء شديد هنا ..

في صغري حاولت أمي أن ترسلني إلى المدرسة لأتعلم .. ناظر المدرسة أخبرها أن من هم في حالتي لا يصلحون للتعليم ، لكنها توسلت له طويلاً فوافق مضطراً ..

هكذا كنت أستيقظ في الصباح الباكر ، لأرتدي زي المدرسة - الذي كنت أكرهه - لأذهب إلى المدرسة ، حيث يمر الوقت ببطء شديد شديد ..

في الطابور وفي الفسحة ، يسخر مني الجميع دون أن أفهم السبب ، وأثناء الحصص يضعوننا على تلك المقاعد الخشبية غير المريحة ، ليشرح المدرس أشياء لا أفهمها ، لكنها تجبرني على النعاس ..

أنام فيضربني المدرس .. ويعيدونني إلى المنزل لتضربني أمي .. ولو أتى الليل ورفضت النوم كي لا أستيقظ للمدرسة غداً ، تضربني مرة أخرى !

في النهاية زاد السعال على أمي ، ولم تجد من يرعاها سواي ، فتركت المدرسة لأبقى جوارها ، مما ضايقها وأسعدني .. في النهاية أصبح بإمكاني النوم حينما أريد ..

لكني لم أعد صغيراً الآن .. بل أنا رجل .. ورجل أمن كذلك غير مسموح لي بالنوم خلال ساعات العمل الرسمية ..

لكن .. ربما كان من المسموح لي أن أستند على الجدار .. لم أعد أستطيع الاستمرار في الوقت هكذا ، والشمس الحارة تضربني طيلة الوقت ..

لا .. لن أنام .. سأستند فقط حتى أرتاح .. فأنا لم أنم ليلة أمس .. النحيف زارني .. صورة الفتاة .. كان اسمها ندى .. وكانت تبتسم .. والآن هي في حاجة لي .. لكن ..

غير مسموح ..

غير ..

غيـ ..

•••

وحين استيقظت رأيت الفتاة التي تغطيها الدماء مرة أخرى تقف أمامي مباشرة ..

أنا كنت أظن أنني أحلم ، لكني عرفت أنني استيقظت حين شعرت بالأرض الرملية أسفلي ، لأجد أنني أسفل تلك الشجرة قرب المبنى .. متى انتقلت إلى هناك ؟؟

مجموعة قصصية | حكايات الموتىWhere stories live. Discover now