الفصل السادس والعشرون

12.1K 126 1
                                    


   ف المشفى , كان واقفا واضعا هاتفة ع اذنية , ينتظر اجابة منة , وعندما اجاب قال مسرعا
-انت فين يا استاذ؟ احنا مش متفقين هنروح المستشفى الصبح؟
اياد بضيق : انا جاى ف الطريق يا بابا
ادهم : وماهو انت ف الطريق .. خرجت لية من البيت الصبح؟
اياد بجدية : انا جاى يا بابا .. سلام!
......
ف السيارة
اياد بجدية: ابقى اتصلى بيا وطمنينى عليها .. وياريت متكلمنيش قدامها .. وفهميها انى مظلوم !
نرمين : بص بقى انا مقدرش افهمها حاجة غير بعد نتجية التحليل ما تظهر وبعد كدة ابقى اقولها .. وبعدين لو انت خايف عليها اوى كدة .. اى اللى خلاك تعمل كدة .. مش خايف علية .. متعرفش ان كما تدين تدان وان اللى عملتة ف بنات الناس هيتعمل ف اختك؟؟
اياد بعصبية : انزلى يا نرمين من العربية وانت ساكتة .. واعملى اللى قولتلك علية
......
ف المشفى
بعد ما اغلق المكالمة معة لينظر اليهم قائلا : زمانة جاى .. متقلقوش
ميرا : بصراحة يا انكل .. انا خايفة من اياد اوى
ادهم : لية يابنتى؟
ميرا : بعد التحليل .. ممكن يأذينى او يعملى حاجة
ادهم : متخافيش يا ميرا .. انا مش هسمحلة يعملك حاجة
فاطمة : انت بتهدى ف مين؟؟ دى كدابة وابنى مظلوم وربنا هيبين براءتة
ميرا ببكاء : صدقينى يا تنط انا اللى اتظلمت ف الحكاية دى واياد ضحك علية وانا اهلى من الصعيد .. لو عرفة اى حاجة عن الموضوع دة هيقتلونى!! اهى اهى
ادهم : متخفيش يابنتى انا هفضل معاكى ومحدش من اهلك هيعرف حاجة عن الموضوع دة نهائيا
بعد قليل اتى اياد بصحبة ادم ، لينظر اليها بشر ثم ينظر بالاتجاة الاخر ، لتاتى اليهم الممرضة ، وتدخل ميرا الى غرفة الطبيب ، وكاد اياد ان يدخل خلفها ، لتمنعة سريعا قائلة : مينفعش طبعا تدخل .. اكيد طبعا هقلع وانا بتكسف
اياد : نعم يا ختى؟
ادهم : ف اى يا اياد .. البنت مكسوفة منك وعندها حق
اياد : لا وانت فاكر انها بتتكسف بجد .. وهى لو كانت بتتكسف مش كانت تلبس محتشم شوية؟
......
ف منزل رؤى
-اي اللى جابك يا نرمين؟؟ المفروض تكونى مع اخوكى ف يوم زى دة!
نرمين : جيت اطمن عليكى يارؤى .. ولا انت مش عاوزنى اجيلك؟؟
رؤى بابتسامة : انا بقيت كويسة خلاص .. مفيش داعى تشغلو بالكو بيا
نرمين وهى تربت ع يديها : انت مابقنيش كويسة يارؤى .. انت بتمثلى انك بقيتى كويسة .. عنيكى فضحاكى .. وقالتلى كل اللى ف قلبك!!
رؤى : هو محدش بيصدقى لية؟؟ انا فعلا بقيت كويسة .. وعنيا مابتقولش اى حاجة غير انها بتقولك كتر خيرك
نرمين : انا عارفة انك بتحبى اياد .. وهو كمان بيحبك اوى .. بس لولا البت المفعوصة مكنش كل دة حصل
رؤى : اسمعينى كويس .. اياد محبنيش .. انا واياد كنا مخطوبين لفترة مؤقتة مقابل حاجة انا كنت محتاجاها وهو حاجة محتاج يثبتها لحد
نرمين بتعجب : اي؟؟ رؤى ممكن توضحى كلامك انا مش فاهمة حاجة!!
رؤى بتوضيح : يعنى انا واياد مكناش هنتجوز .. وفترة خطوبتنا دى كانت مجرد اتفاق بينا .. ومحدش يعرف عنة حاجة .. فهمتى حاجة؟؟
نرمين : يعنى اي؟؟ يعنى كل اللى حصل دة كان اتفاق؟؟ يعنى كل دة كان مسلسل واحنا مش فاهمين حاجة؟
رؤى بأعين لامعة : ايوة .. وللاسف انا غلطت غلطة كبيرة مكنتش قدها .. حبيت اياد وحلمت حلم انا مش قدة!!
نرمين : ازاى كل دة يحصل واحنا مش فاهمين؟؟ اوعى تقولى ع نفسك كدة تانى .. حلمك هيتحقق يارؤى وهتشوفى .. وانا متأكدة ان اياد بيحبك
رؤى بسخرية : هه لاء يانرمين .. اياد عمرة ماحبنى
فتذكرت شيئا ما فقالت : ف امانة كانت معايا .. كان المفروض اديهالة من زمان
اتجهت الى الكومود وفتحت الدرج ، حتى اخرجت منة علبة صغيرة واعطتها اياها
نرمين وهى تنظر الى العلبة ف استغراب : اى دى يا رؤى؟؟
رؤى بابتسامة حزن : دى الدبلة بتاعتة .. ياريت تديهالة وتشكرية اوى .. وسلميلى علية وقوليلة الف مبروك ورنا يرزقك بالذرية الصالحة
فسقطت دمعة من اعينها ، لتجففها سريعا
نرمين : لاء يا رؤى .. انا مش هديلة حاجة .. خديها انت وروحى اديهالة بنفسك
رؤى : لاء .. صدقينى مش هقدر اعمل كدة ومش هعمل ولا هحاول اعمل كدة
نرمين وقد جاءت فكرة ف راسها : انا هقولك ع وقت اياد مابيبقاش موجود فية .. تعالى بكرة ع العصر .. منك تشوفى ماما لانك وحشتيها اوى .. ومنك تقعدى معايا شوية .. ومنك ترجعى الامانة لصاحبها
رؤى بتأكد : متاكدة انة مش بيكون موجود ف الوقت دة؟؟
نرمين : طبعا انا قاعدة ف البيت وعارفة كل تحركاتة!!
رؤى بتنهيدة : هحاول يانرمين .. فاكملت وهى تنظر الى العلبة الصغيرة قائلة : هحاول
نرمين ف نفسها : مش عارفة لية حاسة ان الخطة دى ممكن تغير مصير اتنين ف الحياة دى!! وممكن تحصل معجزة .. انا متاكدة ان الخطة دى هترجع اياد لرؤى تانى!!
......
حل الصباح سريعا ، ليأتى المساء وهو يوم خطبة اياد وميرا ، فبعد ما تم فحصها عند الطبيب ، وظهور نتيجة التحليل بالايجاب ، شعر اياد بالاحباط وادرك انة من اخطأ ف حق حبيبتة قبل حق ذاتة ، قرر الابتعاد عنها لان ذلك سيكون الافضل اليها ثم لة ، فرض والدة بأن يتزوج من تلك الفتاة الذى عاشرها بالحرام ، وبالطرق الذى يعتبرها الله من الكبائر ، فهو الان يسمى عند الله (زانى) ، فأراد ان يصلح هذا الخطأ بزواجة من تلك الفتاة (ميرا) ، ولا يريد ان يسمى طفلة بابن/بنت (حرام) ، وصل الى بيتها وبصحبة والدة ووالدتة ومعة ايضا ابن عمة (ادم) الذى يعتبرة صديقة ، وشقيقة قبل ان يكون ابن عمة ، وكل شئ بالنسبة لة ، تقدم لزوية هذة الفتاة ، ولم يحكى عن الخطأ الذى وقعا فية ، فقط ذهب كأنة شخصا معجبا بفتاة ويريدها بالحلال ، وبعد فترة قصيرة ، وافق زويتها بالرحب والسعة ، وها هو اليوم يوم خطبتة ، اليوم الاسود بالنسبة لة ، فهو اعترف لحالة وامام مرآتة بحبة لرؤى ، بعد معرفتها بحقيقتة ، وتمنى كل ما يحدث حولة ان يكون كابوسا ، نعم كابوسا ولكنة طويل بعض الشئ ، ف ف الاخر سوف يفيق من نومة ذلك ، وبستعيد وعية ، ليذهب اليها ويتزوجها ، ولكن هيهات ، ف يوم خطبتهم ، كان شاحبا للغاية ولا يتحدث مع احد ولا يريد سماع التهانى من الاخرين ، ليذهب الية والدة ويهمس ف اذنية قائلا : افرد وشك شوية .. الناس هتاخد بالها؟!
اياد بحزن : ما ياخدوا بالهم .. ما ياخدوا اللى عاوزين ياخدوا .. انا زهقت
ادهم : زهقت من اي؟؟ مش دى غلطتك؟؟ مش دى المصيبة اللى ورطتنى وورطت نفسك فيها؟؟ مش قادر تشيل مسئولية نفسك .. مكنتش عملت كدة من الاول!!
اياد : مسئوليتى وانا هعرف اشيليها ازاى وامتى ؟؟ المشكلة فيا انا .. انا اتخنقت .. انا ماشى
ادهم وينادى علية : اياااد .. خد هناا هتروح فين ؟
اياد : همشى .. الحفلة وشغالة زى الفل .. اظن انها هتكمل حتى ولو مش موجود .. محدش واخد بالة اصل
ليذهب اياد مسرعا خارج المنزل ، ليرى ادهم ادم ويلحق بة قائلا
ادهم : ادم الله يخليك .. الحق اياد وعقلة وخلية يرجع
ادم متسائلا : اعمل اى يعنى؟؟ مانت عارف ابنك وعنادة!
ادهم : اتصرف ياادم اعمل اى حاجة .. انا عارف انة بيسمعلك!!
ادم بنفاذ صبر : حااضر .. حااضر يا عمى
.......
حل الليل ببطئ ع اياد ورؤى ، فكل منهما يفكر ف الاخر ، ليسمعوا صوت اذان الفجر ، ليتوضإة ثم يبداؤن ف صلاتهم ف خشوع ، مع بكاء كلا منهم ، فكانت تبكى لانها خسرت حبيبها الذى كان اول شخص يدخل حياتها بعد وفاة والدها ، وكان يبكى لعدة اشياء اولهم ، انة يريد ان يتخلص من هذا الكرب الذى وقع فية ولا يوجد مخرجا منة سوى التقرب من الله ، وثانيهما ، انة يبكر ع فراق حبيبة (رؤى) فأنة لم يفقد رؤى فقط بل فقد ( هند وشروق ورؤى)
.......
ف اليوم التالى
ذهبت رؤى الى منزل اياد ، فهى ع موعد معهم ، لتعطيهم تلك المسؤلية ، الذى تخاف عليها ان تفقدها ، وهى لا تستطيع تعويضهم بمثلها واحدة اخرى ، لتطرق الباب عدة مرات ، ومن ثم تفتح لها الخادمة وتأمرها بالانتظار الى دقائق وسوف تاتى والدتة ، وبعد دقائق بالفعل اتت فاطمة لترحب برؤى حيال رؤيتها باشتياق وحزن ع حالتها ، ودار الحديث ذلك
فاطمة باشتياق : والله انت وحشتينا جدا يابنتى؟؟
رؤى : وانتو كمان والله
فاطمة : سمعت انك كنتى تعبانة .. ياترى صحتك عاملة اي دلوقتى؟؟
رؤى : الحمدلله .. انا بخير .. بصراحة انا كنت جاية عشان اديكى دى
لتعطيها العلبة الصغيرة ، فتنظر اليها فاطمة : انت جاية عشان دى يارؤى ؟
رؤى : معلش .. كان لازم ارجع الامانة لصحبها .. لانها كانت هم ع قلبى وكنت خايفة مكنوش صونت الامانة .. استأذنك انا بقا
فاطمة : اخص عليكى يابنتى .. انت ملحقتيش تقعدى .. وكمان جاية عشان ترجعى الدبلة وتمشى .. كدة بردو ؟؟
رؤى : اسفة جدا والله يا ماما .. اكيد هيجيلوكوا تانى
ف تلك اللحظة ، كانت نرمين تنزل من الدرج ، لانها ذاهبة الى جامعتها ، فاليوم لديها اختبارها ، لتسمع صوتها ، ومن ثم لتتأكد اكثر ، لتصعد الدرج مرة اخرى مسرعة الى غرفة شقيقها ، لتفتح باب الغرفة قائلة : اياد .. رؤى تحت!!
قام من فراشة غير مصدقا : اي؟؟ انت قولتى رؤى صح؟؟
نرمين سريعا : ايوة يابنى .. تحت مع ماما انزل الحقها بسرعة قبل ما تمشى
لينظر الى ملابسة لتتحدث نرمين : مش وقتة تغير لبس .. انزل بالتيشيرت كدة عادى .. بسرعة!!
ليركض اياد مسرعا وينزل من الدرج حتى يقف بعيدا عنهم ، وهو ينظر اليها ف حب واشتياق ، وكأنة يشبع عينة منها ، لتنسحب رؤى وتستاذن ليظهر فجاة قائلا بحب وهدوء : ازيك يارؤى؟؟
لتنظر ارضا وهى تقول : عن اذنك يا ماما .. لا اله الا الله
فاطمة : محمد رسول الله!!
اياد مسرعا : رؤى استنى ممكن اتكلم معاكى لو سمحت؟؟
لتذهب هى مسرعة خارج المنزل (بالحديقة) وهى مازالت تنظر ارضا ، ليلحق بها هو ليوقفها وهو يترجاها قائلا : لو سمحتى يارؤى .. بس شوية .. لو سمحتى .. لو ليا خاطر عندك اسمعينى
لتقف هى وتنظر الى الارض قائلة : ولو ان مفيش بينا كلام تانى .. بس انا سمعاك .. اتفضل يا استاذ اياد؟!
اياد : رؤى .. متحسسنيش بتأنيب الضمير اكتر من كدة .. انا تعبان اوى .. ومحتاجلك جمبى .. ارجوكى سامحينى
رؤى : اسامحك ع اي يا استاذ اياد؟؟ هو انت دوست ع رجلى وهمشيها عادى؟؟ لا يا استاذ اللى دوست علية دة كان قل.. ع العموم الكلام مبقاش يجى بفايدة .. هيحصل اى يعنى؟؟ ف النهاية حكايتنا كانت ع اتفاق .. والاتفاق انتهى .. وانا مجرد بنت قابلتها ف حياتك زى بقيت البنات الى تعرفهم .. فلو سمحت انت سيبنى ف حالى .. وسيبنى اعيش الكام سنة اللى فاضلنلى وانا مبسوطة .. مستخسر علية الحرية ولو لمدة قصيرة؟؟
اياد ببكاء : بس انا محتاجلك جمبى .. يارؤى انا بحبك!!
لتقترب منة ف تحدى وهى تمنع دموعها من السقوط : كذاب يا اياد!!
اياد : لاء انا مش كداب .. انا حبيتك بجد!!
رؤى : وحتى لو كلامك صدق .. وانا صدقتك ووافقت .. هكون اي ف حياتك .. مراتك التانية؟؟
اياد : لاء .. هتجوزك قبلها
رؤى بسخرية : هه .. هتفرق اي الاولى من التانية؟؟
اياد : مش فاهم ؟؟!
رؤى : لو وافقت ابقى التانية هيقولوا علية خطافة رجالة وخرابة بيوت .. ولو وافقت ابقى الاولى ساعتها مش هقبل انك تتجوز علية!!
اياد : يعنى اعمل اى؟ قوليلى حل؟!
رؤى : الحل الوحيد الصح .. هو انك تتجوزها وتصلح الغلط اللى وقعت فية يمكن ربنا يغفرلك .. زائد .. تريحنى وتسيبنى ف حالى خالص!!
اياد : هتصدقينى لو قولتلك انى ولا مرة حسيت انى هبقى اب من واحدة تانية غيرك؟؟
رؤى : كل دة احساس .. وهم .. لكن بعد كدة هتتعود وهتحبها!!
اياد : طب هتصدقينى لو قولتلك .. انى بكرها ومش طايقها ومش عايز اشوفها تانى؟؟
رفعت بصرها ف بطئ لتتقابل عينة بعينيها ف شر : اهو انتو كلكو كدة!! عنيكوا فارغة .. تشوفوا الواحدة تبقى هتتطلع من عينكوا .. كل همكم تاخدوا اللى عايزينة منها .. واول ماتاخدوا اللى انتو عاوزينة .. تيبوعها وترموها لكلاب السكك .. عارف انا شايفاك مين؟؟ شايفاك احمد .. فاكر احمد؟؟ .. فأكملت وهى تبكى : كلكوا واحد!!
تبقى بصرها متعلق ببصرة لمدة قصيرة ، حتى تأتى ميرا وتقف بجوار اياد ممسكة بيدية قائلة : حبيبى انت واقف كدة لية؟؟
ليفيق اياد سريعا قائلا :
اياد بضجر : مفيش حاجة
ميرا : ازيك يا رؤى .. مش رؤى بردو؟؟
لتنقل بصرها اليها ف صمت وقد جففت دموعها ، لتتحدث ميرا قائلة : حبيبى هو انا لية مشوفتهاش يوم خطوبتنا امبارح؟
رؤى مسرعة : سورى .. مكنش ينفع اجى وانا مش معزومة!!
ميرا : اووة بقى كدة يا حبيبى .. مش كنت تعزمها؟؟
رؤى لتستفزة : متقلقيش .. هبقى اجى ف الفرح الكبير
وكادت ان تذهب لتاتى مرة اخرى قائلة : اه سورى نسيت اقولك .. مبروك  

حب مدفوع الاجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن