الفصل الرابع عشر ..( الجزء الاول )

12K 276 6
                                    

دخل سيف اوضته وهو في حالة من الغضب الشديد .. مش عارف الدنيا متخبطة معاه كده ليه ..
تايه .. حاسس انه مخنوق .. وروحه بتطلع .. صورة سمر وهي بين ايديه .. بتقوله انها مستنية ابنهم ..
صوتها وهي بتقوله بحبك .. وسامحني علي اي حاجة .. سامحني لو زعلتك .. دموعها ودمها اللي
كان مغطي وشها .. صورتها مش عايزة تفارقه .. بتشوش عليها صورة مريم .. ومضات من الذاكرة
مع مريم .. لابسة فستان ابيض وشايلها .. ضحكة وابتسامة .. دموع وخناق .. صور وذكريات بتهاجمه
.. مشهد العربية وهي بتطير بيه .. وفجاة مسك سيف راسه وقعد على الارض وصرخ بصوته كله
..وقال بصوت مخنوق ..
...آآآآآآآآآآآآآآآآه ... لييييييييييه ؟!,, ليه انا ؟!! ... انا خلااااااااص تعبت ..
سمعت سارة صوته سابت مريم على الباب وجريت عليه في الاوضة هي ومحمود وابراهيم وسهير ..
لاقوه في حالة سيئة جدا .. الجبل خلاص انهار .. استحمل كتير .. خلاص رجله خانته ووقع مبقاش قادر يقف ..
قربت منه سارة بخوف وقلق .. قعدت على الارض جنبه وبايدين بتترعش حطت ايديها على كتفه ..وقالت بعياط .
.. ابية سيف .. ارجوك اهدى ..دي مش اول مشكلة تمر بيها ,, ولا هتبقى اخر مشكلة .. انت مريت بحاجات اصعب من كده وعديتها وقدرت تتخطاها ,, الموضوع محتاج صبر ..
سيف بدموع : انا خلاص تعبت .. طاقتي خلصت .. مبقتش قادر استحمل .. مصايب فوق دماغي وبقوم وباجي على نفسي .. استحملت مشاكلي ومشاكل غيري .. كنت سند ل ناس كتيرة .. وعمري ما لاقيت انا لنفسي السند ده ..
قرب منه ابراهيم وقال بنبرة حب : احنا سندك يا بني .. احنا معاك لحد ما تخرج من اللي انت فيه ده ..
سيف بصوت مخنوق : تعبت يا بابا ,, مشاكل ومصايب فوق احتمالي ,, خلاص مبقتش قادر اقف تاني .. حتى شغلي .. مش عندي طاقة ارجع له.. ومش عندي طاقة اتابع حتى حياتي ..
محمود : سيف,, انت طول عمرك قوي .. وقادر تستحمل .. انت استحملت عذاب حياتك وانت لوحدك .. لما يبقى حواليك عيلة بتحبك وواقفين جنبك .. ومراتك وبنتك ..
قاطعه سيف بغضب : محدش يقول مراتي .. انا طلقتها ..
شهقوا كلهم بفزع ..
سهير بحزن : ليه كده يابني ؟!,, هي ذنبها ايه ؟! عملت لك ايه عشان تطلقها ؟!
سيف بحدة : ده تصحيح وضع مكنش المفروض يحصل .. انا مش عارف ازاي سمحت لنفسي ولعقلي وقلبي انهم يفكروا في حد غير فيها ..
وقفت سارة وبصت له بضيق ,, قالت بحدة :
.. اقولك انا ليه انت سمحت لها تدخل حياتك ؟! عشان حبيتها .. كنت محتاجها .. كنت محتاج حضن حنين .. وقلب يحتويك .. ولاقيت كل ده مع مريم .. انت ماارتبطتش بمريم غير لما اخدت تار سمر .. انت يمكن اه محبتهاش الحب المجنون اللي كنت بتحبه لسمر .. بس هي قدرت على الاقل تحتل مكان من قلبك .. واكبر دليل علي كده بنتكم بسنت .. لما كنت بتيجي هنا الضحكة كانت علطول على وشكم .. اخر مرة قبل فرحي لما جت لي هنا وسالتك انت مبسوط .. فاكر ردك ؟!,, اكيد مش فاكر ,, اقولك انا .. قلت لي ان مريم قدرت تمحي كتير من وجعك .. هي في حاجات في قلبك اكبر من ان مريم تمحيها .. بس على الاقل هي المرهم المسكن اللي اتحط على قلبك .. انت حبيتها ,, وحبيتها اوي كمان .. جزاتها انك ترميها كده .. انت مش بس فقدت الذاكرة .. انت فقدت انسانيتك وآدميتك .. مصعبتش عليك بنتك وانت مجرجرها وبترميها كده ؟!,, مصعبتش عليك مريم وهي بتترجاك تسمعها وتحاول بس انها تثبت نفسها في حياتك ؟!,, سمعتها وهي بتقولك اديني بس فرصة ابقى جنبك وقت وجعك .. لا مسمعتش ..
وقف سيف فجاة وحط ايده على بوقها وهي بيزعق فيها ..
.. اسكتي .. اخرسي .. مش عايز اسمع .. مش عايز ..
قرب منهم محمود وبعد سيف عن سارة اللي كانت نظراته كلها غضب وحزن وتوهان ..
محمود : امشي دلوقتي يا سارة من قدامه .. ( فضلت واقفة باصة له بغضب ,, زعق فيها محمود ) ,, ساااارة .. اطلعي براااا ..
وبالفعل طلعت هي وسهير .. واخده محمود وقعده .. وقعد معاه هو وابراهيم وحاولوا انهم يخرجوه من حالته دي ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مرت الايام .. جه اسلام هو كمان قعد في بيت ابراهيم .. ومقالش سبب وجوده معاهم .. ولا عرفهم اي حاجة ..وكانت حجته في وجوده ( ياسمين حبت تقضي يومين مع اخوها ومامتها وانا سيبتها ) ..
خالد كمان الللي بقى اغلب الوقت بقى في البيت معاهم ,, لرفض ندى انها تتكلم معاه .. وبقى يبعد عشان عدم اهتمامها بيه بيخنقه .. ومش عايز يعمل معاها مشكلة عشان مش تزيد في عنادها اكتر ..
طبعا البيت رجع تاني اتملى .. ( سيف ,, سارة ,, اسلام ,, محمود .. خالد .. وفي بعض الاحيان محمد ,, عشان شهد قاعدة في بيت باباها بعد الولادة ) ..
اصبح الوضع صعب اوي على ادهم .. انعدمت الخصوصية بينه وبين سارة .. مش بيشوفها تقريبا غير وهم كلهم قاعدين سوا .. بيتقابلوا في اخر اليوم بيكونوا هم الاتنين في قمة الارهاق .. وحتى مش بيلحق يسألها يومها كان عامل ازاي .. لانها بمجرد ما بتدخل الاوضة بتنام .. علطول وسط اخواتها .. هزار وضحك ,, بتقعد كتير مع سيف وتحكي له علي المواقف اللي بينهم ..واللي حصل في الفترة اللي اتمحت من ذاكرته بالتفصيل الممل ..
استحمل ادهم الوضع كتير وسمع كلام يحيى .. بس خلاص كان على وشك الانفجار .. ولاخر لحظة مش عايز يخسرها .. ولكن حصل اللي خلاه جاب اخره ..
راجع من شغله بعد يوم مرهق .. خبط على الباب وفتح له اسلام .. وسمع صوت ضحك سارة ملى البيت .. استفزه جدا صوتها العالي .. ولكن لما شاف اللي بيحصل وصل لقمة غضبه ..
شاف سارة بتجري وهي بتضحك .. ماسكة موبايل سيف ومش عايزة تديهوله .. وسيف بيجري وراها بضيق .. مسك رقبتها بدراعه .. وبالايد التانية اخد الموبايل منها بالعافية ..
سيف بضيق : بطلي غلاسة بقى .. انتي بجد عيلة رخمة وغلسة .. ( سابها وضربها على راسها بمرح ) ,, وبعدين يا شاطرة العبي مع حد قدك ..
سارة باستفزاز : انتي قدي .. ومش هبطل غلاسة ..
قاطع هزارها وضحكهم .. صوت ادهم اللي قال بزعيق وغضب ..
.. ساااااارة ..
انتفضت من صوت زعيقه .. اتخض اسلام وسيف هم كمان .. وراحوا ناحيتهم يشوفوا في ايه ..
سارة بتوتر : نعم ..
مشي ادهم وسبقها على اوضتهم..وهو بيقول بضيق ..
تعالي ورايا عايزك ...
بصت سارة ل اسلام وسيف بخوف ..
سيف : هو في ايه ؟!
سارة : معرفش .. فجاة كده لوحده ..
اسلام : احب اقولك انه شكله لا يبشر بالخير .. وانك النهاردة .....
قاطع اسلام صوت ادهم وهو بينادي عليها للمرة التانية .. جريت على اوضتها بسرعة ..
سيف : ربنا يستر .. انا مش عارف ازاي انا اللي جوزتها ل ادهم ده ..
اسلام : انت دبستها .. مش جوزتها بس .. بس والله كانت احلى تدبيسة .. ربنا يسعدهم ..
في نفس الوقت في اوضة سارة .. بيحاول ادهم يسيطر على اعصابه .. بس الغضب كان عماه تماما ..
دخلت سارة بتوتر وخوف ... حاولت تهدى .. وقالت بابتسامة ..
.. حمدلله على سلامتك يا حبيبي ..
شدها من ذراعها بعنف .. دخلها الاوضة وقفل الباب بالمفتاح .. وقال بغضب مكتوم وهو بيقرب منها بهدوء ..
.. لما انتي مش بتخافي من القرب كده ؟!,, امال راسمة عليا الشويتين دول ليه ؟!
بعدت خطوات لورا وهي خايفة .. ملامحه فيها شئ مرعب .. قالت بتوتر ..
.. انت تقصد ايه ؟! ,, انا مش فاهمة حاجة ..
قلع ادهم جاكيته ورماه على الارض .. وبيفك ازرار قميصه .. وقال ..
.. ما هو مش حرام عليا وحلال لغيري .. انا اولى ..
بدأ الرعب والقلق يتسرب لنفسها .. وحست ان رجليها مش شايلاها .. قعدت على الارض وضامة رجلها لصدرها .. وهي بتقول بتوسل ..
.. انتي قولتي ان مفيش حاجة غصب ..صح ؟!
ادهم بغضب : اه قلت كده .. بس لما كان معايا واحدة بتحس .. واحدة بتقاوم خوفها معايا .. مش بتقاومني .. انتي بقيتي باردة .. وبتعملي كل حاجة تضايقني .. لما انتي مش محترمة وجودي .. امال في غيابي بتعملي ايه ؟!
سارة : انت كلامك صعب اوي يا ادهم .. وفي اتهام انا مقبلوش .. انت .....
قاطع كلامها وهو بيشدها من ذراعها بعنف ورماها على السرير .. وقال بتوعد ..
.. هو انتي لسه شفتي حاجة ..
...........................................
في نفس الوقت عند اللواء مجدي ( اللي مش فاكره ,, ده رئيس سيف في الشغل ) ..
قاعد الدكتور حسن قدامه على المكتب .. في حالة سيئة .. توتر وخوف وقلق .. صمت دام للحظات لحد ما قطعه حسن ..
حسن : دلوقتي عملت اللي انت عايزه .. وخليته يفقد الذاكرة .. بس للاسف مفقدهاش كلها .. بس المهم انه نسي القضية اللي كان شغال عليها ..
مجدي بغضب : انت بتستهبل .. انا قلت لك الخطر زاد عليه اوي .. وانا عايز احميه .. عايزه ينسى حتى وظيفته عشان ميرجعش ويرجع للخطر تاني ..
حسن : انا كنت هعمل كده بس ملحقتش .. انت عارف كويس اني بعمل كده عشان سيف ده ابن الغالي .. عبدالعظيم ( ابو سيف ) كان صديق واكتر من اخ .. ولولا اني عارف ان ده هيبعده عن الخطر وعشان مصلحته مكنتش عملت كده ابدا .. انا اذيته .. بس عشان خاطر مصلحته وانت عارف كده كويس .. حطيت مهنتي ومستقبلي كله في كفه .. واني احمي سيف في الكفة التانية .. انا عرفت كل اللي كان في المستشفى بخبر فقدانه للذاكرة .. لازم انت كمان تكمل مهمتك وتبعد عنه اللي عايزين يقتلوه دول ..
مجدي بنفاذ صبر : طيب .. طيب .. المهم اثبت انت على كلامك ومتجبش سيرة باي اتفاق بينا .. انت فاهم ؟!
حسن : طيب .. طيب .. مش هتكلم .. المهم انا عايز اطمن عليه ..
مجدي بزهق : كويس .. قاعد مع سارة وعيلتها .. هو من بعد موت مراته وهو كان عايش معاهم .. وبيعتبرهم زي عيلته .. متقلقش المكان ده بالنسبة له امان ..
وقف حسن على استعداد انه يمشي وقال : طيب خلاص .. طمنتني .. كلمني لو في جديد .. سلام يا مجدي ..
مشي حسن ,, وبمجرد ما مشي رفع مجدي سماعة التليفون واتصل بشخص ..
مجدي : ايوة يا سمير باشا ..
سمير : ايه الاخبار ؟!
مجدي : كان نفسي اطمنك .. بس بردو احنا في السليم ..
سمير : ازاي يعني ؟! ,, مات ولا لا ؟!
مجدي بسخرية : يعني هو عبدالرحمن مش قالك اللي حصل ؟! .. مانا عارف انه بينقل لك الاخبار اول باول ..
سمير : مجدي اسمع ..انا قلت نخلص منه خالص .. صعب عليك وقلت بلاش قتل ده متجوز وعنده بنت .. وقلت لو فقد الذاكرة هيسيبنا في حالنا ومش هيدور ورانا .. ودلوقتي فقد جزء من ذاكرته .. يعني ممكن يرجع تاني يدور ورانا لو رجعت له الذاكرة .. اسمع بقى الشحنة دي لازم تدخل البلد في اسرع وقت .. الادوية دي لو قعدت اكتر من كده هيبقى صعب نصرفها ونخلص منها ,, اتصرف ودخلها .. مش مشكلتي .. انت فاهم ؟!
مجدي : حاضر يا باشا متقلقش .. هو اللي عامل لنا فيها ظابط شريف .. ومرضيش يكون معانا وياخد له قرشين .. بس متقلقش انا هتاكد بنفسي انه مش هيبقف ضدنا ..
سمير : مش مشكلتي .. اتصرف ,, ومتتصلش تاني الا لما تقولي ان خلاص الشحنة دخلت ووصلت المخازن ..
قفل سمير الخط .. اتنهد مجدي بضيق .. وقال في نفسه ..
.. انت اللي عملت لي فيها شريف يا سيف باشا .. اشرب بقى .. بتفتح على نفسك جبهات النار ,,
........................................
مرت ساعتين .. على سارة وادهم ..
وضع سارة المزري .. متكورة على نفسها في سريرها وشبه غايبة عن الوعي ..
بعد ما كان الغضب سيد الموقف وسيطر على ادهم وعماه .. بدأ يهدى بس منظر جنبه خلاه مخنوق وحاسس انه مش قادر ياخد نفسه ..
اخد موبايله ودخل البلكونة .. اتصل ب يحيى يستنجد بيه .. وبعد ما حكاله اللي حصل ..
يحيى بغضب وزعيق : غبي ,, غبي ,, متهور ,, والله ما لاقي وصف اوصف بيه .. انت اسوأ من ماجد .. وريني بقى هتصلح اللي هببته ده ازاي ..
ادهم بضيق : مانا لو عارف مكنتش اتصلت بيك .. ساعديني يا يحيي .. ارجوك ..
يحيى : للاسف معنديش حاجة اساعدك بيها .. انت نيلتها على الاخر .. ادعي ربنا بقى تبص في وشك تاني ..
قفل يحيى المكالمة .. غمض ادهم عيونه واتنهد بضيق .. اخد نفس طويل ودخل ل سارة ..
ولكن اتفاجئ بمنظرها .. وشها اصفر جدا .. جسمها بيتنفض بشدة .. قرب منها وحط ايده على راسها ولاقها سخنة جدا .. خرج بسرعة من الاوضة قابل سهير في وشه ..
سهير بقلق : في ايه يا ادهم مالك ؟!
ادهم : سارة تعبانة اوي يا طنط .. ارجوكي تعالي ادخلي لها ..
دخلت سهير بسرعة الاوضة .. قربت من بنتها اللي كان منظرها ومنظر الاوضة كفيل انه يحكي اللي حصل ..
بصت سهير ل ادهم بغضب اللي بعد بعيونه عنها بتوتر ..
سهير : اطلع روح نادي كريم .. او خلي اي حد من الشباب بره يناديه وتعال انت ساعدني في الاوضة قبل ما يجي ..
وبالفعل طلع خالد ونزل معاه كريم اللي اول ما شاف اسلام كان نفسه يخنقه .. ولكن كان على قدر كبير من التحكم في اعصابه .. كشف على سارة وبعد ما انتهي وكان معاه سهير وادهم اللي بقى يتحاشى نظراتهم ..
كريم : طبعا الجواب باين من عنوانه ومفيش داعي افسر سارة مالها .. هي كويسة ..جسديا ,, بس نفسيا لا اظن .. لو سمحتي يا طنط خليكي جنبها .. وحاولي اول ما تفوق تاخد الدوا ده وتشرب سوايل كتير اوي .. وانا طبعا موجود لو حصل اي حاجة ..
بص كريم ل ادهم بسخرية .. وهز راسه بضيق ومشي ..
تاني يوم الصبح .. فتحت سارة عيونها بضعف شافت ادهم جنبها صرخت حاولت تقوم ووقعت من علي السرير .. اتفزع ادهم على صوتها .. قام لقاها قاعدة في الارض .. قرب منها بهدوء .. وهي بتزحف لورا ..
سارة بعياط : ابعد عني .. ابعد عني انت واحد كذاب .. انت زيك زي ماجد .. كلكم واحد ..
ومن هنا بداية حياة جديدة بين سارة وادهم ... تفتكروا ادهم هيقدر يستعيد ثقتها تاني ؟!! ولا لا ؟!
بعتذر جدا عن التاخير ..
تصبحوا على خير ..

زوجة لاجل مسمى -  تائهة بين دوائر الانتقام  ج3 - للكاتبه اسراء احمدWhere stories live. Discover now