الفصل العاشر

3.4K 95 0
                                    

  الفصل العاشر 

" ومن هُنا نبـدأ "

لن أمل منك , اعرف أنك تحتاج لبعض الوق.. لم أصبحت هكذا , لا تقلق أنا هنا بجوارك سأكون مؤنسك دعني أقترب منك فضلاً سأضع في سماء حُزنك القاتمه نجوماً لامعه يعود عُمرها ملايين سنين ضوئيه من الحُب
لنبدأ من هُنا ... احذر حينما تشتم الورد لا تلمسه فشظاياه مُبرحه
جلس الثلاث سيدات يحتسين كوباً من الشاي , بينما جلست كُلاً من فاطمه وتميمه علي الحاسوب المحمول يشاهدان مُسلسلٍ ما
قطع تركيز الجالسين كريم وهو يأتي بعدما استيقظ من النوم تواً , ما إن رأته فاطمه حتي سارعت بقولها وهي تقوم من جانب تميمه
- أحضرلك الفطار يا حبيبي ولا تتغدا علي طول
- لا يتغدي علي طول محدش هيعمل فطار تاني , كان قام وفطر معانا
هتفت تميمه بمُزاح وهي تجلس علي الآريكه , تربع قدميها وتضع عليهما الحاسوب المُتنقل , ليرد هو بغيظ
- منا مش عارف اتأقلم علي المواعيد دي , دلوقتي عندي الليل نهار والنهار ليل
ثم استطرد وهو يجلس بجانبها من الناحيه الأخري ويبعثر شعرها البندقي
- وانتِ مالك انتِ , علي قلبها زي العسل
نظرت تميمه لفاطمه التي تجلس بجانبها وهتفت بحنق
- علي قلبك زي العسل ؟
ردت فاطمه وهي تبتسم بحنو لكريم
- جداً ده هوالعسل كُله
لوت تميمه فمهما بنزق وهتفت بنبره ضائقه مُزيفه
-لاحظوا اني سينجل وبعدين ايه عش العصافير اللي قاعدين فيه ده , قوموا وسيبوني اتابع اللي بتفرج عليـه
نظر كريم في الشاشه ليجد ضيقي الأعين ومُسترسلي الشعر يتحدثون باللغه التي لا يفهمها هو
, هتف مُتفاجئاً وهو يصفق بيديه
- الله صينين !
فغر فاه الإثنان قبل أن يرمشا بأعينهما ولم يردا عليه واكتفو بهمهمه حانقه قبل أن يستطرد ويزيد الطين بله
- صينين بياكلو الكلاب صح
هنا إنفجرت تميمه حانقه , كان يري الغضب يتأكل في عينيها كأنه سب أحداً يخصها , وما يعرف أنها لعنه الدراما الكوريه
- صنيني إيه وكلاب ايه ؟ أولاً دول كوريين .. ثانياً مبياكلوش الحاجات دي , يا أم نياظي صحي نياظي وقوليله الكوريين مبياكلوش كلااب
ثم وضعت الحاسوب بعصبيه علي الأريـكه ونهضت لتدخل غُرفتها بعصبيه , بينما ظل هو ينظر لها بتعجُب , حتماً أخطأ لم يعرف أنها ستنفجر هكذا ربتت فاطمه علي كتفه ليهتف بنبره خافته
- أنا خوفت منها والله
- معلش يا حبيبي انت مستفز برده
نظر لها بتساؤل فاغراً فاهه وعيناه جاحظتان
بينما هي كانت تسير بسرعه لتلحق بغرفتها مرت علي والدتها وهي تجلس مع صفاء وأميره لتسألها بإضطراب
- مالك يا تميمه واخده ف وشك وماشيه ليه ؟
لم تمهلها سؤالاً أخر , بل اندفعت تلقي علي مسامع والدتها ما قاله أخوها
- بيتريق علي الكوريين يا ماما
أردفت أميره تلحق بتميمه
- أه اللي بياكلو الكلاب دول
نظرت لها أميره بصدمه , ونظرات خائبه
- كنت فكراكو هتفهموني
ثم ذهبت لغرفتها تُتمتم بنزق وشفتاها لا تهدأن عن قول
- والله ما بياكلو كلاب ... والله ما صينين!
............
- ماشي وبعدين
هتفَ فارس بجديه وهو يتوسط خمسه من الظُباط الأخرين , يتنهد كل فتره ويستمع لما يُخطط له هؤلاء الأوغاد
هو يحاول أن يفهم لم؟ , علي الأقل هم أغنياء لا ينقصهم ماء ولا زاد لكـن حينما يتحدث المـال يبقي الضمير جانباً
- خلاص احنا هنراقبهم لأن حالياً معندناش أي دليل يدينهم , سُياح وجايين مصر
- بس مادلين دي معاها الجنسيه المصريه
هتفَ أخر وهو يحك ذقنه بتفكير , ليتابع صُهيب
- بردو مفيش أي حاجه تدينهم
- محدش يعمل إبلاغ عن أي شُحنه سموم في مصر كده مُمكن كل حاجه تبوظ , خليهم يحسوا اننا مش عارفين حاجه ع الأقل دلوقتي
أردفَ فارس بتمهل وهو يخاطب زملاءه في حين اعترضَ اخر قائلاً
- ما يمكن يوصلوا للمحلات والمشاتل قبل ما نتحرك وساعتها هنخسر ناس
تحدث زميل لهم يبدو علي ملامحه الجديه والحزم
- طبيعي يحصل خُساره خصوصاً إنهم مش سهلين خالص , واحنا هنعمل اللي علينا بردو
انفضَ الإجتماع وخرج فارس وصُهيب , أحدهما يُحب من جديد والأخر يتألم مره أخري
كانت ملامحه راضيه وهو يري اسمها متبوعاً برساله مُحببه لقلبه
" كُن أنت ولنفسك , فما عهدتك ضعيفاً ... ولا قلبك ينكسر "
انحطمت مشاعره , يعتقد أن حُبه ذهبَ هباءاً تلك العنيده يخاف عليها من الهـواء لا تعرف مدي خطوره ما تفعله , هو يُحاجي عنها يُخبئها بين أضلعه وضعها في قلبه وأقفلَ وأضاع المفتاح .
اختنقَ حينما تذكرَ أنها فضلت الورد عنه , نبات فضلت عليه نبات !
حاول أن يجد لها أعذاراً لم يجد إلا أنها طفله فقط
- يلا يا فارس نروح
هتفَ صُهيب وهو يدير سيارته استعداداً للعوده, ليردف فارس
- لا انا هبات في المكتب انهارده مش هروح
قطب صُهيب حاجبيه ونزل من سيارته , وعرج حين يقف صديقه وأردف بقلق
- مالك زعلان من ايه ؟ , مش بتبات هنا الا لما بتكون متخانق مع حد .. تميمه بردو ؟
أماء بقله حيله وزفر بضيق ليتحدث صُهيب مُربتاً علي كتفه بخفه
- مش عايزك تزعل , لأن بدايه العلاقه فيها خناق وصدقني أدام بتتخانقو كده يبقي بتحبو بعض جداً , انا كنت بستغرب سمر مش بتتخانق معايا ليه .. طلعت عشان مبتحبنيش
استطردَ بنبره يشوبها الأمل والثقه
- وبعدين أنا حاسس من كلامك عنها إنها بتحبك وموضوع محل الورد ده مش كفايه عشان علاقتكو تنتهي , راضيها وصدقني هي مش بتاعندك هي حاسه انك بتحرمها منا حاجه بتحبها
ثم استطرد َ بعدما فكر لوهله
- وبعدين دي هتفيدنا في الموضوع ده جداً , هتبقي الجاسوسه بتاعتنا
قاطعه فارس بنزق
- الجاسوسه بتاعتي
استكمل فارس بابتسامه راضيه
- بتاعتك يا سيدي , هااا روح بقي وفرحها يا فارس وافرح لفرحها .. انتو الاتنين لازم تكملو .
فكر في كلام صديقه ملياً كاد أن يغلق النور لينام , لكنه أغلق الباب ونزل متوجهاً لبيته , سيصلح الأمر ... سيسعدها
..............
يقف الأن أمام بيتها , عيناه متشبعه بغضبٍ دفيـن , يختبئ خلفهما ذكري ماضي آليم لن يُخمد نيرانه سوي الإنتقام . لكنه يخفيها بنظارته الشمسيه السوداء , لن يبرز كل ما عنده سيعطيهم بطاقه تحترق معهم !
هو الأن يجلس في الصالون المُذهب , رأها تدخل وتتهادي في خطواتها بفستانها الأحمر القصير والذي يتوسط خصرها شريطه سودداء كلون حذاءها ذو الكعب العالي المُدبب , يستند الفُستان علي جسدها بماله كتف واحده لتجد فرصه لتصفف شعرها علي جهه واحده , ومع اللون الحمر الذي يزين شفاها أصبحت جاهزه لتقابله
ابتسمَ بسخريه ليعلم أنها تحاول إثاره غيرته ,أشفقَ عليها لن تنجح في استفزازه هي لا تخصه بل هو يكرهها وهي لن تقدر علي إزاله الحجر وإعاده قلبه للعمل مره أخري
-منور يا زيـن
يا إلهي كم قضت من الوقت لتتدرب علي تلك الرقه التي تراقصت من بين شفتيها , نظراتها إليه مليئه بالتحدي السافر المُبهم .
نظر حلوه قبل أن يُجيب بجمود
- أمال جوزك فيـن ولا مش هيحضر القاعده الحلوه دي
انفرجَ جانب شفتيها عن إبتسامه بلاستيكيه , وهتفت وهي تُخبر الخادمه بإعداد مشروبه المُفضل وتهتف بثقه
- لسه بتحب القهوه مظبوط صح
أخيراً خلع نظارته لتظهر قلاعه السوداء , تتقد شراراً من أجلها
- والله أحب إيه ومحبش ملكيش فيه , ثم إني جاي أحذرك يا مادليـن لأخر مـره .. عشان ساعتها مش هيحصلك كويس
ذيّلَ حديثه بجملته المعهوده إليها
- هتجيلي راكعه , وساعتها مش هرحمك !
أطلقت ضحكه رنت في ارجاء المنزل , أصحاب الملاهي الليليه بالتأكيد يأخذون منها الدروس للتعلم تلك الضحكه الرقيعه
نظرَ لها بتقزز قبل أن يهب واقفاً هامساً لها بحنق
- صدقيني محدش في البلد دي هيرحمك
- شرفت يا زين
مدت يدها تصافحه , أو بالتأكيد تريه سوار الأماظ الذي يزين يدها , وخاتم السولتير , والوشم علي باطن ذراعها باللغه الإنجليزيه
كست السُخريه ملامح وجهه , ليهتف بنبره مُترفعه قبل أن يتقدم خطوتين وينظر بطرف عينيه
متوضي , ومبسلمش علي يهود !
..................
وها قد عُدنا لنقطه البدايه مره أخري , لم رؤياك غائبه عني ؟.. لم أنت بالذات ؟ ولم قلبي الذي يركض في سباق يعلن أنه سيخسره
لقد تشبثَ بأمالٍ ضائعه ظلت تغريه بأحلامٍ ورديه حتي ذهبَ خلفها .. فلم يجنِ سوي المُحال .. صارخاً بالالتئام
كانت تقف في الشرفه تحمل هاتفها يكسو وجهها خيبه الأمل بالحزن , تعلم أنها ربما تسرعت لكـن يبقي قلبها مشغولاً به
قلبت في الصوره التي تجمعهما معاً , تبتكر حديثاً من الصور لعلهُ يُخمد نيران قلبها الثائره
سمعت صوت سيارته فاختبئت خلف سور الشُرفه تراقبه وهو ينظر , لطمت وجهها بخفه حينما نظر إلي شرفتها ومشت ببطئ حتي وصلت لباب الشُرفه لتفتحه فاطمه علي عجاله وتصرخ
- بس مالله الرحمن الرحيم , ايه اللي جابك هنا يا غبيه , وماشيه تتسحبي كده ليه
كان صوتها عالياً لتكتم تميمه فمها وهي تنظر للأسفل لتجد أن يضحك بخفه متجهاً لداخل المنزل
عبست تميمه بتزيف وهي تترك فاطمه وتذهب حانقه فقد اكُتشفَ أمرها , ارتمت علي السرير ولم تترك مخرجاً لتتنفس منه بسسب ما وضعته من غطاءٍ فوقها
رساله تبعتها رساله أخري , هذا نظامه تعرفه انفرجت اساريرها فهو حينما يكتب لها رساله ترضي قلبها يبعث بالكثير وراء بعض
فتحت الهاتف لتجد محتوي الرساله
" عايز أشوفك
دلوقتي
حالاً
اطلعي برا
الشقه "
لعنته في سرها , املها قد تبخر لحظه رؤيتها للرساله لكنها ابتسمت فقد بعض الأمال لم تتبخر !
خرجت من الشقه بترقب , أجفلت حينما وجدته يستند علي باب اهتزت أوصالها وعبثت بشعرها قبل ان تنظر في ابريقه العسلي وتجفل مره أخري بسبب نظرته التي لم تعرف كيف تفسرها حُب أم رضا أم أمل
هي تشمل معاني حلوه لم تشعر بلذتها إلا حينما إحتضنها هامساً
- بحبك وهعمل أي حاجه عشان أبسطك , افتحي المحل اللي عايزاه
رفعت وجهها وعيناها جاحظتان مُقلتاها تُخبره بالكثير لكنـه لم يستجب إلا حينما رأي في عينيها الحُب والرضا
سأحمل قلبك في قلبي ولنجعل الثقه هي مفتاح الحُب بيننا
- بجد يا فارس ؟ ,, ولا بتراضيني وخلاص
قبل يدها وتلك المره الأولي التي يفعل , عضت شفتيها خجلاً وهي تراه يتمتم بابتسامه حانيه
- لا , المرادي حقيقه , هعمل اللي يريحك وبتحبيه يا تميمه
احتضنته سريعاً وتلك المره كانت تسمع دقات قلبه كأنها وتيره واحده وترنيمه تُخبرها بعشقه
يتبع 

شظايا الورد بقلم/ سارة عاصمWhere stories live. Discover now