الفصل الثاني عشر

2.9K 99 0
                                    

  الفصل الثاني عشر 

" الأقدار تتهاوي "

قف كذعٍ صلب ولا تبتئس بما يحدث حولك , سيعطيك الله صبـراً تتعب منه وتسجد له باكياً
فالموت وإن كان حقيقيهً هو جنه للمؤمن وبئس المصير للكافر
.......
بحر عينيها يخبره بأن هناك شيئ ما في طفلته , هي خائفه من أن تخبره بشيئ ما
ضيق عيناه واقترب برأسه منها وسأله بإبتسامه عابثه
- مش هتقوليلي بقي مالك يا ملوكه ولا ايه ؟
اضطربت قليلاً قبل أن تنظر إليه بطفوليه , وهمست بنبره خافته وهي تعض شفتيها
- طب مش هتزعل مني لما تعرف
أدار رأسه يميناً ويساراً دليلاً علي إجابته بالنفي وأمسك يدها وقبلها بلطف ناعم
- تؤ مش هعملك حاجه , أنا عمري زعلتك
-لأ بس..
اندفعت مره واحده تقول له ما حدثَ أثناء ما كانت تتنزه في الخارج بحديقه الأطفال دون انقطاع خشيه من عقابه بألا يحدثها لأنها لم تخبره من بدايه الأمر
- ماما جاتلي لما كُنا في الملاهي وكان معاها واحد كده وكانت عايزه تاخدني في العربيه , وقالتلي يوم ما اعوز أخدك هاخدك
اتقدت عيناه شراراً حالما انتهت من كلامها , وقبض علي يده حتي برزت عروقه , وهدرَ باسم مربيه ملك حتي أتت سريعاً مهروله تكاد خطواتها تتعثر
- لما مادلين شافت ملك مقولتليش ليه ؟
تهدجت شفتاها واضطربت أوصالها حتي هتفت بإضطراب
- منا جـ جـيت أقول لحضضرتك امبارح , قثلت مش عايز حد يزعجني
حذرها بصوتٍ هادئ بعدما تحكم في أعصابه لوهله
- لو مادلين قربت من ملك انتِ المسؤله قُدامي بعد كده , وهبعت معاكو حراسه ... أو ملك هتخرج معايا بعد كده
انصرفت المُربيه من أمامه بينما هو ارتمي مره أخري علي الأريكه يفكر , الغضب يجتاح عروفه كل انشٍ في جسده مُغتاظ منها , هي تحاربه في نقطه ضعفه - إبنته- تتخذ من زوجها سلاحاً لا تعرف أنه سيجرها بالتأكيد
أغلق عيناه بقوه زافراً بحنق صدره يعلو ويهبط جراء مشاعره الثائره , وجد من يرتمي في حضنه ويداه تلتف حول رقبته .
ربت عليها بحنو وقد سمعها تهمس
- بابا أنا مش عايزاك تسيبني ومش عايزه أروح معاها
تمتم ببطئ وهو مازال مُغمض العينين , أسود القلب من ناحيه زوجته السابقه وزوجها المُختل الغادر
- متقلقيش مش هسيبك ليها أبداً .. ولا حتي بعد ما أموت
.....................
الظابط المرموق الذي تقشعر له الأبدان وتُرفع القبعات له وتختل الأوصال عند رؤيته , يجلس الأن علي مائده الإفطار يُحايل حبيبته حتي تأكل
- يا تميمه تعالي كُلي بقي خلصيني عايز أنزل الشُغل
نطقت من بين أسنانها وهي تنظر له شزراً
- قلتلك مش جعانه , ملكش دعوه بيا بقي !
تدخلت أميره قائله بلطف حتي تمنع المشاجره التي ستحدث بين الإثنين
- تميمه حبيبتي أعملك ساندوتش طيب وانتي قاعده مكانك , مش لازم تيجي تقعدي هنا
لانت نبرتها وأجابت بهدوء وعلي وجهها نظرات طفوليه وتقدمت حتي كادت أن تخرج من الشقه
- لا شكراً يا طنط أنا همشي بقي عايزه حاجه
- لاشكراً يا حبيبتي
نظرَ لها بصدمه , بالتأكيد سيتعب كثيراً حتي يتأقلم علي التعامل معها , وكزته أميره في ذراعه قائله بابتسامه شغوفه
- متخطبها يا فارس!
جحظت عيناه , وتشردق بالطعام حتي أعطته والدته الماء ونظرت له بنصف عين قائله
- ايه ؟ مش عايز تخطبها .. أصل في عريس متقدملها و..
قاطعها بنبره مُزمجره وقد ترك ما بيده
- نعم عريس مين ده ؟؟ لا مفيش الكلام ده
ضيقت عيناها ونظرت له وحاجبها الأيمن مرفوع
- يبقي تروح تخطبها يا قلب أمك , المرواح والمجي مع بعض ده مش نافع يا حبيبي
- أنا بس مستني أخلص م نالقضيه اللي معايا , وبعدين بابا مفاتش عليه إلا كام شهر !
ابتسمت لها بحُزن حالما نطق بذكري والده وأردفت باشتياق
- الله يرحمه كان هيبقي فرحان بيك أوي يا حبيبي , وبعدين الخطوبه هتبقي علي الضيق عشان يبقي في حاجه رسمي بس
حك ذقنه بتفكير وأماء بصمتٍ وهتفَ باقتناع
- اممم فكره كويسه برده , علي بركه الله
التمعت عينا أميره بفرح وقامت من علي المائده التي كانت تتوسطها قائله بشغف
- حلو أوي أروح أقول لليماء بقي وصفاء , خلينا نفرح
ضحك بشده لكنه امسك يدها قبل أن تقوم من مجلسها
- سبيني أنا افاتح تميمه الأول , عايز أشوف رده فعلها

شظايا الورد بقلم/ سارة عاصمWhere stories live. Discover now