14

2.8K 91 0
                                    

الفصل الرابع عشر
" نقطه ومن أول السطر "

أمسكَ بورده حمراء زاهيه اللون ومزهره , لكن شوكها كان مؤلماً كز علي أسنانه قليلاً قبل أن يعطيها للعامل خلفه قائلاً بنبره فاتره
- استنشقها !
أخذها العامل بسعاده ظناً منه أن سشتم رائحه عطره ولم تخب ظنونه فرائحه الورد المُسكره أردته قتيلاً فور استنشاقه لها ..
وقع علي الأرض ميتاَ قام أتباع كارل بجرجرته نحو الخارج وإلقاءه في ماء البحر ليقال أنه مات غرقاً .
- اللعنه كنت أحب ذلك الرجل
ابتسم كارل بلؤم وهو يتفحص المشتل بدقه , وهو يهتف بنـبره خبيثه
- كم بقيت تلك الزهره في الخارج بعد أن كانت في السم ؟
-اسبوع سيدي
أضاف قبل أن يخرج من المشتل
-رائع
وقف نظر لمن حوله بعنجهيه قبل أن تأتي الحيه الرقطاء وتقف بجانبه هي الأخري , وضعت يدها في جيب بنطالها وهي تري الأزهار توضع في سمٍ بغيض كمثل تفكيرها الأسود , أردفت بنبره تشبه فحيح الأفعي وما هي بغير ذلك
- لقد تم الأمر أخيراً , حسناً سيتم توزيع الزهور علي المتاجر قريباً
أمسك يدها وانحني ليقبلها بحركه مسرحيه , لا تخلو من الإبتسامات البلاستيكيه
- عزيزتي , أحبك بقدر ما أحب عقلك المدبر
أطلقت ضحكه في الهواء ساخره بقدر ما مُعجبه , دورها كالزوجه الحبيبه التي تدين بديانه غير دينها مُتقن حتي الأن ..
- دعنا لا ننكر دورك في التنفيذ عزيزي لو لم تكن أنت لما حدث شيئ
انسلت ابتسامه راضيه من جانب فمه , وهو يتابع ما يحدث أمام عينيه
قلوبهم غائبه , أعينهم راصده .. لكن سينالون العقاب ولو بعد حيـن
..........
كأن دلو ماءٍ سُكب علي رأسها بقوه , لدرجه أنها ارتشعت لكلماته مثلما ارتشعت لبروده الماء
وقفت عند كلمه سمر , أتلك هي التي حكي لها فارس عنها من قبل , أردفت بما لا يتناس مع الموقف قائله بزهو
- أنا أحلي منها
نظر لها شزراً لتضع وجهها أرضاً وهي تبرم شفتيها بتوجس , ويهتف هو الأخر بحنق
- صبرني يارب
أشارت فاطمه للأسف نحو سمر قائله بلهفه
- تميمه الحقي دي داخله المحل بتاعك
نظرت تميمه للأسفل وهي تراها تردف داخل المحل .. فغرت فاهها بتعجُب لكنها ما لبث إلا أن نظرت لفارس بطرف عينها وعدلت من ياقه ملابسها وخرجت  من الشرفه لتنزل لأسفل تري من  سمعت عنها يوماً
- أهلاً .. حضرتك تؤمري بإيه
نظرت لها سمر من رأسها لأخمص قدميها , بنطالها الجينز الواسع وقميصها الأبيض جعلها تتعجب , كيف لفتاهٍ أن ترتدي تلك الملابس
أدركت تميمه ما تفعله وحمحمت لتلفت إنتباهها مره أخري قائله بحزم
- يا مدام , حضرتك عايزه إيه
قطبت سمر حاجبيها بضيق لتقول من بين أسنانها
- أنا مش مدام يا أنسه
نظرت تميمه للصغيره بلا مُبالاه قائله بنبـره فاتره
- أياً يكن , في حاجه مطلوبه مني
-جايين نتفرج علي المحل , وملك أصرت تيجي تطمن علي محل باباها
رفعت تميمه رأسها تفكر بتمهل حتي أدركت أن تلك سكرتيره من سيشاركها المتجر , أماءت براسها قبل أن تتجه نحو مقعدها أما المكتب وتجلس عليه حالما ينتهون من جولتهم
- إنتي بقي خطيبه فارس !
كست ملامح الإستغراب وجهه تميمه لكنها استعادت ثباتها بعد أن حدقت بها لوقت
هتفت بزهو وهي مازالت ترمقها باستغراب
- قريب إن شاء الله
رمقتها سمر مطولاً وهي تتفحصها مره أخري وأردفت وهي تزيح عيناها بنبره لا مُباله عكس ما يعتمل داخلها من غيظ
- امممم , أحسن من خطيبه صُهيب الجديده
استرعت انتباهه بحديثها اللئيم لتنتفض من علي كرسيها وتدور حول المكتب قائله بنبره مُتحديه
- طب منتي متابعه أهو
ضحكت الأخري بسخريه قبل أن تُجيب
- لا والله الأخبار بتجيلي لحد عندي
أغمضت تميمه عيناها بنفاذ صبر قبل أن تُضيف وهي ترمقها بنزق
- بالعكس أنا حاسه إن دي أول مره صُهيب يختار فيها صح
كان الدم يغلي في عروقها حتي أصبحت وجنتيها شديده الإحمرار جراء غضبها السافر , أردفت بعصبيه وهي تمسك تميمه من ملابسها بحده
- متحترمي نفسك .. أنا متقارنش بالبيئه دي
أنزلت تميمه يدها الموضوع وهي ترمقها بتقزز قائله بنبره قاسيه
- ايدك دي متتحطش عليا تاني .. مبحبش أتوسخ !
تلك المره كان الـرد صفعه علي وجهها , أمسكت تميمه وجنتها غير مُصدقه بينما فزعت ملك من هول ما رأت واحتمت بطاوله وضع عليها بعض الورود
كان الغضب يتأكل من ملامح تميمه لترفع يدها هي الأخري وترد الصفعه بأقوي منها , وتمسكها من ملابسها وتلقيها بالخارج وتقول بصوتٍ عالٍ وغاضب
-متجيش هنا تاني , ولما اللي مشاركني يحب يطمن يا يجي بنفسه يا يبعت واحده تانيه
كانت سمر تنظر بصدمه لما حدثَ لقد اُهينت أمام الجميع , سبتها علانيه قبل أن تمسك بيد ملك بقوه وتركب السياره وقد رُدَ إليها كيدها !
- تميمه انتي كويسه ؟
هتفَ فارس الذي كان يقف علي مقربه من تميمه التي كانت احدي وجنتيها محمرتين بشده , أخذها لأعلي بعدما أقفلت باب المحل الخشبي وهو يحاول أن يستنبط ما حدث إلا أنها حينما أزاحت شعرها من علي وجهها ظهرت أثار الصفحه لتجحظ عيناه وهو يري مكان يدها بالتريج علي وجهه صغيرته
زفر بقوه قبل أن يهدر
- منادتيش عليا أو علي أخوكي ليه؟
أردفت هي بغضب
- منا رديتهولها وأجمد منه وطردتها كمان زي ما شفت
هتفت لمياء وهي تضع الثلج علي وجنه تميمه بحسره
- المحل ده أنا قلت هيجيبلنا المشاكل مسمعتيش كلامي .. أديكي انضربتي
ضحكت تميمه بخفه وهي تتذكر , وتبعتها فاطمه التي كانت تراقب من أعلي ما يحدث هي وزوجها
-بس ايه زقيتي البت وقعت علي وشها ,, بتروحي جيم فين يا تميمه ؟
أدرفَ كريم هو الأخر بضحك
- متقعدي في حته انتي كمان .. في الشهور الأولي ومش قادره تقومي أصلاً
وكزته في ذراعه ليدير ذراعه نحوها وهو يهتف بلباقه
- بس بحبك بردو
قاطعهم فارس بقوله وملامح وجهه مازالت مُنقبضه
- بس بردو كان لازم يبقي معاكي حد
- خلاص أنا شفت شغلي معاها
قطب حاجبيه قبل أن يتساءل
- صحيح هي قالتلك إيه لكل ده ؟
صمتت وهي تعض شفتيها لا تريد إخباره وفي نفس الوقت تريد إخباره لينبه صُهيب
أغلقت عيناها ليفهم هو أنها لا تريد التحدث الأن , أضافَ بحزمٍ زائف وهو يغطي علي الموضوع
- حتي لو شتمتك عشان دوستي علي رجلها , ايدك متطولش
هبت هي بعنف قائله
-ضربتني الأول
رمقها بنزق قبل أن يهتفَ بقله حيله ونفاذ صبر
- عيله صغيره !
غمز بعينيه قبل أن يتجهه للخارج , وهو يلعن مقابلته لتلك الشمطاء مره أخري
............
- انتي غبيه ايه اللي عملتيه ده , انا موديكي عشان تطمني علي المحل تقومي تدخلي مشاكلك الشخصيه ليه ؟
صرخ زيـن بغضب , وصدح صوته في ارجاء المنـزل لتبكي الواقفه أمامه لتحكم خطتها الواهيه
- أنا معملتش حاجه هي اللي قالتلي انتي مكنتيش تنفعي تبقي خطيبته .. هي اللي جرت شكلي الأول
- وانتي صغيره بقي عشان تعملي اللي عملتيه ؟؟
كان حانقاً لما فعلت ..مسح علي وجهه بقوه وهو يراها تبكي وتنظر أرضاً , لتخف حده صوته قائلاً
- بعد كده متروحيش هناك ,, أنا اللي هشوف الموضوع ده .. مهمتك الشركه وبس !
أغلقت عيناها بقوه وتستمر في إرتداء قناع التزييف , مالها ومال الشُرفاء لتذهب لمن تسود حياتهم حتي الممات
أمسكت حقيبتها وتمتمت قبل أن ترحل
- عن إذن حضرتك أنا همشي دلوقتي
أشار لها تجاه الباب دون أن يتحدث , لتغلي أكثر داخل نفسها .. أما هو بقي يزفر في ضيق ويبعثر شعره بعشوائيه حتي أتت ملكته الصغيره هامسه بهدوء
- علي فكره ميس سمر بتكدب
انتبهت حواسه لحديثها , ليشير لها بالإقتراب إلي أن أجلسها علي قدمه قائلاً بتودد
- طب احكيلي كده ايه اللي حصل يا ملوكه
قصت عليه ما حدث وهو يومئ برأسه أثناء حديثها , وهو يفكر من زرع تلك المرأه داخل بيته وشركته , وبالطبع  كانت أول من تأتي في مخيلته زوجته السابقه ... الحيه التي تلتف حول رقبته منذ أكتر من سنه
-ماشي يا ملوكه , متقوليش بقي لسمر انك قولتيلي
لوت شفتيها بتأفف وهي تهتف
- مبحبهاش أصلاً , ومش هروح معاها في حته تاني
ابتسم هو من بين غضبه وتفكيره , ليقبلها وينزلها من علي قدميه ويلتقط هاتفه  ويضرب رقمها مُنتظراً الرد
..............
أسندت كأس النبيذ المُعتق علي الطاوله وتناولت هاتفها وهي تبتسم حالما رأت هويه المتصل
أردفت بتلذذ
- هاا عملتي ايه ؟
أجابت الأخري وتبدو من نبرتها أنها لم تتقن ما فعلت
- مفيش زعقلي
انتفضت مادلين بعنف وهي  تحاول السيطره علي نفسها
- نعم حصل ايه معاكي؟
ستنفجر غضباً مما تسمع , لقد خسرت المعركه الأولي لكنها تسند الأثقال إلي الوراء حتماً هي ليست سهله أغلقت الهاتف والأخري لم تنهي حديثها لتجد إتصالاً منه هو الأخر وكأنها كانت الفتيله التي اشعلت غضبها أكثر حينما سمعت نبرته المتشفيه
-لما تبعتي حد يتجسس عليا , إبعتيه ناصح شويه
هدرت بصوتٍ صاخب
- عايز ايه يا زيـن مش فايقالك
ضحك هو الأخر مُتلذذاً باستفزازها ولم يكتفي هو بذلك بل أردفَ بنـره عابثه
- تحبي أبعتلك واحده تتجس عليا ولا إيه ؟ شوفي وانا تحت أمرك في أي حاجه يا ماد
استطرد بلؤم
- مش كارل بيقول كده بردو ...
لم يمهلها فرصه للحديث وضحك بقوله قائلاً
- ابن اللعيبه عارف انك مجنونه عشان كده بيدلعك ويقولك يا ماد , ع العموم كنت بهنيكي علي خطوتك الفاشله ... سلام
من يراها يقسم أنها كانت في جهنم , شعرها التي بعثرته وجنتيها الحمراء بشده , كل شيئ فيها ينم عن غضبٍ سافر سيتبعه إنتقامُ شديد ...
..........
كان فرحته عارمه هو الأن ينتقي بذله فرحه مع صديق عُمره كانت تلك المـره الأولي التي يشعر بها بالإطمئنان تجاه أحدهما نبرته وهو يتحدث نظراته لتقاسيم وجهها الرخيمه ,حزمه إذا اقترفت شيئاً خاطئاً كل هذا يعشقه ولأول مـره
للعشق ليس بقوانيـن .. بل هي تدرجات من الإعجاب حتي الحُب ثم التعلق لنصل لمرحله العشق الأبدي ...
............
ككل يوم يتجمعان الثلاثه يقرؤن القرأن .. لمن مات ودُفن ولم يبقَ إلا حُسن سيرته
تجلس لمياء في المنتصف تقرأ لزوجها " عبد الله " وهي تبكيه ألماً وحزناً وفراقاً
بينما تجلس كل من أميره وصفاء علي الجانبين منها تقرأن لم وصل بينهما بعد مماته
فما أجمل من يظل يشتاق حتي بعد الرحيل .. ألي هذا من حُسن الإختيار
- لو فارس شافك هيرميكي من البلكونه صدقيني
أردفت فاطمه وهي تري تميمه ترتدي فستاناً قد تعدي ركبتيها بقليل لكن ذراعيه مكشوفان , ومقدمه رقبتها كذلك , لتهتف تميمه بقلق
- ربنا يستر هحط الشال عليه بقي
- تميمه انتو خارجين مش رايحين فرح
نظرت لها تميمه شزراً وهي تضع لمساتها الأخيره من مساحيق التجميل
لتهتف فاطمه بمكر
- فارس وصل .. استلقي وعدك
خرجت فاطمه من الغرفه سريعاً قبل أن تقذفها تميمه بشيئ ليدخل هو ويطلق صافره اعجاب ويتقرب منها
- ايه القمر ده
تهللت أساريرها وأردفت بسعاده
- بجد عجبك
أماء هو برضا
- أمال ميعجبنيش ...
وقف علي باب الحجره وهتف بإبتسامه بلاستيكيه علي شفتاه
- خمس دقايق والاقيكي مغيره الفستان ولابسه حاجه مقفوله
ثم خرج متمتماً بقله حيله وهو يضرب كفاً علي كف
- قال عاجبني قال ؟ .. عاجبني يبقي في البيت انما خروج عاوزه تفضحنا !
برمت شفتيها بضيق طفولي وهي تعيد كلامه بشكلٍ مُضحك , ليقول هو من الخارج
- سمعتك علي فكره
لتصمت هي تلك المـره ولكن تبتسم بعدها بحب وهي تغلق الباب وتبدل ملابسها كما يليق ....

شظايا الورد بقلم/ سارة عاصمΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα