الفصل السابع عشر

2.6K 85 3
                                    

الفصل السابع عشر
" فرصة أخري "
سأعطيك أخر قطعه من قلبي لتكون قد ملكته كله , لتكتمل خيوط العشق بيننا وننسج الأحلام من جديـد ونقضي علي كل ما يعكر صفونا
استقرت قدماها علي الجبل وهي تلتقط أنفاسها بعد أن صعدت نصفه تقريباً ,وقفت تنظر بهيام لجبل " الهوا" كما يُطلق عليها في أسوان , لا تصدق أنها الأن ترتدي بنطال من الجينز وتيشرت أبيض فضفاض ليسهل حركتها كانت تتمسك به جيداً لئلا تفلت رمقها بنظره مستفهمه وهي تنظر حولها بريبه وتتمسك بذراعه بقوه
- مالك ي تميمه , دراعي هيتخلع في ايدك
أردفت بنصف عين وهي ترمق بشك , وتشدد علي قميـصه بعنف
- انتي مطلعني علي الجبل علشان ترميني صح ؟
جحظت عيناه بصدمه وفغر فاهه بتعجُب ثم أغمض عينيه بقوه وفتحهما ليراها تنظر بصعبانيه وتهتف وهي تشير إلي نفسها
- أنا كنت عارفه من الأول انك عايز تتخلص مني , بس ليه يا فارس ده أنا تميمه حبيبتك
لم يستطع الكلام هربت الحروف من علي شفتاه وتجمد عقله إثر كلماتها التي لا معني لها , أما هي فأخرجت لسانها وهي تتقدم أمامها تمشي بأريحيه وتغز لهُ من فوق كتفها ليضرب هو كفاً بكف متمتماً بحنق يتبعه عشقٍ دفيـن
- مجنونه أقسم بالله وهتجنني معاها ... بت اا تميمه استني يابت
لحق بها وحاوطها من كتفها وساروا معاً نحو الأضواء المُبهره يبتسم لها تاره وهي مشغوله برؤيه ما علي الجبل
جمعهما القدر معاً لآنها متشابهان ومُختلفان ! , كانت فرصه استغلوها حتي بقيا معاً مهما تكالبت عليهم الأقدار وجاهدت لتفريقهما في النهايه جمعها خاتم يلتف حول اصبع كل منهما ليذكرهما كم يعنيان لبعضهما البعض !
........
اليوم التالي
حينما تدفعك الفُرص لتحب شخصاً غريباً لم تتخيل يوماً أنك ستملكه في حياتك
هاتفه يرن لكن لا رد , اختلج قلبها من بين ضلوعها أهو حزيـن ألتلك الدرجه كان يبغض ذلك الموضوع وهي بحماقتها فتحت جُرحاً ينزف كان قد كتمه منذُ فتره ..لكنـها الأن أصبحت قلقه عليه ! خمسه وعشرون إتصالاً ولا مره كان عليها مُجيباً
حتي أنها هاتفته من رقمٍ أخـر لكن نفس النتيجه
زفرت بتمهل وهي تتحدث علي الهاتف وتقضم أظارفها بعصبيه
- أنا هتجنن ده مبيردش خالص يا تميمه
أجابت تميمه من الطرف الأخر وهي تضع طلاء الأظافر بطمئنه
- متقلقيش يا بنتي هتلاقيه مش مسامع الموبايل أو نايم
ردت أمنيه بحده وهي تتلفت في الغرفه بسرعه شديده
- طول اليوم مش سامع الموبايل لا والله ؟ , أنا غبيه أنا اللي زعلته
قطبت تميمه حاجبيها بتعجب وأثرت الصمت فتره , حتي هتفت أمنيه بنـبره خافته تحمل في طياتها الحُزن
- طب علي الأقل يطمني عليه بس
أردفت تميمه بنبـره سريعه وقد تذكرت شيئاً
- صحيـح ده طالع مأموريه مع فارس تلت أيااام ... أوبس أنا عكيت الدنيا
برمت شفتيها وقد أدركت ما قالته , حتي تطمئنها عليه أخبرتها بطريقه غير مُباشره أنه لا يبالي بها فقد رحل دون اخبارها حتي
- ءءء أمنيه معلش هتلاقي كان عنده ظروف و..
قاطعتها امنيه باختناق وقد تجمعت الدموع في أعينها وتبادرت بالسقوط علي وجنتيها غير آبهه بما تقتطعه من مسافات علي وجهها الأحمر
-تميمه لو سمحت أنا هقفل
لم تنتظر رد الأخري التي ظلت تهتف بإسمها علي الخط الأخر لكنها أغلقت , لقد اطمأنت وسمعت ما تنتظر سماعه .. لكنـه لم يخبرها  .
تُري أهو لا يهمه إخبارها أم أن حُزنه كان طاغياً لتلك الدرجه هي لم تخطئ ليعاقبها برحيله دون اخبارها ثلاثه أيام لن تعرف عنـه شيئ
لقد نبشت في ذكريات الماضي الأليمه لكنـها لم تكن تقصد , هي فقط كانت تريد أن تضمد جراحه لكنها لم تعرف أنها ستفتحها لتنزف من جديد
........
- الا قوليلي يا سمر كنتِ شغاله فين قبل ما تشتغلي معايا
اصطنعت الرقه وهي تجاوب عليه , هي الأن ترتدي أقصر وتصبغ وجهها بما وُجد من مساحيق التجميل
وضعت القهوه وهي تبتسم قائله
- كنت شغاله سكرتيره في شركة اولات لراجل اسمه
- عبد الحميد البهجي
استغربت وكست الدهشه ملامحها ,وكادت أن تنطق لكنه أمسكها من شعرها بقوه شاداً إياه بعنف وهي تصرخ لئلا ينقذها أحد .. لكـن لا مُجيب
- كنتِ فاكره انك هتضحكي عليا ولا ايه فوقي ... انا بعرف عنك كثل حاجه يا سمر كُل حاجه
ثم استطرد وهو يطبق علي شعرها بقوه أكثر
- ودلوقتي يبقي لازم يتقلب السحر علي الساحر انتِ هتشتغلي لحسابي وتقوليلي مادليـن بتخطط لإيه سامعه !
استبطئ ردها فهتفَ غاضباً
- انطقي .. سامعه
كان صوته هادراً في أرجاء المنزل لتقول هي بنبره مُتالمة
- سامعه سامعه
كانت تجلس أمام مادليـن لا تعرف كيف تُجيب علي أسئلتها المُتتاليه عن زيـن لكنها أردفت بنبره خافته
- بقاله يومين معرفش عنه حاجه ... سافر بني سويف
عضت مادلين شفتيها بقوه وهي تهذي بنزق  أما سمر كانت شارده فيما تفعله لو اُكتشفَ أمرها مع مادليـن ستموت لا محاله , أما لو أخطأت مره ثانيـه مع زيـن سينتهي أمرها بالتأكيد
هزت رأسها وهي تقوم من مجلسها تسأل مادلين في شيئ من عدم الإتزان اذا كانت تريد شيئاً
- عينك عليه لما يجي , مش عايزه حاجه تعدي منك
أماءت ببطئ قبل أن تخرج من المكتب قلبها يدق بعنف .. قلبها الأسود الذي لم تستطع إيقافه عن أطماعه
........
-خلاص يا ماما مش قادر كفايه كده
هتفَ زيـن بضحكه ووالدته تقوم بإطعامه كما لو كان صغيراً , تضع حفيدتها علي قدمها تدللها منذ أن جاءت
أما شهـد كانت تضع عيناها في طبقها لا تُرفع إلا حينما تتحدث إليها عمتها , لاحظَ زيـن ذلك وأراد أن يشاكسها قائلاً
- إيه يا شهد مبتشركيش معانا في الحوار ليه؟
رفعت عيناها لكن تلك المره بتفاجئ فهو لم يتحدث معها بعد حديث البارحه والأن عادت روحها من جديد
الإبتسامه هي التي انسلت علي وجهها , لتقول بنـبره مرحه
- لا والله عادي , أنا مركزه ف الأكل بس
أضافت عمتها وهي تنظر لها بخفيه
- أه طبعاً عشان كده واقفه علي رجلك من الصبح بتعملي الاكل .. اهتمي بيه بقي يا حبيبتي
ثم اضافت وهي تحدث ملك
-يلا يا ملوكه نقوم نغسل ايديها واوريكِ الشجرة بتاعه المانجه بتاعتنا
احمرت وجنتاها خجلاً وهي تستمع لحديث عمتها الذي اصاب وتراً حساساً داخلها ,لم يمهلها لتفكر وأجاب بدلاً  عنها
- ولا بتفكري ف حد ؟
- لأ لأ , والله مش بفكر في حد
ابتسم هو بهدوء وعيناه لا تحيد عنها ينظر اليها بعمق , وأجاب بنبره رخيمه
- ومالك اتنفضتي كده ليـه , نا بتكلم عادي
اخفضت عيناها أرضاً خجلاً مره أخري تريد انتهاز الفرصه للحديث معه لذلك اردفت بنبره مهزوزه وخافته ..
- انت قاعد هنا قد ايه؟
استغرب من حديثها وهتف بمرح
- عايزاني امشي ولا ايه ؟
- لأ لأ , والله متمشيش
نظرَ لها بنصف عين وابتسامة ساحره اردتها قتيله  وهتف
-اقعد ؟
اجابت وهي تنظر أرضاً كما عهدها منذ أن جلست علي الطاوله
- أيوه
أراح ظهره للوراء وهتفَ بعبث
- يبقي مش همشي .. !
يتبع
#ساره_عاصم

شظايا الورد بقلم/ سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن