الفصل الخامس عشر

2.7K 80 0
                                    


الفصل الخامس عشر 

" قدري هو أنت "

لا اعترف بشيئ سوي القدر الذي أبقاني معك حتي الأن , أحب كوني بين يديك وحفوره في ثنايا قلبك .. لا أريـد سوي البقاء معك إلي الأبد .. لا أريد وعوداً يمزقها الزمن بل أريد أفعالاً تثبت أني اخترت رجلاً
......
يتزاحمون حتي يصلوا للمشفي , جميعهم مُصابون بالتهاب رئوي حاد , أنفاسهم متلاحقه شفتاهم زرقاء وجوههم خاليه من الدماء ونبضات قلوبهم مُنخفضه تكاد تتلاشي , منهم من افترش الأرضيه وزُهقت روحه ومنهم من ينتظر أن يُشفي وماهو بمشفي
تخيلات في عقلها الأسود , تريد أن تميت عاشقي الورد لتظفر بالمال , عزائها أن الورد لن يقضي سوي شهر وبعدها سيمنع تداوله داخلها !
وأي شهرٍ سيمنع الفوضي التي ستحدث .. ستُجازي يوماً ما علي فعلتها
اقتطع خيالاتها صوت كارل وهو أتٍ يترنح ولا يري أمامه بسبب ما تجرعه من خمرٍ ونبييذ في الملهي الليلي , قميصه مبعثر وجاكيت بذلته يمسكه بيديه المرتجفتين
رمقته بتقزز قبل أن تشيح عيناها عنه هاتفه في قراره نفسها
- بعد أن أنتهي سأتخلص منك حتماً
- عزيـزتي
سمعته ينادي لكنـها أصرت أن تتجاهله لا تريد الحديث معه في كيفيه صرف الموال علي النبيذ , يأتي كل يومٍ مخمور لا تعلم هل يبوح بأسرارهما في الخارج أم لا
جلس أمامه وهو يرتمي علي المقعد عيناه شبه مغلقتان , وشعره مشعث كالـعاده , انتبهت أنه أمامها فهتفت بصوتٍ صارم
- لا تحدثني وأنت مخمور يا كارل , أفق أولاً
اشاحت عيناها لكنها توقفت عند تلك الشفتين الحمراوتين اللأئي طبعن علي قميص زوجها!
برقت عيناها بالشرار الحارق لتنظـر له بحقدٍ دفيـنٍ .. ولكـن ماذا ستجد من يهوديٍ بالطبع ليس ركوع في مسجد ولا طهاره مسلمين !
............
- هتخطبني امتي
أردفت تميمه وهي تجلس أمام فارس في مطعم يتناولون طعام الإفطار بينما هو يرتدي زيـه العسكري يجلس بهيبه وآنفه , هي ترتدي بنطال جينز وتيشرت من اللون الأزرق مرسوم علي كارتونها المُفضل " داني الشبح " كز علي أسنانه بحده وهو يهتف بنفاذ صبر
- ايه اللي انتِ لبساه ده ... انتي لسه صغيره يا تميمه ؟
نظرت لما ترتديه بشفتين متبرمتين , وحولت نظرها إليه سريعاً قائله
- ده جميل أوي وبعدين ما انت منبه عليا ملبسش فساتين حصل !
أردفَ بقله حيله
- حصل
- متتاجهلش سؤالي بقي
قلبَ عيناه بحيره , ثم هتفَ بنبره فاتره
- أخر الإسبوع إن شاء الله
تهللت أسارير وجهها وتركت ما بيدها ومالت للأمام هاتفه بسعاده غامره
- بجد ؟؟! ... طب مش كنت تخليها مُفاجأه
نظر لها وحاجبه الأيمن مرفوع ينظر لها باستفهام , لتدارك نفسها قائله بمرح
- خلاص يا عم الظابط ... أنا بس فرحانه أوي
أمسك يدها مُقبلاً إياها بلطف لتتخضب وجنتها باللون الأحمر , وينظر في عينيها التي يعشقهما كل العشق , عيناها التي لم تخذله مـره ويري فيهما غير الحُب المُتأصل منذ الصغر , يعشق كل تفصيله بهاا طفولتها المرحه , عشقها للورد الذي أفقده توازنه , حديثها العاقل أحياناً والثائر أحيناً أخري هي طفلته بكل ما حملت المقاييس ,بعد وفاه والدها أصبح هو رجلها الذي لا تستغني عنه
أضاف كلمته المُحببه إليها رغم انها تُقال بالفعل
- بحبك
كأن العشق بينهما كالخيط الذي يتغلط بمرور الوقت , القدر في صفهما تلك المره لا يعكر صفوهما شيئ .... إلا خبيث جنباته تتقد من نيران الغيـره !
.................
كان يفكر كيف يجعلها تأتي إليه نادمه , لا يريد أن تتسبب بمشاكل تودي بحياتها بسبب إبنته , هو يراعي شعورها كأب أكثر من شعوره بالإنتقام , كل وهلهٍ يختطف النظر إليها وهي نائمه بسلام أمامه , تعلقت به كثيراً لا تتركه حتي في عمله داخل المنزل تلازمه إلي المكتب تنتظره وتنظر إليه حتي تغفي
لكن الأن ثورته لم تنتهي , لقد مات شخصاً بسبب الالتهاب الرئوي التي سببته تلك الزهره .. يخشي أن يُكتشف أمر جاسوسه فيقضون عليه ولن تنتابهم شفاعهُ ولا رحمه
تباً إنها تلعب علي وتره الحساس , لقد أغلق لتوه تلك الصفحه نهائياً وها هي تلك الحيه الصفراء تُصر علي فتحها من جديد ألا يكفي ما تبعثر من روحه من أجل فتاه , وما نزف من قلبه فـأدماه لكنّ فضوله لم يجعله يتخذ القرار برويه , فهتف بجملته المُقتضبه وهو يتنهد بحراره
- هجيبك راكعه لحد عندي يا مادلين ...
يخشي أنه قد يكن لها حُباً مره أخري !
............
الغضب يجتاحها بعدما كُشفت من زيـن لم يتبق لها سوي أن تخرب عليهما , استطاعت أن تتلوي علي شخصاً أخر ينفذ مطالبها العرجاء
أعماها الحقد بعدما علمت أنها استبدلت بأخري , وتلك هي ضريبتها التي تدفع ثمنها الأن
إما أن تستسلم أو تثأر لكرامتها ... لكنها ستلعب بناراً حتماً ستحرقها
يتبع..

شظايا الورد بقلم/ سارة عاصمWhere stories live. Discover now