الفصل السادس عشر

3.1K 82 0
                                    


الفصل السادس عشر
" نقطه تحول "

ما يحتمله قلبك وتحاول انكاره وتخشي الإعتراف بـه هي الحقائق التي ستنير الظلام الذي يحاوطك من كل جانب
سيعوضك الله عن كُل ألمٍ كتمته وعتابٍ لجمته وشخصاً تمسكت به للنهايـه وهو لا يستحق !
- مـعايا إذن بالتفتيش
هتفَ بها صُهيب وهو يقف علي أعتاب المنزل بحزمٍ , خلفه حفنه من العساكر يتبعون أوامره
وبينما  هو ينتظر أن تفسح الخادمه إليه , كانت مادليـن تنزل من علي السلم تحاول معرفه ما يحدث في الأسفل , لمحها صُهيب وأعاد جملته مره أخري لكـن بصوتٍ عالٍ حتي أتت هي هاتفه بتساؤل حاد
-نعم ؟ تفتيش إيه ... محدش هيفتش هنا
ابتسم صُهيب وهو يري إنفعالها وهذا ما أثـار حفيظتها لتنظر له بحده في حين هتفَ هو بثبات في عساكره خلفه
- فتشوا البيت .. كويس
شدد علي أخر كلمه وهو ينظر إليها بجديه ثم أخرجَ من جيبه ورقه مطويـه أعطاها إليها لتفتحها وعلامات الغضب تكسو وجهها.
نظرلهاملل له ليجدها تبتسم بخفه وهي تتابع النظر في أرجاء المنزل الواسع
هتفت بنـبره واثقه وهي تستند علي الباب تنظر لطلاء أظافرها بتكبر
- علي فكره مش هتلاقو حاجه , احنا ناس نضيفه وماشيين في السليم

- المره الجايه فكريني أبقي أجيبلك ورده .. بس من المشتل بتاعكم
لم يظفر العساكر بشيئ , جاءوا وأيديهم خاليه لينظر لها نظره تحدي قبل أن يأمر بالرحيل تاركاً وراءه بركاناً علي وشك الثوران
- الـورده دي ابقي قدمها  لخطيبه صحبك اللي هتموت !
.............
أتي اليـوم الذي ستتوج فيه قصه حبهما بخاتم ذهبيّ اللون يتوسط يدها اليُمني محتضناً إصبعها في خفه , لتتلاعب به من حيـن إلي أخر وهي جالسه لا تصدق أن هذا حدث , تكاد تنسي الحضور من فرط سعادتها لا تري سواه وهو يجلس بجانبها يتلقي التهاني , تنظر إليـه بهيام دافئ تستشعر كل لحظهٍ مروا بها سوياً حتي الأن  .. هي الأن تعيش الخيال التي حلمت به يوماً
- مبروك عليا انتِ
التفتت إليه بإبتسامه مُعجبه ثم حول بصره لخاتمه الذي يداعب يدها في تناغم وقبلهما بلطف متمتماً بعشقٍ دفيـن
-أقدر أقول إن دي البدايه ..
نظرت إليه تحاكي عظمته وحديثه الذي يطرب أذنـها فتميل بحُب لتهتف من بيـن نظراتها العاشقه المسحوره بكيانه
- من البدايـه للنهايه مع بعض , وساعتها النهايـه هتبقي الموت !
لمحت الحزن علي وجهه لكـن سرعان ما أخفاه فلا يحدث أن يصيبه الغم في تلك الليله التي انتظروها منذُ أنا كانوا صغاراً مروراً بفترات عمرهم المختلفه
- متقوليش موت , مبحبوش .. ياريت متجبيش سيرته
ثم استطرد بابتسامه مرحـه ليدير دفـه الموضوع ويحتفل بليلته كرجل كلل حُبه الأبدي بصك ملكيته الذي سيحتضن اصبعها للأبد
- أنا مبسوط أوي , مش مصدق أنه خلاص بقيتي ملـكي للأبد
أجفلت لحديثه الواضح وهي تبتسم بخجل وتنظر للحضور بعشوائيه لا تلمح أحداً بسبب ما بعثر عقلها من كلامـه المعسول الذي جعل فراشات معدتها في أوج سعتادتها وهي تطير داخلها .. مهلاً عيناها تقع علي شخصٍ ودت لو لم تعرفـه طيله عٌمرها , شخصٍ أذهب بثقتها تجاهه ليحصل علي ما يريد لم تكن تريد تضحيه لكنها لم ترد أيضاً هجراناً
وقفت أمامها بوجه يغتصب إبتسامه علي شفتيه الحُزن يحاكيه من كل جانب , عيناها تشع حزناً وندمـاً يدها خاليه من الخاتم الذي تركتها من أجله
همست بصوتٍ مبحوح وقد عرفت صدفه من بعض زملاءهم بالجامعه , آلمها قلبها بشده فكانت ستكون أول من يعرف لو بقت!
- مبـروك يا تميمـه
رمقتها تميمه بمشاعر خاليـه ,هي تأذن لدخول حياتها من جديد لكنـها ليست في مزاج لإستقبال ضيوفٍ جُدد , أجابت بلا مُبالاه وهي ترد لها الإبتسامه بأخري عاديـه
- الله يبارك فيكِ ... عقبال جوازك
أردفت نجوي بشيئ من البكاء وهي تحاول كتم دموعها التي استنفذتها حينما رحـل الحبيب المُزيف
- ما خلاص , مش هيبقي فيه جواز أصلاً ..
قاطعتها تميمـه وهي تريـد أن تسمع وتتدخل في حياتها  من جديد يكفي لما عانته , لقد نسيتها لم عادت من جديد ؟
- أه معلش ربنا يعوضك إن شاء الله
نظرت نجوي أرضـاً وهي حزينة كانت تعتقد أنها ستسألها عما حدث .. لك،ها كانت مخطئه كتلك اللحظه التي استبدلت بها صديقه الثماني عشر عاماً برجلٍ عيباً بأن ينتمي لجنس الرجال
سلمت علي فارس الذي قابلها ببشاشه عكس تميمه التي تعكر صفوها , لكـنها عادت إلي الأجواء بعدما أخبرها فارس بذهابهم للتجول والإحتفال وحدهم
- الله بجد , هتوديني بقي مكان فوق الجبل , أو فيـه خُضره وتقولي ده المكان اللي لما ببقي زهقان باجي فيه وانت الوحيده اللي جيتي المكان ده غيري بقي وتقولي كلام حلو !
تقطيبه حاجبه وبرمه شفتيه كانت كافيه لإصابتها بخيبه أمل لأحلامها الواهيه , أردف بضحك وهو يتأمل ملامحها المصدومه
- بتجيبي الكلام ده منين مش هشتريلك روايات تاني علي فكـره ؟
مطت شفتيها كالأطفال وهي تبكي بتزييف
-  خيبت أمالي حرام عليك والله .. طب هنروح فين
أجابها وهو يرمقها بطرف عينيه ويبتسم
- هتعرفي بعديـن
وضعت رأسها علي كتفه وهي تمسك بيده بشغف تخاف أن يضيع منها فهي أخيراً وجدته , ووضعت صك ملكيتها بين يديه !
................
استقرت قدماها الحافيتان علي رمال الشاطئ الدافئه قبل غروب الشمس , ونظرت له بعتاب حانٍ لا يخلو من شظايا الحُب فرغم ما حدث وما تتوقع أنه سيحدث .. مازالت تُحبه
هربت الكلمات من علي شفتيها كما هرب قلبها من بين ضلوعها ليسكن جسداً أخرَ يقف أمامها بأنفه إعتادتها دائماً .. يضع يديه في جيوب بنطاله الثمين كأنه لا يخشي شيئاً غير مبالياً بما حوله .. إلا هي !
انفرجت شفتاه للتحدُث بينما هي ظلت تُراقب حديثه بصمت
- عندما سافرت إلي فرنسا كنت وقتها سعيداً بتلك الحياه الجديده أكثر مما كنت حزيناً لأني لن أراكي ..مع مرور الوقت وتقدم سني للنضوج أصبحت أشتاق  للعوده سريعاً أينما انتي , ظل قلبي يشتاق لسماع صوتك لكنني  لم أجد رقمك في هاتفي الجديد
تنهد بقوه قبل أن يسمح لقلبه ليفيض بما يحمل طوال تلك السنوات , وبما أن الموضوع قد فُتح إذاً ليبوح بكل شيئ يكتنزه .. سيكون صعب عليها معرفه أنه لم يتحدث معها بإرادته فهل ستسامحه ؟! أستكون ملكه مره أخري ,

شظايا الورد بقلم/ سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن