الفصل الأول: 2

2.7K 59 7
                                    


سببت لها العاطفة في صوته، أكثر من كلماته، ألما غير متوقع. «إذا....»

«لماذا أنا هنا؟» قاطعها بحدة، مانعا إياها من إنهاء السؤال الذي يدور في خلدها. «ربما تسألين» قالها بصوت منخفض وبلهجة قاسية «عندما أخبرتني العائلة بأنك قد صممت فعليا على تشريف العائلة بحضورك، قررت أن يكون لقاؤنا الأول من دون حضور أفراد العائلة. بعد كل هذا فإنهم يتوقعون اجتماعا عائليا سعيدا. ولا نريد أن نخيب أملهم، أليس كذلك؟»

نظرت كاثرين حولها بقلب مسحوق وأدركت أن حدة محادثتهما قد جذبت انتباه العديد من الأزواج الكبار الواقفين بقربهما.
«لا أعتقد بأن المكان مناسب لأجراء المحادثة التي تدور في ذهنك.»، قالت بهدوء، محاولة أن تبدو لامبالية.

«إني أوافقك. دعينا نذهب.» حمل الحقيبة بيد واحدة، وهو مايزال ممسكا بنظارتها الشمسية. وأمسك يدها بيده الثانية بإحكام. ثم قادها بين السيارات والعربات الفخمة باتجاه سيارة النقل من نوع فورد. كان على كاثرين في الغالب أن تجري لتلحق به، والذي كان صعبا وهي تنتعل الكعب العالي.

إن جزءا منها لايزال يحاول التعامل مع واقع كون وايد أصبح أكثر نجاحا واعتمادا على نفسه منذ أن كانا سويا آخر مرة. لكنها لا تجرؤ على التكلم إليه عن أي شيء خاص الآن. إنه من الصعب عليها التصديق بأنهما كانا على اتصال حر من كل شيء، وغالبا ما يتشاركان الأفكار والمواقف في المواضيع المختلفة.

منذ طفولتها فإن وايد كان يتكلم دائما عن أحلامه بامتلاك وإدارة مزرعة كبيرة لتربية الخيل، وبالنسبة لأليس فقد أصبح حلم وايد حقيقة وبشكل سريع.

بعد أن وضع حقيبة ثيابها وحقيبة يدها في العربة من الناحية الخلفية، فتح لها باب الركاب. وبسبب علو الباب اضطرت لأن ترفع رجلها، مما تسبب في ارتفاع تنورتها إلى مافوق ركبتها، عارضة رجليها الذهبيتين النحيلتين لنظراته. وكأنه لم يتأثر بهذا المنظر، إذ أنها لم تر أي تغير في تعابير وجهه، أقفل الباب واستدار حول السيارة إلى باب السائق.

قذف بنظارتها الشمسية إلى التابلوه، جلس خلف المقود وأقفل الباب، لتلفهما الخصوصية التي حاولت أن تتجنبها كل هذه السنوات. وظاهريا فإن بعض العادات لم تتغير، في داخل العربة الحارة من جراء أشعة الشمس كان باستطاعتها استنشاق شذى الشامبو الخاص به. لطالما أحبت ذلك النوع...

بعد هذا الوقت الطويل من عدم رؤية وايد أو التكلم إليه، اشمأزت من نفسها حيث لايزال لاقترابه منها القوة نفسها ليشل رجاحة عقلها ويجعلها تتوتر. لابد وأن ما حدث قبل رحيلها إلى سان دياغو قد أصبح منسيا، أو على الأقل، دفن داخل مشاعرها الداخلية، في مكان لاعودة منه. طوال فترة إقامتها في كاليفورنيا، حاولت عدم تذكر أحداث آخر صيف أمضياه معا.. عندما تحولت صداقتهما إلى شيء آخر.

حين يتحطم القلبWhere stories live. Discover now