الفصل السادس: 2

1.6K 44 0
                                    


صوت الرعد ساعدها على أخذ قرارها. وبسرعة وقفت على قدميها وفتحت سحاب الخيمة. دخل وايد جالبا معه الريح ورائحة المطر.

بينما أقفل الخدمة خوفا من دخول المطر جلست على حقيبة نومها، وهي لا تزال مرتدية السروال القصير والقميص القطني. أدار مصباحه وأضاءه في وجهها الذي كان محجوبا بشعرها. أحست بنظراته الفضولية قبل أن يحول الضوء إلى زاوية الخيمة لإنارتها.

«خذ.» متجنبة عينيه قدمت له غطاها الإضافي. «إنك تحتاجه للجلوس.»

جلس عليه عند طرف حقيبة نومها. الخيمة معدة لثلاثة لذا وسعتهما بسهولة. وبحركة رشيقة جلس وقدم لها تفاحة.

قضمتها، واستساغت الوضع مع شعور بالذنب… الدفء يملأ الخيمة ووايد جالس عند قدميها. وقالت: «مم، إنها لذيذة. شكرا لك. لم أدرك أنني كنت جائعة.»

لم يقل شيئا، وللحظة غير مريحة، حملق بها.

في تسارع دقات قلبها أحست بزوال شعور الاطمئنان الذي كانت عليه منذ قليل. في هذا المكان ساد جو من التوتر جعل من المستحيل عليها التصرف بشكل طبيعي. وضعت ما تبقى من التفاحة بجانبها. مع أنه كان بإمكانها رؤية البرق في الخارج من النافذة، فإن توترها كان ينبعث من مصدر آخر في داخلها.

برق آخر ورعد دوى فوق البحيرة أقرب هذه المرة، ورياح باردة بدأت تصفر عبر أشجار الصنوبر، مشيرة إلى بدء المطر. وكأن وايد قرأ أفكارها فوقف وأقفل السحاب.

راقبت لا شعوريا عضلات كتفيه، ورشاقته التي كانت جزءا من رجولته وبشرته التي صبغتها أشعة الشمس. إنها لا تزال تذكر قوة جسده بعد أن أنقذها من المركب المقلوب بالأمس وأجبرت نفسها على النظر باتجاه آخر.

جلس بمواجهتها ساندا رأسه على حافة حقيبة نومها. «هل حقيقة ما أخبرتنا به جميعا أليس الليلة؟» إنها تعرف عما يتكلم ولم تستطيع إدعاء غير ذلك. «إذا كنت تعني بقائي في أفتون وعملي في المتجر خلال فترة سفرها، فالجواب هو نعم.»

«لماذا؟»

ما كان يجب أن تؤذيها إجابته ولكنها فعلت. «لأني وعدت أليس بأني سأفعل. إني أستغرب لمجرد هذا السؤال لأنك الوحيد الذي كان يشدد على أن أجاري خطتهما.»

«من الواضح أن انفصالك عن حبيبك جعلك بائسة. ما ستكون ردة فعله عندما يعرف أنك بقيت هنا أكثر مما كان مفترضا؟ لا أستغرب أن تكوني قد هيأت للقائه في كولورادو… هل فعلت ذلك؟ ألهذا أنت متلهفة للذهاب إلى هناك؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا تطيلين العذاب؟»

انهالت أسئلته الواحد تلو الآخر وترافقت مع أول قطرة ماء تسربت من الخيمة. ومن خلال الضوء تأملت هيئته وتقاسيم وجهه التي تحبها كتيرا. أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا: «ليس لدي نية في مقابلته في كولورادو أو أي مكان آخر. إنه مرتبط بامرأة أخرى.»

حين يتحطم القلبWhere stories live. Discover now