الفصل الأخير: 2

2.7K 77 13
                                    


في الليلة الثالثة لسهرها في المزرعة، رأت كاثرين أخيرا أضواء السيارة الأمامية تنعكس على البيت. ومن حيث كانت واقفة أمام نافذة المطبخ لم تستطع تمييز من يكون القادم. لكن لابد أنه أحد أفراد العائلة أو وايد، لأنه لا يستطيع أحد سواهم عبور البوابة الرئيسية.

على الرغم من أن ما تريد قوله لوايد قد مر في عقلها مئات المرات لكنها كانت لا تعرف تماما ما تريد قوله. فكل شيء يعتمد على رد فعل وايد.

لقد بذلت جهدها لتبدو جذابة قدر المستطاع، فتركت شعرها البني اللامع ينسدل على جانب واحد. وارتدت فستانا ذا لونين أبيض وأسود عليه حزام على الخصر، ولم يرها به وايد من قبل، وقد زاد من جمال جسمها النحيل. ولتكمل أناقتها انتعلت حذاء أبيض ووضعت قرطين ذهبيين.

ارتفع صوت المحرك. واستطاعت رؤية السيارة البيضاء التي انكشفت تحت ضوء المدخل الأمامي. ملأ الاحمرار وجنتيها، وبدأ قلبها يخفق بشكل غير طبيعي من شعورها بالقلق. أسرعت إلى الصالون الأمامي ووقفت منتظرة. جعلها صوت إغلاق الباب تستعد، ثم سمعت صوت أقدام على طريق المدخل وصوت مفتاح يدخل في القفل.

حبست كاثرين أنفاسها مستغربة من أن شوقها لوايد أصبح بهذا النحو. وكان هذا الشعور دائما تحس به في الماضي.

هل سيأمرها بالخروج؟ هل سيعطيها فرصة لتشرح له كل شيء؟ ليس لديها أي فكرة، لكن
خوفها بدأ يزداد وأحست بالتوتر يسيطر عليها.

دخل البيت عاصفا وكأنه قد دفع من الخارج، أغلق الباب بضربة قوية جعلت البيت يهتز. ولأن رأسه كان منحنياً فإنه لم يرها على الفور واقفة في ناحية، لمجرد رؤيته جف حلقها وأصبح من الصعب عليها إصدار أي صوت.

عندما اتجه مباشرة نحو غرفة الجلوس، نادت باسمه بنعومة. استدار مندهشا، ثم حبس أنفاسه عندما رآها. ولاحظت الخطوط حول فمه. كان قميصه مفتوحا وغير مكوي، ووجهه مرهقا.

لوقت طويل لم يتفوه بكلمة. خفض جفنيه فيما هو يتأملها ببرودة، ولم تستطع تخيل عينيه مشرقتين بالنور، بالطريقة التي وصفتها أليس.

قال أخيرا: «من المفترض أنك في كولورادو. ماذا تفعلين هنا؟»

«لم أستطع المغادرة، بسبب ما كتبته في رسالتك لأليس وكلايد.»

دمرتها ابتسامته المريرة. «لا بد أنها كانت تجربة ممتعة. إني أتساءل أي كذبة أخبرتهما هذه المرة.»

رفعت رأسها وتحدثت بهدوء. «لمرة واحدة أخبرتهما الحقيقة. الحقيقة كاملة.»

«أي حقيقة هذه؟»

«وايد…» بدأت بالإجابة لكنه قاطعها.

«كانت لدي محادثة ممتعة مع صديق قديم هذا الصباح. عندما لم أجد زوجك السابق في الجامعة، ذهبت إلى بيتك المشهور على الشاطئ. جارتك اللطيفة جودي أخبرتني أنه خارج البلد، لكنها رغبت في إعطائي بعض الحقائق عندما علمت أنني من العائلة. بالتحديد، أن زواجك فشل بسبب كونك واقعة في حب أحد ما هنا في ويومينغ.»

حين يتحطم القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن