٢٦-خطاب ميمونة

871 53 34
                                    

دخلت ميمونة قصرها وسط الظلام الدامس وكان الجن لها منتظرين وركعوا جميعا لها ساجدين ، كان لها كل الخيلاء والزهو والغرور وكان الجميع يعاملها كأنها ملكة الملكات وانثى اجتمعت بها كل الصفات ، جلست على كرسي بهي عظيم تتدلى منه الستائر الحمراء المزركشة باجمل نقوش الجن، فعلى الرغم من سكنهم تحت المقابر إلا ان لهم عالم خاص متفرد منمق ، فالجن كالبشر يحبون البُهرج والفخامة ويُولون المظاهر اهتمامهم ، البسو ميمونة عباءة المُلك التي بإرتدأها يمنحونها بيعتهم الكبرى التي يتعهدون من خلالها بتنفيذ كل اؤامرها ،   وقدمو لها خيرة الطعام واجود الشراب، فُرشت الارض بأجمل الفُرش وتدلت الستائر من النوافذ ويا ل جمال الشموع المنتصبة بشكل عمودي من السقوف والموضوعة بالمئات جانب بعضها البعض .

تقدم احد شيوخهم وكان يحمل عصا وصولجان وبعين واحد وسط جبهته ومن دون انف وبأذان طويلة قال وهو محني الرأس

- لقد اجتمعت عشائر الجان المنحدرة من نسل ابليس واختاروك ملكة موحدة لا ينازعك امرك شيئا ، ودس لها الصولجان وتابع وهو يجثو على ركبته ويحني راسه

مولاتي ميمونة بنت اكرا ، إن الاف من عبيدك رهن اشارتك وينتظرون اوامرك فرقابنا كلها رهن امرك ....

وقفت ميمونة ممسكلة الصولجان وقالت بعالي الصوت ....

ايها الجن الاباليس ، لقد وليتموني ولست اريد ملككم وقد اعززتموني بعد ذلكم ورفعتم شأني بعد ان طرتموني وطارتموني ،   فكرت كثيرا وكدت ارفض ملككم ولكني عدت وقبلت اما بعد

ف لا للراحة ولا للإستكانة الحرب ولا شيء الا الحرب ، إياكم ان ترتاحو قبل إفناء عشيرة جمهورش واياكم والخنوع والركود لا ترحمو انس او جان واقتلوا كل من يقف في طريقكم ، فنحن قوم سنعيش للقتال ولا شي الا القتال ، اني اقسم الجيش لجزئرين الجزء الاول يقسم قسمين قسم يغير ليلا على الجان المسلمين ويرتاح نهارا وقسم يهجم نهارا ويرتاح ليلا اما الجزء الثاني من الجيش فاليغزو مساكن البشر وليُعملوا بهم القتل والتذبيح وبالاخص الاطفال الصغار وكل من يأتني بقتيل من الاطفال رقيته ورفعت شأنه وجازيته خير الجزاء ، نحن في حرب من عدوين وكل عدو منهم له اسلحته وقواه ولن نلين حتى نُفني العدوين لن ارتاح قبل ان انهي البشرية وانهي الجن المسلمين ، ان ثاري اليوم اصبح ثأركم جميعا ، وموتي لن يعني نهاية المعركة يجب ان تتواصل بحار الدماء ولتدفق في الارجاء لا تهني ولا تتوقفوا .

هيا انطلقوا الى الثأر العظيم .....

نفذ الجن المجانين ما قالته ميمونة واستعرت الحرب وسالت الدماء في كل الارجاء واختلط الحابل بالنابل وكانت ميمونة اول المقاتلين فقد كانت في صفوف القتال الاولى وكانت تشرف على كل كبيرة وصغيرة ،  لم ترحم صغيرا ولا كبيرا جني او انسي ،  إمراة او طفل كانت تبحث فقط عن الانتقام وكل مساء كانت تزور قبر حبيبها كريم وتذرف عليه الدموع وتعده بقتل المزيد حتى يرتاح بقبره وفي ترابه الابدي...

يتبع .....

رأيكم ....

ميمونة قاتلة الانس والجنWhere stories live. Discover now