الفصل الثاني

612 19 1
                                    

الفصل الثاني

بعد الضغط النفسي  المقصود والمتعمد   الذي تعرضت له من قبل د.عالية ؛مررت بنوبة  هلع شديدة تعد أقوي  نوبة تعرضت لها منذ دخولي المركز ،وما زاد الأمر سوءا أنها قالت لم يقتلها، أنا لا أسمح لأحد أن يقول هذا  لقد رأيته بعيني ،ليس كل القتل بالأسلحة  والآلات الحادة، لقد قتلها واستخدم اسوأ انواع  القتل قتلها بالبطيء، علي مدار ثلاثة عشر عاما وما كان  يزيد آلامها الروحية أكثر من الجسدية  لقد فعل كل هذا أمام عيني، إن أراد ضربها كان  يفعل ولا يبال لوجودي حتى أنه كان يفعل نفس الشيء معي مازالت آثاره علي جسدي للآن ، عندما كان يريد الحصول علي متعته منها كان يفعل ولا يهتم لا بتوسلاتها ولا صراخها ،نعم كنت أسمعهم وأنا اقف خلف باب غرفتهم و كنت احاول استجماع قوتي كي ادخل و اخلصها من بين يديه لكني كنت اخشاه ارتعب منه ومن  وجوده بالمنزل لذلك كنت اكتفي بالتصنت عليهم و أنا ابكى بصمت، دموعي كانت تتساقط  بغزارة علي وجهي ،واغرز اظافري بجسدي كي استطيع السيطرة علي رجفة يدي من خوفي  منه ، كنت أعاقب نفسي بهذا لأني لم اخلصها  من بين يده  ، لم أفهم وقتها ماذا يدور  بالداخل كنت صغيرة و أتخيله يعذبها، لكن الان قد وعيت وفهمت ما الذي كان يحدث لأمي بالداخل علي يد هذا الوحش،    كنت اسمع توسلاتها له بأن يكف عن  إيلامها والتعامل معها بوحشية وسادية ،كانت تقول له الكثير و هو كان يتلذذ  بتعذيبها هل تتخيلوا مازلت اسمع صوت كلماتها والأصوات  المقززة التي كانت تخرج منه بأذني للان.

   لهذا   السبب ساءت حالتي بشدة في هذا اليوم وفقدت وعي بين ذراعي د.عالية وقاموا بحقني بالإبر المهدئة وبقيت  اغط في نوم عميق  لليوم التالي، وعندما استيقظت وجدت  نفسي بغرفتي علي فراشي وحيدة  كما كنت دائما ،أريد بشدة النهوض والتوجه الى  النافذة وأفتحها لتدخل نسمات الهواء إلي الغرفة لقد اشتقت كثيرا للشعور بنسمات الهواء المحملة برائحة البحر وهي تداعب وجهي؛ ولكنها دائما مغلقة ولم يفتحها أحد طوال الشهر عندما جئت الي هنا كنت قد قلت لهم لا اريد فتحها ابدا وهم استجابوا لرغبتي ، لا اريد مشاركة الهواء مع من بالخارج.

اثناء شرودي فوجئت بيد تحتضن  يدي ؛فنظرت للجهة الأخرى  للفراش وجدت د.عالية تجلس بجانبي وترسم  بسمة جميلة علي ثغرها ،اتضح أنها كانت بالغرفة قبل  ايستيقاظى  ،ونظرا لأني كنت أنظر نحو النافذة لم ألاحظ وجودها ربتت علي  يدي بحنان وقالت :

_ اخيرا صحيتي أيه الكسل ده كله منمتيش من سنة ولا ايه !

لم أجيبها و مارست فعلتي  المعتادة ولم أتحدث معها ؛ فحركت يدها وقبضت علي أصابعي  وقالت وهي تنظر لي بثقة شديدة :

_لا مبقاش ينفع إنتي كلمتيني مرة وسمعت صوتك الجميل، وبصراحة نويت نتكلم سوا كتير .

اعتلت ثغري بسمة ساخرة بسبب ما قالته أي صوت جميل! عندما سمعت صوتي كنت أخبرها كيف قتل أبي أمي بدم بارد.

رواية امل_ اوموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن